جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (3) ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ (3)

اذهب الى الأسفل

تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (3) ــ  أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي  ) ــ  تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ  رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ  بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \  (3) Empty تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (3) ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ بقلم الباحث جمال الشرقاوي (3)

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي الخميس أبريل 20, 2023 10:03 am


تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (3) ــ
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ
تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ
رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
(3)


حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للكاتب الباحث الأستاذ \ جمال الشرقاوي \

تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (3) ــ  أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي  ) ــ  تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ  رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ  بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \  (3) Eeeeei68
I love you I love you I love you I love you

أولاً ــ التعريف اللُغَوي للدِّين ( الدَّين )
ـــــــــــــــــــ

و هو أن يَدِيِن الإنسان بشيء إلى إنسان آخر .. أي : ــ يكون مَدِيِناً له و لذلك وَجَب القضاء ( قضاء الدَّين ) = أو يساوي في حق الله تعالىَ ( قضاء الدِّين ) , و منه الولاء و البَرَاء , أي : ــ موالاة الإنسان لإنسان أخر فيصبح معه في خندق واحد أو يصبح معه في السَرَّاء و الضَرَّاء , و أن يَتَبَرَّأ الشخص المُوَالِي من كل ما لا يريده وَلِيـُّه ,.. و ( الدِّين ) كرسالة شرعية , هو أن ( يُدين ) الإنسان لله سبحانه و تعالى فيأتَمِرُ بأمره فيما يريد و ينتهي بنهيهِ عن ما لا يريد من خلال الإيمان المتمثل في ( العقيدة ) و الأصول الأساسية ( للدِّين ) ... و التكاليف و الواجبات الشرعية المثمثلة في تنفيذ ( الشريعة ) ( للدِّين ) تلك العقيدة و الشريعة التي أرادها الله تعالى من الإنس و الجان .. و في تنفيذها رحمة للمخلوقات حتى ( الجمادية و المتجمدة و السائلة ) إن صح اللفظ , و المُكَلَّفِين من الإنس و الجن المسلمين ينفذونها طواعية طمعاً في الجنة و النعيم الأبدي و خوفاً من النار و العذاب الأبدي , و كذلك موالاة الله تعالى في السر و العلن و الشهادة له بحق الألوهية و الربوبية و الإيمان بأسمائه الحُسنىَ و صفاته العُلَىَ


(( مناقشة التعريف اللُغَوِيِ للدِّيِن ))

ـــــــــــــ

ما زلنا نكرر ( الدِّين ) في أصله ( دَيِن ) يُدان به لله سبحانه و تعالى , بلا تفريق بين ( الشرائع ) و لا تفريق في ( العقيدة و الأصول ) و في الحقيقة أن ( العقيدة ) و ( الشريعة ) يُكَمِّلان أحدهما الأخر فلا ( عقيدة ) بدون ( شريعة ) و ( شريعة ) بدون ( عقيدة ) و قد أوردَ الله تعالى في القرءان الكريم أيات بيِّنات عن هذا الأمر
و لنا وقفة مع هذه الجزئية عن الشريعة و العقيدة في ثنايا البحث بإذن الله تعالى


(( مسألة فقهية : علىَ هامش التعريف اللُغَوِيِ للدِّيِن ))


ـــ هل يستطيع المخلوق أن يحيا و يعيش بدون إله ؟! ـــ
ــــــــــــــــ

من المعلوم للفكر البشري بالخبرة التراكمية من ألاف السنين أن الإنسان لابد أن يكون له إله , يتوجه الإنسان لهذا الإله بالعبادة و الخضوع و التذَلُّلْ و الإستسلام له و لأوامره و نواهيهِ , بل و التلَذُّذْ بعبادة هذا الإله و السؤال المهم هنا هو

( هل لابد أن يكون الإله هو الله سبحانه وتعالىَ ؟! )
حال الكفار و المنافقين في الإعتقاد
ـــــــــــ

و الجواب هو , ... لا .. لإن الإنسان الذي أسلم الوجه لله سبحانه و تعالى هو الذي أراده الله سبحانه و تعالىَ أن يكون مؤمناً فشرح صدره للإسلام و للإيمان

{ فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ ‌يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ كَذَٰلِكَ يَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ١٢٥ }

[ الأنعام \ 125 ]

الشاهد في أية 125 من سورة الأنعام

{ فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ ‌يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ }

و كذلك في قول الحق الواجد الماجد الواحد

{ أَفَمَن ‌شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٢٢ }

[ الزمر \ 22 ]

الشاهد في أية 22 من سورة الزمر
{ أَفَمَن ‌شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦ }

فالمسألة واضحة وضوح الشمس و القمر و النجوم و السماء , أن الهداية من الله تعالى , فهو الذي يشرح قلب و روح و نفس و ضمير و صدر المؤمن ( الباحث عن الحقيقة ) فيهديه للإسلام لكي يكتمل إيمانه بتسليم و خضوع القلب و الوجه و الروح و النفس و الأفئدة لله تعالىَ الوكيل الكفيل الحسيب الجليل , لأنه على الجانب الأخر هناك أهل الكفر و الشرك على اختلافهم , و هم الفئة التي قست قلوبها و كفرت بالله تعالى , فلم يهديهم

فقال المولىَ السميع البصير العليم في شأنهم

{ مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن ‌شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٦ }

[ النحل \ 106 ]


الشاهد في أية 106 من سورة النحل
{ وَلَٰكِن مَّن ‌شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ }

و المعنىَ المقصود من هذا الشاهد في أية 106 من سورة النحل , أن الذي كفر و انشرح صدره بالكفر و رضيَ به و حَسَّنَ الكفر بجميع صوره و أشكاله في عيون الأخرين و ساعد على نشره بين الناس فُرَادَىَ و جماعات و مجتمعات بشتَّىَ الوسائل سواءً على مواقع التواصل أو من خلال الصحافة و الإعلام .. فهؤلاء هم أصحاب القلوب القاسية و هم الذ ين ذكرهم الجبار المتكبِّر

{ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٢٢ }

[ الزمر \ 22 ]

و قد وَرَدَ في السُـنــَّـة النبوية الشريفة ما نَصَّهُ

[ حَدَّثَنَا عَلَّانُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حدثنَا عَمُّهُ ، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ ، حدثنا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَكْثِرُوا الْكَلَامَ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ يُقَسِّي الْقَلْبَ ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‌الْقَلْبُ ‌الْقَاسِي ]

) المصدر : كتاب : الدعاء ــ المؤلف : الطبراني ــ باب : ما جاء في فضل ذكر الله عز و جل ــ الصفحة : 524 )


(( قُلْتُ : أنا الباحثُ ))
ــــــــــــــــ

هذا حديث صحيح المتن


الشاهد في هذه الرواية

[ كَثْرَةَ الْكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ يُقَسِّي الْقَلْبَ ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ‌الْقَلْبُ ‌الْقَاسِي ]

(( تعقيب الباحثُ على هذه الرواية ))
ــــــــــــ



و كعادة العمائم في الإسلام

و كعادة العمائم في الإسلام لا يتفقون علىَ شيء إلَّا قليلاً , فلو اتفقوا تجد كل المراجع و المصادر تقول نفس الشيء لدرجة إنك كباحث لا تجد إبداع و إنما يتبعون بعضهم بعضاً بشكل يتعب الباحث في عصرنا المعاصر بشكل رهيب إذا أراد أن يبحث عن الحقيقة , و إذا اختلفوا تجد اختلافاً ( عبيط ) على شيء بسيط و يظلوا يختلفون حتىَ يرهقون الذي يريد أن يعرف و يتعلم من أمره ألف عُسْرَاً !!!


هذه الرواية صحيحة المتن بالطبع رغم اختلاف ( العمائم ) على صحته , فمنهم مَن قال ( حديث حسن ) و منهم مَن قال ( حديث صحيح ) و منهم مَن قال ( حديث غريب ) و منهم مَن قال ( حديث ضعيف ) و المقصود هنا بمقولة ( حديث غريب ) و ( حديث ضعيف ) ( حديث غريب ) ( حديث صحيح ) ( حديث حسن ).. و هم إنما يقصدون سلسلة رواة الحديث بمعنى أنه ( حديث صحيح الإسناد ) أو ( حديث حسن الإسناد ) أو ( حديث ضعيف الإسناد ) أو ( حديث غريب الإسناد ) و علماؤنا إنما قتلوا أنفسهم خوفاً من أن يخطئوا , ثم قتلوا مَن جاء بعدهم يبحث في تراثهم عن الحقيقة فينهار من التعب , حينما تكلموا عن ( سلسلة الإسناد ) و ( سلسلة الرواة ) للحكم على الأحاديث النبوية من حيث الصحة أو الضعف , و تركوا ( المتن ) أي : ـــ ( النص ) ( نص الحديث ) !! , و أنا بإذن الله تعالى أقول ( هذا حديث صحيح المتن ) حتىَ لو كان إسناده ضعيفاً أو غريباً و له شواهد من القرءان الكريم تُقَوِّيه و تُعَضِّده و ترفع من درجته من درجة ( الحديث الضعيف ) إلى درجة ( الحديث الحسن لغيره ) و إذا كان الحديث في منزلة ( الحديث الحسن ) ترفع درجته أو ( الحديث الصحيح لغيره ) و إذا كان في درجة ( الصحيح لغيره ) يرتقي إلى درجة ( الحديث الصحيح ) .. و لكن الحق يُقال إن هذا الحديث ( صحيح ) لموافقته للمنطق و العقل .. لإن معناه و لفظه يدُل على أن ذكر الله عز و جل يُحْييِ القلوب و لكن كثرة الكلام بغير ذكر الله عز و جل تُميت القلوب و تجعلها قلوباً أرضية سفليَّة دنيوية لا تفكر غير في المصالح و المكاسب و الخسائر بدون النظر لله تعالى و حقه على العباد , و هذا هو المنطق العقلي المعقول المقبول الحكيم البعيد عن الإنفلات .. و أمَّا بالنسبة موافقة الحديث للنقل : ــ القرءان الكريم و السُـنــَّة النبوية الشريفة الصحيحة ــ ..

أولاً : موافقته للقرءان الكريم

{ فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ ‌فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ ١٥٩ }

[ آل عمران \ 159 ]


الشاهد في أية 159 من سورة آل عمران

{ فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ ‌فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ }

و الرحمة و اللين عكس غلظة القلب و قساوته

و كذلك قال الله الشهيد الحق الوكيل

{ ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ‌ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ٧٤ }

[ البقرة \ 74 ]


الشاهد في أية 74 من سورة البقرة

{ ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَة }

و نلاحظ هنا أن تشبيه القلوب بالحجارة لدليل قوي على صلابة القلوب الكافرة في قسوتها .. بل الحجارة منها ما يخرج منه الماء , دلالة على نفعه و أمَّا القلوب القاسية الجامدة كالحجارة لا تلين و لا يأتي منها نفع أبداً

و الدليل من السُـنــَّة النبوية الشريفة

[ حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن نافع بن جبير عن جرير قال : قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم : لا يرحم اللَّهُ ‌من ‌لا ‌يرحم الناس ]

( المصدر : كتاب : المُصَنَّف ــ المؤلف : بن أبي شيبة ــ باب : ما ذكر في الرحمة من الثواب ــ الفصل أو الباب أو الجزء : 14 ــ الصفحة : 135 )

الشاهد في الحديث

[ لا يرحم اللَّهُ ‌من ‌لا ‌يرحم الناس ]

أي : ـــ يرحم الله سبحانه و تعالى الرحمن الرحيم الغفور الرؤوف الودود ( الطيِّب ) يرحم الإنسان الذي يلين قلبه و يَرِقُّ للخلق و يعطف عليهم و يساعدهم و يهتم لشؤونهم و يحرص على سلامتهم

(( قُلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــ

هذا حديث صحيح

و قد قال المولى عز و جل الملك القدوس

{ أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن ‌تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ ١٦ }

[ الحديد \ 16 ]

الشاهد الأول في أية 16 من سورة الحديد

{ أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن ‌تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ }

و الخشوع لله تعالى هو قمة الحب و الرحمة و يشمل الخوف و الرجاء في ذات الوقت


الشاهد الثاني في أية 16 من سورة الحديد

{ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ }

و نلاحظ هنا أن .. قسوة القلب تورِّثُ الفسق و الفجور و ربما تؤدي للشرك , بل هى الباب الأول في طريق الجحود و عدم الرضىَ بقضاء الله تعالى و قدره .. ذلك الباب أو ذلك الطريق الذي حتماً يؤدي للكفر إذا طال بقاء الإنسان فيه و لم يستفيق

و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم


( و قد وَرَدَت رواية أخرىَ في الأحاديث النبوية الشريفة عن
سيدنا المسيح عيسىَ بن مريم عليهما الصلاة و السلام .. نَصَّهَا )


[ وحَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَانَ يَقُولُ : لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ ، فَإِنَّ ‌الْقَلْبَ ‌الْقَاسِيَ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ ، وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ ، وَلَا تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ النَّاسِ كَأَنَّكُمْ أَرْبَابٌ ، وَانْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَأَنَّكُمْ عَبِيدٌ ، فَإِنَّمَا النَّاسُ مُبْتَلًى ، وَمُعَافًى ، فَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلَاءِ ، وَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ ]

( المصدر : كتاب : المُوَطَّأ ــ المؤلف : مالك بن أنس ــ باب : ما يُكره من الكلام بغير ذكر الله ــ الجزء : 2 ــ الصفحة : 986 )

الشاهد

الشاهد في الرواية عن سيدنا عيسى بن مريم عليهما صلوات ربي و سلامه

[ لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ ]

)) قُلتُ : أنا الباحثُ ))
ــــــــــــــــ

هذا ( أثر ) صحيح من أثار الأمم السابقة
و كعادة العمائم الكبيرة في الإسلام تخبطوا في الحكم على هذا الأثر , و في نهاية المطاف لم يصححه أحد , و سنتكلم في هذا الشأن بعد أن نرىَ الرواية الحديثية التي بعدها , و بإذن الله تعالى سنوافيكم بالحكم العلمي على الروايتين معاً


( و قد ورَدت رواية أخرى بهذا اللفظ و المعنىَ و لكن على لسان النبي محمد صلى الله عليه و سلم .. نَصَّهَا )

[[ ... [ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي ثَلْجٍ البَغْدَادِيُّ ، صَاحِبُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تُكْثِرُوا الكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ ‌القَلْبُ ‌القَاسِي ]
) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ، : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاطِب ) ... ]]

( المصدر : كتاب : سنن الترمذي ــ باب : منه ــ الجزء : 4 ــ الصفحة : 607 )

(( قُلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــ

هذا حديث صحيح المتن و قد حققناه بعد أن اطلعنا على أكثر من مائة و عشرون رواية لهذا الحديث , و قد قلنا سابقاً عن هذه الرواية أن العمائم من العلماء و الفقهاء القُدامىَ تخبَّطوا في هذا الحديث الصحيح المتن


( إزالة الإشكال و الإستشكال في الأثر عن سيدنا عيسى بن مريم و الحديث عن سيدنا محمد صلى الله عليهما و سلم )


ففي الرواية ( الأثر ) التي عن سيدنا عيسىَ بن مريم عليهما صلوات ربي و سلامه .. هى ليست حديثاً و إنما هى أثر من أثار الأمم السابقة , و لكن علماؤنا القدامىَ و فقهاؤنا لمَّا تناولوه بالبحث و الحكم عليه , أخطأوا .. لأنهم حكموا على هذا ( الأثر ) القديم من وجهة نظرهم , نعم ( من وجهة نظرهم ) لأنهم اعتبروه حديثاً نبوياً و بالتالي فقد أخضعوه لمقياس الحكم على الحديث النبوي الشريف و هذا خطأ , و لمَّا لم يعرفوا أصله و روايته الحقيقية , قالوا إنه ( حديث ضعيف ) و الحقيقة هو ليس حديث , لأنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه و سلم , إنما هو ( أثر ) من أثار الأمم السابقة , و لذلك ( قلتُ : عنه أثر صحيح ) لأنه موافق للقرءان الكريم و السُـنــَّة النبوية الشريفة الصحيحة و موافق للعقل و المنطق و واقع الحياه كما في النص الأتي

[ وَلَا تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ النَّاسِ كَأَنَّكُمْ أَرْبَابٌ ، وَانْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَأَنَّكُمْ عَبِيدٌ ، فَإِنَّمَا النَّاسُ مُبْتَلًى ، وَمُعَافًى ، فَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلَاءِ ، وَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ ]

فهذا الأثر يحُض على الرحمة و يَنهىَ عن التجسس , كما ينهى عن السخرية من المذنب أو المُخطيء

فقد قال الله تعالى في القرءان الكريم

النهي عن التجسس و متابعة عورات الغير و عيوبه

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ وَلَا ‌تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ ١٢ }

[ الحُجُرَات \ 12 ]


الشاهد في أية 12 من سورة الحجرات

{ وَلَا ‌تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًا }

و قال الله تعالى مالك الملك

{ لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ‌ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرٗا وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفۡكٞ مُّبِينٞ ١٢ لَّوۡلَا جَآءُو عَلَيۡهِ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَۚ فَإِذۡ لَمۡ يَأۡتُواْ بِٱلشُّهَدَآءِ فَأُوْلَٰٓئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ ١٣ }

[ النور \ 12 \ 13 ]


الشاهد في أية 12 من سورة النور

{ لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ‌ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرٗا وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفۡكٞ مُّبِينٞ }

و بغض النظر عن حادثة الإفك بذاتها و مناسبة هذه الأيات الشريفة التي نزلت في السيدة عائشة رضي الله عنها و أرضاها , فحينما سمعوا أهل المدينة بحادثة الإفك تخيَّلوا أنهم أفضل من السيدة عائشة بنت أبي بكر الصدِّيق رضيَ الله عنهما و أرضاهما ــ زوج النبي صلى الله عليه و سلم ــ , بل و عايروها , ... و لكننا سنأخذ هذه الحادثة بشكل عام و أنها من الممكن جداً أن تحدُث لأي إنسان في لحظة , و هذا ( الأثر ) ( الصحيح ) من الأمم السابقة مؤيد من القرءان الكريم و من السُـنــَّة النبوية الشريفة و موافق لهما و هو ( أثر ) ( صحيح ) رغم أنف مَن قال أنه ( حديث ضعيف ) و هو ليس بحديث نبوي و ليس من قول سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ
[ وَلَا تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ النَّاسِ كَأَنَّكُمْ أَرْبَابٌ ، وَانْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَأَنَّكُمْ عَبِيدٌ ، فَإِنَّمَا النَّاسُ مُبْتَلًى ، وَمُعَافًى ، فَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلَاءِ ، وَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ ]

{ وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفۡكٞ مُّبِينٞ }
و لكن الذين نفخوا وأوقدوا النار في الحطب لم يحمدوا الله تعالى على العافية و إنما خاضوا في عرض السيدة عائشة رضي الله عنها و أرضاها , و مازال أشباههم في عالمنا المعاصر لا يتورعون عن ارتكاب مثل هذه الجرائم الكلامية الأخلاقية التي تهتك العرض من شأنها أن تهدم بيوتاً أمنة و تُشَرِّدُ أمنين بعد عِزٍ , و هذه في حد ذاتها محنة لأي إنسان شريف يُطعَن في عِرضه و شرفه و سُمعته و كرامته ... و لذلك فهذا ( الأثر ) عن سيدنا عيسى بن مريم عليهما الصلاة و السلام صحيحاً ... و أمَّا حديث الرسول صلى الله عليه و سلم فقد تكلمنا عنه سابقاً و حكمنا عليه بأنه حديثاً صحيح المتن بإذن الله تعالىَ

و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

القاهرة \ أبريل \ الثلاثاء 18 \ 4 \ 2023 م ــ الموافق 27 رمضان \ الساعة 5 بعد العصر \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \

جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

جمال الشرقاوي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (4 ) ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ (4 )
» تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (2) ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي (2)
»  تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام (1) أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) تاريخ الدين .. تاريخ الإسلام .. في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية علمية مقارنة ــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ (1)
» أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ المقال (9)
» الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى (11) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى