جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (4 ) ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ (4 )

اذهب الى الأسفل

تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (4 ) ــ  أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ  تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ  رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية  علمية مقارنة ــ  بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ (4 ) Empty تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (4 ) ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ بقلم الباحث جمال الشرقاوي (4 )

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي السبت مايو 13, 2023 6:15 am


تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (4 ) ــ
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ
تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ
رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية  علمية مقارنة ــ
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
(4 )

تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (4 ) ــ  أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ  تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ  رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية  علمية مقارنة ــ  بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ (4 ) 111

حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للكاتب الأستاذ \ جمال الشرقاوي \

تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (4 )
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
(4 )


(( قُلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــ

قاعدة أصولية مهمَّة جداً
العلاقة بين الإسلام و الإيمان علاقة زوجية لا يصح أحدهما بدون الأخر

[[ فالإسلام بدون إيمان .. إسلاماً ناقصاً .. و الإيمان بدون إسلاماً إيماناً ناقصاً ]]

فحينما تكلم الله تعالىَ عن الكفار الذين رفضوا الإيمان

قال الحق تبارك و تعالى

{ فَمَا لَكُمۡ فِي ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِئَتَيۡنِ وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم بِمَا كَسَبُوٓاْۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهۡدُواْ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن ‌يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا ٨٨  }
[ النساء \ 88 ]

الشاهد في أية 88 من سورة النساء
{ أَتُرِيدُونَ أَن تَهۡدُواْ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن ‌يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا }

( الدليل الأكبر على أن الإيمان بدون الإسلام هو إسلاماً ناقصاً و العكس صحيحاً فالإسلام بدون الإيمان هو إسلاماً ناقصاً )
ـــــــــــ
فالذي يؤمن بشيء من الأشياء و لكنه لا يؤمن بالله تعالى , فإيمانه ناقصاً , و مَن يُسلم بلسانه و لم يُسلم بقلبه فإيمانه ناقصاً بل و إسلامه ناقصاً أيضاً

الدليل الأول

الدليل على أن الإيمان بدون الإسلام إسلاماً ناقصاً

قال الله عز و جل الجامع الغني المغني

{ قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ ‌عَلَىٰ ‌عِلۡمٍ عِندِيٓۚ أَوَلَمۡ يَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَهۡلَكَ مِن قَبۡلِهِۦ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مَنۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرُ جَمۡعٗاۚ وَلَا يُسۡـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٧٨  }
[ القصص \ 78 ]

الشاهد من الدليل الأول في أية 78 من سورة القصص

{ قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ ‌عَلَىٰ ‌عِلۡمٍ عِندِيٓۚ }

و في هذا النموذج القرءاني , نرىَ أن قارون الذي كان أغنى أغنياء الأرض في زمان سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام , قد أضلَّه الله على علم , و السبب أن الله تعالى هو الذي خلقه و فطره عَلِمَ مسبقاً أنه لن يكون مسلماً , فقد كان قارون مؤمناً بما يدعوا له سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام من الشريعة اليهودية , بل و كان من اليهود أتباع سيدنا موسىَ عليه الصلاة و السلام , و لكنَّه لم يكن مسلماً حقيقياً , فتَمَرَّدَ على الله تعالى , و على النبي موسى عليه الصلاة و السلام , فأضلَّه الله مالك المُلك ... على علم .. أي : ـــ رغم أن قارون كان عنده علم الدنيا كما كان عنده علم الدين الذي كان يتلقاه من سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام .. و مع ذلك أضلَّه الله تعالى .... ( على علم )

(( تعقيب للباحث ))
ــــــــــــــــ
[[ الدين الذي أنزله الله تعالى للمخلوقات هو ( الإسلام ) و مَن يدخل في دين الله عز و جل هو مسلماً , سواءً كانت شريعته اليهودية التي عليها ( اليهود و النصارىَ ) و هى الشريعة التي نزلت علىَ سيدنا موسىَ عليه الصلاة و السلام , أم كانت شريعة الإسلام التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

و الأدلة من القرءان الكريم تتمثل في قول الله تعالى

الدليل الأول على أن النصارىَ أتباع سيدنا عيسى عليه الصلاة و السلام مسلمين
ــــــــــ

{ فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا ‌مُسۡلِمُونَ ٥٢ }
[ آل عمران \ 52 ]

الشاهد في أية 52 من سورة آل عمران

{ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا ‌مُسۡلِمُونَ }

و هم نصارىَ .. أتباع سيدنا عيسى بن مريم صلوات ربي و سلامه عليهما , فقد كانوا علىَ شريعة سيدنا موسىَ عليه الصلاة و السلام , إذ لم يأتي سيدنا عيسى بن مريم عليهما الصلاة و السلام بشرع جديد

الدليل الثاني على أن اليهود أتباع سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام و ما قبلهم من الأنبياء و سيدنا محمد الذي جاء بعدهم مسلمين ــ صلوات ربي و سلامه عليهم جميعاً
ـــــــــــــــــــ
{ قُلۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ ‌مُسۡلِمُونَ ٨٤ }
[ آل عمران \ 84 ]

الشاهد الأول في آية 84 من سورة آل عمران

{ قُلۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا }

هذا خطاب مُوَجّه للنبي محمد صلى الله عليه و سلم و أمته الأميَّة

الشاهد الثاني في آية 84 من سورة آل عمران

{ وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ ‌مُسۡلِمُونَ }

فالكل مسلمون و الإسلام هو الدين الكامل الشامل الواضح بمفهومه الأوسع و الأرحب

الدليل الثالث على أن سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام كان مسلماً و يأمرهم بالإسلام
ـــــــــــ

{ وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم ‌مُّسۡلِمِينَ ٨٤}
[ يونس \ 84 ]

الشاهد من آية 84 من سورة يونس

{ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم ‌مُّسۡلِمِينَ }

الدليل الثالث علىَ أن سيدنا سليمان اليهودي كان مسلماً
ــــــــــــــ

{ إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣٠ أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي ‌مُسۡلِمِينَ ٣١ }
[ النمل \ 30 \ 31 ]

الشاهد الأول في آية 30 من سورة النمل

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ }

و هذه البسملة من خصائص الجزء الثالث من ( الدين ) أو ( الإسلام ) بمفهومه الشامل الكامل الواضح , و تختص هذه البسملة بأمة محمد صلى الله عليه و سلم , و لكن لمَّا يقولها سيدنا سليمان عليه الصلاة و السلام , فهذا معناه أن منبع ( الدين ) واحداً , و أن نبع و جذور ( الإسلام ) واحدة , أي : ــ أن ( الدين ) أو ( الإسلام ) نزل من السماء , و أن كل الأنبياء و الرُسُل السابقين و الذين كانوا معهم و على نهجهم كانوا مسلمين

الشاهد الثاني في آية 31 من سورة النمل

{ أَلَّا تَعۡلُواْ عَلَيَّ وَأۡتُونِي ‌مُسۡلِمِينَ }
و قس على ذلك أيها القاريء الكريم .. كل الأنبياء و الرُسل كانوا مسلمين و الدين هو الإسلام , و لكن أسماء الشرائع اختلفت , فاليهود هم الذين جاء ذكرهم في القرءان الكريم
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ ‌هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢}
[ البقرة \ 62 ]
أي الذين اهتدوا و أمنوا بسيدنا موسى عليه الصلاة و السلام

الشاهد في آية 62 من سورة البقرة
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ ‌هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ }

و هؤلاء كلهم مهتدون لأنهم أمنوا بالله تعالى .. فهم مسلمون ]]



الدليل الثاني
ــــــــــــــ
الدليل على أن الإيمان بدون الإسلام إسلاماً ناقصاً

قول الحق الحي القيوم

{ فَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ضُرّٞ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلۡنَٰهُ نِعۡمَةٗ مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ ‌عَلَىٰ ‌عِلۡمِۭۚ بَلۡ هِيَ فِتۡنَةٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ٤٩ قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ٥٠ فَأَصَابَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْۚ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡ هَٰٓؤُلَآءِ سَيُصِيبُهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ ٥١ }
[ الزمر \ 49 \ 50 \ 51 ]

الشاهد الأول من الدليل الثاني في أية 49 من سورة الزُمَرْ

{ قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ ‌عَلَىٰ ‌عِلۡمِۭۚ بَلۡ هِيَ فِتۡنَةٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ }

و الذي ضَلَّ { ‌عَلَىٰ ‌عِلۡمِۭۚ } أي : ـــ بعد الإيمان ... فهو مفتون كما هو ظاهر النص القرءاني الكريم { بَلۡ هِيَ فِتۡنَة } فإسلامه لله تعالى في هذه الحالة إسلاماً ناقصاً

الشاهد الثاني من الدليل الثاني في أية 50 من سورة الزُمَر

{ قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ٥٠ }

و المقصود بــ { قَدۡ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ } .. أي : ــ { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ ‌عَلَىٰ ‌عِلۡمِۭۚ } أي : ــ أن السابقين الذي كانوا يؤمنون بالله تعالى و لهم جاه في أقوامهم و نفوذ و سلطان و علم دنيوي أيضاً قد اغترُّوا بقوتهم رغم إيمانهم بالله تعالى .. و لكنهم قالوا { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ ‌عَلَىٰ ‌عِلۡمِۭۚ } و لكننا نرىَ النتيجة العكسية و الرد الفوري السريع لِمَا قالوه , كما قال ربنا المنتقم الجبار في النص القرءاني عنهم

{ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ } سواء من المال أو النفوذ أو السلطان أو الجمال أو العلم , و كذلك هذا إسلاماً ناقصاً

الدليل الثالث

الذي يدل على أن الإيمان بدون الإسلام إسلاماً ناقصاً
قول الله الحَكَم العَدْل

{ فَأَصَابَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْۚ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡ هَٰٓؤُلَآءِ سَيُصِيبُهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ ٥١ }

الشاهد الأول في الدليل الثالث من أية 51 من سورة الزُمَرْ

{ فَأَصَابَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ }

أي : ــ اكتسبوا الذنوب و الخطايا و السيئات و الأثام من جَرَّاء ما قالوا و افتروا على الله تعالى زوراً و بهتاناً بقولهم رغم إيمانهم
{ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ ‌عَلَىٰ ‌عِلۡمِۭۚ }

أي : ــ نسبوا فضل الله تعالى الرزاق الوهاب لهم .. نسبوه لأنفسهم , و المعنىَ المُراد أنهم ( ألَّهُوا ) أنفسهم بعد أن تضخمت نفوسهم و ذواتهم بالنفاق و الباطل و سكنها الشيطان الرجيم .. فأصبح إسلامهم ناقصاً

الشاهد الثاني في الدليل الثالث من أية 51 من سورة الزُمَر

{ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡ هَٰٓؤُلَآءِ سَيُصِيبُهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ }

و قد وصفهم الله تعالى بالظالمين و نرىَ تكرار
{ سَيُصِيبُهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ }
وذلك نتيجة عِظَم الظلم و كِبْرَه في أنفسهم و لذلك توعّدَهم الله تعالى بالعذاب .. رغم إيمانهم و لذلك كان إسلامهم لله تعالى ناقصاً

الدليل الرابع

الذي يدل على أن الإيمان بدون الإسلام إسلاماً ناقصاً
في قول الله تعالى الخالق الباريء

{ أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ ‌عَلَىٰ ‌عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ  }
[ الجاثية \ 23 ]

الشاهد الأول من الدليل الرابع أية 23 من سورة الجاثية

{ أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ ‌عَلَىٰ ‌عِلۡمٖ }

يَعْنِيِ : ــ أنهم كانوا مؤمنين بالله تعالى , و لكنهم لم يُحسنوا إسلامهم لله تعالى , فاتخذوا ألهة غير الله تعالى , فمنهم مَن عَبَد العُزير و منهم مَن عَبَدَ سيدنا عيسىَ بن مريم و أمه ( عليهم الصلاة و السلام ) و منهم مَن عَبَدَ الطاغوت و الملوك و السلاطين و القساوسة و الكُهَّان و الأصنام , ومنهم مَن عَبَد الشيطان الرجيم , و منهم مَن عَبَد المسيخ الدَجَّال , و منهم مَن عَبَدَ الجن , و منهم مَن عَبَدَ المادة , و منهم مَن عَبَدَ المال , و منهم مَن عَبَدَ المرأة , و منهم مَن عَبَدَ الحيوانات و الأشجار و النباتات و الجمادات و المياه و البحار و الشمس و القمر و النجوم و الكواكب , وغيرهم مِمَّن لا نعلم عنهم شيئاً , كما انتشر كفرهم في زمننا هذا المعاصر , فنشأت الصهيوماسونية العالمية و محافلها السرية التي تعمل الطقوس الخاصة لعبادة الشيطان الرجيم و المسيخ الدجال و عبادة الأهرامات في مصر , و عبادة المسكرات و المُدمنات و المخدرات بالإقبال عليها بعنف , وعبادة الرزيلة و المنكرات و عشقها , أليس هؤلاء الناس على علم ؟! و الجواب هو , نعم إنهم على علم , و مؤمنين بالله تعالى و لكنهم لم يحسنوا إسلامهم لله تعالى فتمردوا و صار إسلامهم ناقصاً

الشاهد الثاني من الدليل الرابع في أية 23 من سورة الجاثية

{ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ }

و الجواب , ... لن يهديه أحد من المخلوقات طالما أضلُّه الله تعالى , فمن ربَطَه الله تعالىَ لا يَحِلُّهُ إلَّا الله تعالى

الدليل الخامس
و هو الدليل على أن الإسلام بدون الإيمان إسلاماً ناقصاً

قول الله تعالى العزيز المهيمن السميع البصير

{ قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن ‌قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ١٤ }
[ الحُجُرَات \ 14 ]

الشاهد من الدليل الخامس في أية 14 من سورة الحُجُرَات

{ قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن ‌قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ }

و هنا نرىَ إسلام الأعراب كان باللسان فقط , بدون الإسلام و الإيمان بالقلب , فقد أصبح إسلاماً ناقصاً

( الخلاصة )
ــــــــ
و نفهم من مجموع هذه الأدلة السابقة نفهم أن (( الإيمان )) بدون (( الإسلام )) لله تعالى إسلاماً ناقصاً كما في الأربعة أدلة السابقين ( الدليل الأول و الثاني و الثالث و الرابع ) كما نفهم أيضاً أن (( الإسلام )) بدون إيمان بالله تعالى (( إسلاماً ناقصاً )) كما في الدليل الخامس ... و قد توصَّلنا لنتيجة حتمية من خلال بحثنا و تحليلنا لهذه الأيات القرءانية الشريفة هو أن
(( العلاقة بين الإسلام و الإيمان علاقة زوجية .. فالإسلام بدون الإيمان إسلاماً ناقصاً ... و كذلك الإيمان بدون الإسلام إيماناً ناقصاً ))


( ليس شرطاً أن يكون الإله المعبود هو الله تعالى )
ـــــــــــــــــــ

فقد تعددت المعبودات على مَرِّ العصور , هذا ما عرفناه من خلال دراستنا للتاريخ الغابر القديم السحيق المُغْرَق في القِدَم , حتىَ عصرنا هذا المعاصر عام 2023 م و ما سيأتي و يبقىَ من عُمْر الدنيا , ستظل المعبودات تتعَدَّدد و تتنوَّع و تختلف من شخص لأخر و من مجتمع وبيئة لمجتمع و بيئة أخرىَ و من شعب إلى شعب , هذه هىَ السُـنــَّة الجارية التي أرادها الله تعالى أن تكون سارية بين عباده , فهناك مَن يعبد القوة و غيره يعبد المال و أخر يعبد الجمال و هذا يعبد العلم و تلك تعبد الرجل و هؤلاء يعبدون المرأة , و هناك مَن يعبد الأعضاء التناسلية للمرأة , و العكس فهناك مَن يعبد الأعضاء التناسلية للرجل , و هناك عُبَّاد للجنس و الشهوة , و هكذا في كل مجتمع و بيئة و في كل عصر من العصور نجد مع اختلاف العبادات و اختلاف الألهة , فكل ما يُعبَد من دون الله تعالى هوأيضاً إله في نظر مَن يعبده , كما أن الله سبحانه و تعالى هو في نظر عباده المؤمنين المسلمين هو الله تعالى المستحق العبادة و هو الحق , فكذلك كل مَن عَبَدَ إلهاً غير الله تعالى و اعتقد فيه يراه هو الأحق بالعبادة و لكن الفرق بين عباد الله تعالى , و عُبَّاد أي شيئاً أخر غير الله تعالى هو , أن عباد الله تعالى هم عبيداً لله تعالى فقط , يُسَلِّمون الوجه و القلب لله تعالى و يؤمنون به وحده , و أمَّا عُبَّاد أي كائن أخر و مخلوق ـــ غير الله تعالى ـــ فهم عبيداً و عُبَّاداً له من دون الله تعالى فهم ( مؤمنون و ليس بمسلمين ) أي : ــ مؤمنون بغير الله تعالىَ و ليسوا بمسلمين لله تعالى

نماذج من الذين عَبَدوا غير الله تعالى
ـــــــــــــــــ

{ وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١١١ بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ ‌مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ١١٢ }
[ البقرة \ 111 \ 112 ]

الشاهد الأول في أية 111 من سورة البقرة

{ وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١١١ }

فهذه الفئة من البشر وهذه النوعيَّة من المجتمعات , كانوا يؤمنون بوجود الله تعالى و لكنهم رغم كثرة الأنبياء و الرُسُل الذين بُعِثُوا لهم أو أرسلهم الله تعالى لهم , إلَّا أنهم كانوا لا يؤمنون بالله تعالى , و لذلك ارتكبوا كل المعاصي و الذنوب و السيئات و الخطايا و الأثام حتى استحقوا اللعنة و الغضب من الله تعالى و الطرد من رحمته في الدنيا و الطرد من جنته في الأخرة و التعذيب في النار عذاباً أبدياً ... أعاذنا الله تعالى و إياكم منها في الدنيا و الأخرة

{ لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ ‌لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ ٧٨  }
[ المائدة \ 78 ]

الشاهد في أية 78 من سورة المائدة

{ لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ }

و اللعن هو الطرد من الرحمة و ليس الطرد من المغفرة .. بمعنىَ .. إذا تاب الملعون و استغفر الله تعالى .. غفر له و رحمه

و نرىَ هنا أن هذه الفئة الملعونة { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } على لسان أنبيائهم و رُسُلُهُم هم { مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ } و لماذا لُعِنُوا .. و سرعان ما يأتي الجواب النهائي { ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ } و ماذا كان نوع عصيانهم و اعتداءهم ؟! هو أنهم تمرَّدوا على الله تعالىَ و استحلوا كل المنكرات ففعلوها حتى وصل بهم الحال لقتل أنبيائهم و رُسُلُهم و أخر نبي و رسول حاولوا قتله هو سيدنا عيسى بن مريم عليهما صلوات ربي و سلامه , إذاً ... هم كانوا يؤمنون و لكنهم كانوا غير مسلمين .. فكان إسلامهم ناقصاً

(( تعقيب للباحث على هذه الفقرة ))
ــــــــــــــ
[[ المبدأ الإلهي الثابت في حق كل مُكَلَّف عاقل أن يعبد ما يشاء من المعبودات غير الله تعالى

{ لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٢٥٦ }
[ البقرة \ 256 ]

الشاهد في أية 256 من سورة البقرة

{ لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ }

فحينما قال الله تعالى في القرءان الكريم

{ لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ }

كان ذلك منذ ألف و أربع مائة سنة ( 1400 ) أو أكثر قليلاً وقت نزول القرءان , بل كان لَعْن الكفار من بني إسرائيل منذ أربعة ( 4 ) أو خمسة ( 5 ) آلاف سنة قبل سيدنا موسىَ عليه الصلاة و السلام , لأن اليهود و النصارىَ هم من نسل بني إسرائيل , و حرف الجر { مِنۢ } يدل على البعض أو الجزء و ليس الكل .. أي : ــ أنه منذ ذلك الزمان البعيد { لُعِنَ } الله تعالى { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ } و هذا يدل على أنه كانت منهم فئة مؤمنة .. و لكن يهود اليوم بقسميهم .. أي : ــ ( اليهود و النصارىَ ) لا يؤمنون بالله تعالى , بل يؤمنون بالمسيح عيسى بن مريم إلهاً , و اليهود يعبدون المادة , و على ذلك الأساس فهم ملعنون كما أخبر الله تعالى عنهم .. و لكن هم لهم حق الحياه و حق الرأي و حق حريتهم في التعبير عن أنفسهم , و لكن ما كتبته كان من الأمانة العلمية , فلا أستطيع أن أقول ما ليس لي بحق , فهم حينما نضعهم على ميزان الإيمان , فنجد أنهم لا وزن لهم , و الله تعالى على ما أقول شهيد ]]

الشاهد الثاني في اية 112 من سورة البقرة

{ بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ ‌مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ١١٢  }

و هنا يتجلَّىَ لنا أهمية الإسلام مع الإيمان في وقت واحد
{ بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ ‌مُحۡسِنٞ }

وهنا يلتفت نظرنا على كلمة { وَهُوَ ‌مُحۡسِنٞ }
و تذكِّرُنا بأن ( الإحسان ) هو من الإيمان ( أن ترىَ الله تعالىَ كأنه يراك )

كما في حديث الإيمان

[ قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ ‌الْإِحْسَانِ مَا هُوَ ؟ قَالَ : ‌الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ ، قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَأَنَا مُحْسِنٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : صَدَقْتَ ]
(( قُلتُ : أنا الباحثُ ))
ــــــــــــ
هذا جزء من حديث ( صحيح ) شريف

الشاهد في هذا الجزء من حديث الإيمان

[‌ الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ ]
و ( الإحسان ) هو إسلام الوجه و القلب و إخلاص النية بكاملها لله تعالى

و ها أنا أوردُ لكم حديث الإيمان بتمامه

[ حَدَّثَنِي ‌إِسْحَاقُ ، عَنْ ‌جَرِيرٍ ، عَنْ ‌أَبِي حَيَّانَ ، عَنْ ‌أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـــ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِي ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : الْإِيمَانُ : أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَلِقَائِهِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ ، وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا ‌الْإِحْسَانُ ؟ قَالَ : ‌الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا : إِذَا وَلَدَتِ الْمَرْأَةُ رَبَّتَهَا ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا ، وَإِذَا كَانَ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ : { إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ } ثُمَّ انْصَرَفَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : رُدُّوا عَلَيَّ ، فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوا فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا ، فَقَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ ]

( المصدر : كتاب : الجامع الصحيح ــ صحيح البخاري ــ المؤلف ألذي جمع أحاديث الصحيح : البخاري ــ باب : قوله إن الله عنده علم الساعة ــ الفصل أو الباب أو الجزء : 6 ــ الصفحة : 115 )

(( قُلْتُ : أنا الباحثُ ))
ــــــــــــ
هذا حديث صحيح

الشاهد في حديث الإيمان

[ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا ‌الْإِحْسَانُ ؟ قَالَ : ‌الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ]

( مقام الإحسان = إقامة الدِّيِن و وفاء الدِّيِن )

و يصل الإنسان المسلم المؤمن إلى هذا المقام عندما يشعر أن الله تعالى يراه أو يشعر المسلم المؤمن بأنه يرى الله تعالى بضميره و قلبه و روحه و نفسه و جوارحه و فؤاده , من خلال إخلاصه و وفاءه و حبه لله تعالى , فهذا تمام الإسلام و كمال الإيمان .. هذا هو مقام الإحسان , و هؤلاء هم الذين نشروا ( الدِّيِن ) و أوفوا ( الدَّيِن ) لله تعالى , و بإذن الله تعالى هؤلاء هم الأمنين من عذاب الله تعالى يوم القيامة

و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

القاهرة \ أبريل \ الجمعة 14 \ 4 \ 2023 م ـــ الموافق 23 رمضان ــ الساعة 11 ظهراً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \


جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

جمال الشرقاوي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (3) ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ (3)
» تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (2) ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي (2)
»  تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (1) أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ (1)
» أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ المقال (9)
» الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى (11) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى