الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 16 ) ــ في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ــ في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهي

الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 16 )
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ
الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ــ
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ
رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة ــ
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ــ
( المقال 16 )

حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للكاتب الباحث الأستاذ : جمال الشرقاوي \

فَرضَ علينا البحث أن نبحث في ماهية الإسلام من جذوره

لا يعتقد القاريء أنني سأقول له ما يريده مَرَّة واحدة , بأن ( الخيانة على الفيس بوك هىَ الخيانة الصغرىَ ) بأنها حلال أو حرام أو أنك أيها ( الخائن على فيس بوك ) سوف تدخل النار أو بأن الله تعالى سيُنَكِّلُ بك و يُسَوِّي بك ما لا تعرفه من صنوف و ألوان العذاب , لا تعتقد أيها القاريء أني سأقول لك هذا و انتهىَ الأمر , لابد أن تقرأ و تتعب لتعرف كما أني كتبت و بحثت و تعبت , ثم في النهاية تعرف الحكم القانوني و الشرعي بإذن الله تعالى

لا يعتقد القاريء أنني سأقول له ما يريده مَرَّة واحدة , بأن ( الخيانة على الفيس بوك هىَ الخيانة الصغرىَ ) بأنها حلال أو حرام أو أنك أيها ( الخائن على فيس بوك ) سوف تدخل النار أو بأن الله تعالى سيُنَكِّلُ بك و يُسَوِّي بك ما لا تعرفه من صنوف و ألوان العذاب , لا تعتقد أيها القاريء أني سأقول لك هذا و انتهىَ الأمر , لابد أن تقرأ و تتعب لتعرف كما أني كتبت و بحثت و تعبت , ثم في النهاية تعرف الحكم القانوني و الشرعي بإذن الله تعالى

(( الحكم الفقهي الشرعي و القانوني على خيانة فيس بوك ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إننا في المقالات الأتية من البحث نعرض القضية و نناقشها بمنطق عقلاني يتوافق مع القرآن الكريم و السُــنــَّـة النبوية الشريفة , إذ لا يجوز فصل العقل و المنطق عن النص و النقل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤ }

[ الزمر ــ 53 \ 54 ]

(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاهد الأول و تفسيره و تحليله من الأية الكريمة

الشاهد الأول
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِ }

و هنا الأمر المباشر من الله تعالى بعدم اليأس من رحمة الله تعالى مهما كَثُرَت خطاياكم و ذنوبكم و معاصيكم و سيئاتكم , و بداية عدم اليأس من رحمة الله تعالى في الشاهد الثالث

الشاهد الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
{ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

فالله تعالى يغفر كل الذنوب لأنه رحمن رحيم , و شرط المغفرة و الرحمة في الشاهد الثالث و تظهر بقوة في مسألة ( الإنابة )

الشاهد الثالث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ }

و الشرط الذي يقبل الله به تعالى لجوءهم إليه ... أي : ـــ لجوء المخلوقات إليه عز و جل ــ بالإنابة ــ و الرجوع إلى الله تعالى و تسليم الأمر له و الرضا بقضائه و قدره , و ذلك حتىَ لا يتعرَّض الناس للعقاب و العذاب الإلهي ـــ إذا تمادوا في ضلالهم ـــ و ( النصر ) هنا معناه المَدد الإلهي للتائب و العائد إلى الله تعالى و هو الرحمة و المغفرة و العفو , بل و أمَرَنَا الله تعالى أن نهرب إليه في كل وقت و حين قبل أن يأتي يوم القيامة يوم لا تنفع الحسرة و لا تنفع الندامة , لأنه هو الوحيد القادر على انتشالكم من مستنقعات الرزيلة إلى مجتمعات الفضيلة , و هو الوحيد القادر على انتشالكم من النار و إدخالكم الجنة
{ فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥٠ وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥١ }
[ الذاريات \ 50 \ 51 ]
الشاهد الأول
ــــــــــــــــــــــــــــــ
{ فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ }
و هنا نرىَ الأمر المباشر بالفرار إلى الله سبحانه و تعالى , لأنه هو الوحيد القادر على نجدتكم و غوثكم
الشاهد الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
{ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ }
الإنذار منه عز و جل بأننا إن لم نلجأ إليه و اتَّبَعنا شهواتنا فهنا لا نلومنَّ إلَّا أنفسنا
الشاهد الثالث
ـــــــــــــــــــــــــ
{ وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ }
أيضاً نرى هنا الأمر المباشر منه تبارك و تعالى أن لا نشرك به شيئاً و لا نجعل له نِدَّاً في ألوهيته و إلَّا سنتعرَّض للعقاب القاسي يوم القيامة , فهو الإله الوحيد الذي له القدرة و السيطرة على مقاليد الأمر الخاصة بالكون كله

و الحقيقة أيها القاريء الكريم أنني وجدت أن هذا البحث لم ينتهي تماماً إلَّا بإضافة بحثاً أخراً إليه و هو مُهمَّاً للغاية , لأنه يشتمل على الحكم الفقهي الشرعي على ( خيانة الفيس بوك ) أو كما أسميها ( الخيانة الصغرى ) و هل هى تندرج تحت مسمىَ ( الخيانة الكبرى ) أو ( كبائر الذنوب ) أم أنها تندرج تحت مسمَّىَ ( اَّلَلَمَمْ ) ؟!
{ ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ هُوَ أَعۡلَمُ بِكُمۡ إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةٞ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡۖ فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ ٣٢}
[ النجم \ 32 ]
الشاهد هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
{ ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ }
و { ٱللَّمَمَۚ } هو صغائر الذنوب

و بالله تعالىَ نبدأ فنقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قلنا فيما سبق من مقالات في هذا البحث أن ( خيانة الفيس بوك هى الخيانة الصغرىَ ) , ما لم تتعَدَّىَ الفيس بوك إلى اللقاء مع امرأة أو رجل في الواقع و ممارسة الرزيلة سواء الزنا أو اللواط في العالم الواقعي , تظل خيانة الفيس بوك خيانة صغرى ما لم تتعدىَ عالم الفيس بوك الإفتراضي , بمقابلة رجال و نساء و شباب و فتيات اجتمعوا على الزنا و التشهير و الإبتزاز و الإغتصاب , و السرقة و القتل , أو تكوين تنظيم إرهابي مسلح ضد الدول و الشعوب و ضد السلام و الأمن الإجتماعي , أو تكوين جماعة ملحدة تشجع على الكفر و الزندقة و التجَرُّؤ على الله سبحانه و تعالى و الإنسلاخ من دينه الإسلامي الحنيف , و إنكار رسله و أنبيائه , و مهاجمة أوليائه الصالحين في كل مكان و زمان , و إنكار الكتب , و التشكيك في قدرة الله تعالى , و التشكيك في يوم القيامة و الجنة و النار و الحساب , ـــ نقول ـــ تظل خيانة الفيس بوك خيانة إليكترونية صغرىَ ما لم تتعَدَّىَ ذلك إلى خيانة عالم الواقع و مباشرة ما ذكرناه من آفات و جرائم علنية

ما هو الإسلام بالمفهوم الشامل الكامل الواضح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسألة فقهية : الدين هو الإسلام فقط و ما عَدَاه فهىَ أديان أرضية من صنع و فكر البشر و ليست أديان سماوية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و المقصود ليس الدين الإسلامي المعروف بأنه الدين الذي يتَّبعه المسلمون الذين هم رسولهم هو الصادق الأمين سيدنا و مولانا النبي محمد صلى الله عليه و أله و سلم , و الذي هو كتابه القرآن الكريم , و ربه و إلهه هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانه و تعالى , ... ليس المقصود بكلامي في هذه الفقرة أن هذا فقط هو الدين الإسلامي و لكن المقصود بالدين الإسلامي الذي ارتضاه الله سبحانه و تعالى لجميع الخلائق هو اليهودية و النصرانية و الإسلام , كل هذه الشرئع يُطلق عليها ( الإسلام ) لأنها سلَّمت الوجه و القلب لله تبارك و تعالى و ارتضت به ربَّاً و إلهاً لا شريك له متفرِّدَاً بالعبادة و له الخلق و الأمر و النهي

الدليل الأول
ـــــــــــــــــــــــــــــ
{ إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ١٩}
[ آل عمران \ 19 ]
الشاهد الأول
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ }
و هو اليهودية و النصرانية و الإسلام
الشاهد الثاني
{ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ }
و { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ }
و قد اختلفوا لأن شريعتهم واحدة بدأت من التوراة ثم بعد موت النبي موسى عليه الصلاة و السلام حُرِّفت و اندثر كثير منها فجاء النبي عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام لِيُحْيي ما اندثر و حُرِّفَ من التوراة على يد اليهود بعد موت سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام , فبدأ يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح أيام سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام , و كذلك كانت من رسالة سيدنا عيسى بن مريم عليهما الصلاة و السلام التخفيف على بني إسرائيل بعض الأحكام التشريعية التي لم يستطيعوا القيام بها و رفع المشقة و الحرج عنهم , و بالطبع هذا الكلام لم يكن على هوىَ ( الفَرْيِسِيِّين ) اليهود , أي : ــ رجال الدين الكبار في اليهود و أولي أمرهم وقت دعوة سيدنا عيسى بن مريم عليهما الصلاة و السلام دعوته , و من هنا كانت بذور الإختلاف , و لذلك تجد في الإنجيل كثير من المواقف التي يقول فيها المسيح عليه الصلاة و السلام مُؤَنِّبَاً لليهود , يقول لكم موسىَ ( كذا ) و لكني أقول لكم ( كذا ) و كثيراً ما يقول لهم , تجدون مكتوباً في التوراة ( كذا ) و لكني أقول لكم إفعلوا ( كذا ) للتخفيف عليهم , لكنهم تشدَّدوا و من هنا كان الإختلاف بينهم و هم أهل كتاب عقائدي و تشريعي واحد و هو ( التوراة ) و هم ليسوا يهود و مسيحيين و إنما هم أمة واحدة هي ( بني إسرائيل )
[ 17 ـــ لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ . مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ ـــ 18 ـــ فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ ـــ 19 ـــ فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا ، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ . وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ ]
( المصدر : كتاب : الكتاب المقدس ـــ العهد الجديد ـــ الإنجيل ـــ إنجيل : متىَ ـــ الإصحاح \ 5 \ العدد \ 17 \ 18 \ 19 \ )
الشاهد الأول
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[ مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ ]
أي : ـــ جاء ليُكمل ما بدأه من قبله سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام
الشاهد الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[ فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ ]
و المعنى المفهوم من النص الإنجيلي , أن رسالة السماء لابد أن تكتمل بإرادة الله تعالى و لن يضيع منها حرفاً واحداً , و في هذا دليلاً قوياً على أنه بالرغم من تحريف التوراة و الإنجيل إلَّا أن الرسالة الإسلامية التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه و سلم اشتملت في داخلها من خلال القرآن الكريم و السُـنــَّـة النبوية الشريفة على أحكام التوراة و الإنجيل التشريعية كاملة , و هذا ما نجده نحن كمسلمين فيها بكل بساطة
إذاً , المسيح عليه الصلاة و السلام ما جاء ليُبَدِّل ما نزل على موسى عليه الصلاة و السلام و إنما جاء ليُكَمِّل و يعلِّم و يعمل بما أعطاه الله تعالى من العلم , و كذلك جاء بعده سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام
[ وَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بُعِثْت لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ ] ( رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمِ )
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا حديث صحيح
الشاهد
ـــــــــــــــــــــــ
[ بُعِثْت لِأُتَمِّمَ ]
و بُناءً على هذه الإستدلالات نؤكد أن الأنبياء الثلاثة أتوا بالإسلام ليُعَلِّموا الناس حقيقة الحياه و ما المراد منها بأحكام و تشريعات و عقيدة السماء , و متى جاء واحد منهم بعد الذي سبقه فهو قد جاء ليُكمل ما بدأه السابق عليه بالنبوة و الرسالة , و نأتي إلى التخفيف الذي نادىَ به المسيح عليه الصلاة و السلام لبني إسرائيل
[ 20 ـــ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ ـــ 21 ـــ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ : لاَ تَقْتُلْ ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ ـــ 22 ـــ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ : رَقَا ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ ، وَمَنْ قَالَ : يَا أَحْمَقُ ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ ]
( المصدر : كتاب : الكتاب المقدس ـــ العهد الجديد ـــ الإنجيل ـــ إنجيل : متىَ ـــ الإصحاح \ 5 \ العدد \ 20 \ 21 ]
و الشاهد الأول
ـــــــــــــــــــــــــ
[ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ ]
و نرى هنا الهجوم القوي لسيدنا عيسى بن مريم عليهما الصلاة و السلام على المخادعين و المنافقين و المُحَرِّفين للتوراة , بأنه يقول للناس إن فعلتم مثلما يفعل [ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ ] ستكونون في النار و لن تدخلوا الجنة [ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ ] و بسبب مثل هذه القفزات من النبي عيسى عليه لصلاة و السلام على طغاة عصره كانت بذور الإختلاف و الشقاق التي وضعها اليهود لعرقلته عن إتمام دعوته إلى الحق جل و علا
الشاهد الثاني
ــــــــــــــــــــــــــ
[ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ : لاَ تَقْتُلْ ]
و هذا من شريعة سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام
الشاهد الثاني
ــــــــــــــــــــــــ
[ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ ]
و في هذا دليلاً على أن عيسى عليه الصلاة و السلام كان يُصحح ما اندثر من شريعة موسى عليه الصلاة و السلام , و لم يكن مُشَرِّعاً لبني إسرائيل إلَّا فيما نَدَرَ , بل و تشريعه ( عيسىَ ) عليه الصلاة و السلام , لم يكن إلَّا عن طريق هذا التصحيح و العودة الحقيقية إلى عقيدة و شريعة سيدنا موسىَ عليه الصلاة و السلام , و هذا هو المفهوم من كلماته ( عيسىَ ) عليه الصلاة و السلام في الإنجيل أو العهد الجديد عند اليهود و النصارىَ
[ لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ . مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ ]
[ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ ] و [ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ ]
ومثل هذه الأمثلة كثيرة بطول و عرض الإنجيل

هم على وجه الحقيقة و الدِّقة و اليقين ( اليهود ) و ( النصارىَ ) و لم يقل الله عز و جل ( الذين أوتوا الكتابين ) أي ( التوراة ) و ( الإنجيل ) و لكنه تبارك و تعالى قال { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ } و للتوضيح { ٱلۡكِتَٰبَ } و الكتاب هنا بصيغة المفرد و المُعَرَّف بحرف ( الألف و اللام ) رغم أن لليهود كتاباً واحداً و هو ( التوراة ) و للمسيحيين كتاباً واحداً و هو ( الإنجيل ) و الحقيقة ورود { ٱلۡكِتَٰبَ } أو كما نكتبها نحن في لغتنا العربية المعاصرة ( الكتاب ) بصيغة المفرد المُعَرَّف بحرف ( الألف و اللام ) , لإن النصارىَ ( المسيحيين ) ليس لهم شريعة خاصة بهم و إنما هم على شريعة سيدنا موسى بن عمران عليه الصلاة و السلام , و كذلك ليس لهم عقيدة خاصة بهم و لكنهم أيضاً علىَ عقيدة موسىَ عليه الصلاة و السلام , إذاً ... النصارى كاليهود يتَّبِعون كتاب التوراة , و إنما الإنجيل كتاب تصحيح لِمَا اندثر و حُرِّف من شريعة و عقيدة سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام و هي ( اليهودية ) , و لذلك قال الله تعالى عنهم في القرآن الكريم
{ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ }
{ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ }
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

مسألة : الدليل علىَ أن سيدنا عيسىَ عليه السلام , كان علىَ نفس شريعة موسىَ عليه السلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(( قُلْتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لقد وَرَد في ( التوراة ) عقوبات كثيرة جداً . بالخطف و القتل و الإرهاب و الحرق بل و العقوبة بالزنىَ لإذلال الخصم , و لكن هل في ( الإنجيل ) عقوبات ؟! لا نجد أي عقوبات , فمثلاً لا نجد أي عقوبات بحد التعزير , و كذلك لا نجد الأمر بالجهاد و الحرب و نشر الدعوة الإنجيلية المسيحية أو النصرانية , و كذلك لا نجد أثرَاً للقصاص أو الرجم مثلاً , و لكننا نجد العفو و الحب بارزان في نصوص الإنجيل و لكن ليس على الإطلاق , فهناك أيضاً أيات الشدة و العنف , و لكن أغلبها موضوع و منكر و باطل و ليس له أصل في الإنجيل لإن العنف مدسوس على الإنجيل , إلَّا فيما نَدَر , لإن الإنجيل عبارة عن أمثال تتسم بالمنطق و العقلانية في محاورة الخصوم , و كذلك يتسم بالبشارة بالنبي محمد صلى الله عليه و سلم
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

معلومة مهمة جداً للقاريء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
العقيدة كلها واحدة في كل الرسالات و لا خلاف فيها أو عليها , سواء في اليهودية و المسيحية و الإسلام , و هى الإيمان بالله تعالى و بالرُسُل و بالكتب السماوية و بالملائكة و باليوم الأخر و بالقدر خيره و شره و حُلوه و مُرِّه , فهذه العقيدة هى ( أصول الدين ) و أصل رسالة الإسلام بمفهومه الشامل الكامل الواضح التي يجب الإيمان بها غيباً و لا يجوز النقاش و الإختلاف فيها , و أمَّا ( الشرائع ) هى ( الفروع ) و يجوز النقاش و الإختلاف فيها , و الأخذ بالصالح فيها لزمان معيَّن و مكان معَيَّن , و ( الشريعة ) نفسها واحدة و ليست مجموعة شرائع , و كل ذلك سنتناوله بالتفصيل في ثنايا البحث و خاصة في المقالات التي بدأت بهذا المقال رقم ( 16 ) التي سوف نتحدَّثُ فيها عن الجذور البعيدة و الأصلية للإسلام بمعناه الكامل الشامل الواضح

الدليل الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــ
{ وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٨٥ }
[ آل عمران \ 85 ]
الشاهد الأول
ـــــــــــــــــــــــــــــ
{ وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ }
الشاهد الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــ
{ ُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ }
و بالقطع الإنسان الذي لم يدخل الدين الإسلامي بمفهومه الشامل الكامل و هو ( اليهودية و النصرانية و الإسلام ) و يعمل كما أمَرَ الله تعالى بما فيهم فهو خاسر فعلاً
الدليل الثالث
ــــــــــــــــــــــــــ
{ حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ ٣ }
[ المائدة \ 3 ]
الشاهد
ـــــــــــــــــــــ
{ ۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ }
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ــــــــــــــــــــــــــــ
و المعنىَ المفهوم الشامل الكامل الواضح هو , إكتمال الرسالات السماوية و ختامها مسك بسيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه و سلم , و ليس المقصود من الأية الكريمة المعنىَ الشائع الذي فهمه جماهير العلماء و الفقهاء و أفهموه للأمة الإسلامية أمة محمد صلى الله عليه و سلم , و هى أخر الأمم , أن مفهوم هذه الأية القرآنية الكريمة هو إتمام رسالة الدين الإسلامي ( دِين الأمة الإسلامية المسلمة ) و إنما كما قلنا المفهوم ختام رسالات السماء جميعا بصفة عامَّة , و اليهودية و النصرانية بصفة خاصَّة , ــ أقول ــ ختامها بالإسلام و هو الجزء الأخير من رسالة السماء بمفهومها الكامل الشامل الواضح , ( الرسالة المحمديَّة ) و بأمة سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه و سلم أخر الأمم , و خاصة أن هذه الأية من أخر ما أنزل الله تعالىَ من القرآن الكريم و من أخر وحي السماء للأرض , و بعدها توفي الرسول صلى الله عليه و سلم , و هذا يدل على شيئين
( الدليل الأول )
هو ختام الرسالة السماوية للأرض و هو ( الإسلام ) الذي بدأ باليهودية ثم المسيحية ثم الإسلام
( الدليل الثاني )
هو ( موت الرسول صلى الله عليه و سلم ) بعد هذا الإكتمال و هو يدل على انتهاء مهمته في الأرض بعد اكتمال الشرائع جميعها
الدليل الرابع
ــــــــــــــــــــــــــــ
{ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٧ }
[ الصف \ 7 ]
الشاهد الأول
ـــــــــــــــــــــــــــ
{ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ }
و المعنىَ المفهوم هنا هو , الدعوة إلى الإسلام أي إلى رسالة السماء الكاملة الشاملة التي نزلت على أجزاء , الجزء الأول منها و هو اليهودية و الجزء الثاني و هو النصرانية و الجزء الثالث و الأخير و هو الإسلام ( الرسالة المحمدية ) الذي ختم الله تعالى به الرسالة كلها و كان هذا الجزء الثالث لشموله و عظم ما فيه من الأيات البيِّنات الواضحات كان بإسم الرسالة السماوية كلها و هو ( الإسلام ) , إذ لا معنىَ أن نقول أن الإسلام الذي جاء به رسولنا الكريم محمد صلى الله تعالى عليه و سلم يريد من كل إنسان أن يدخل فيه عُنْوَة ( باسم الإسلام ) أو ( بإسم الجهاد ) أو ( بإسم الدعوة إلى الله تعالى ) لا معنى لذلك , لإن الكل في اليهودية و النصرانية و الإسلام هم مسلمون إلَّا مَن أَبَىَ و رفض , فقد كفر بدون غصباً عليه , و مَن ينظر إلى الأية الكريمة يجد صدق ما نقول بلا تعصب و لا افتراء
{ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ يُدۡعَىٰٓ إِلَى ٱلۡإِسۡلَٰمِۚ }
و معنى هذه الأية القرآنية الكريمة حرفيَّاً هو
(( إن أظلم ظالم لنفسه هو الذي يفتري على الله تعالى بالكذب أي ( يُكَذِب ) الله تعالى , و يبتعد عن الله تعالى , و يحارب الله تعالى , و يصُد عن دين الله تعالى و الدعوة إليه , و الإنسان أو المخلوق الذي يُدْعَىَ إلىَ الإسلام و لا يؤمن به أو يدخله , و المقصود هنا هو الإسلام بمفهومه الأرحب الأوسع الكامل الشامل الواضح و هو بصفة عامة , الإيمان بأي نبي أو رسول يدعوا إلى الله تعالى بصفة عامَّة , و انتهاءً باليهودية و النصرانية و الإسلام , لإن الله تعالى ارتضىَ لنفسه ( الإسلام ) ديناً , قبل خلق العالم و قبل خلق الرُسُل و قبل نزول كتبه المقدسة إلى الأرض بالوحي المقدس منه سبحانه و تعالى , و هذا هو المراد من الأية القرآنية و ليس المراد ( الرسالة المحمدية ) التي هى الجزء الأخير من الإسلام , و هذا المفهوم الذي كتبته هو تصحيح لفهم المسلمين لهذه الأية القرآنية الكريمة , و سنثبت هذا في المقال القادم بإذن الله تعالى
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

الشاهد الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــ
{ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ }
و بالقطع الظالم هو الكافر الذي رفض رسالة السماء سواء اليهودية و المسيحية و الإسلام
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

القاهرة \ سبتمبر \ ليلة الخميس 2 \ 9 \ 2021 م
الساعة 49 و 2 ليلاً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث