جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 15 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( ا

اذهب الى الأسفل

 الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال  15 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \  ( ا Empty الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 15 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث جمال الشرقاوي ( ا

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي الإثنين فبراير 14, 2022 7:37 pm


الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال  15 ) ـــ
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
( المقال 15 )

و من صور هذه الخيانة أيضاً

حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للكاتب الباحث الأستاذ : جمال الشرقاوي \

 الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال  15 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \  ( ا Dsc00811

الخيانة \ لغة : هى قول أو فعل أو أخذ ما ليس لك بحق بأي شكل من الأشكال في أي زمان و مكان و ربما يؤدي إلى غضب الله تعالى عليك فيه أو منه
الخيانة \ اصطلاحاً : هى مجرد التفكير في شيء ليس لك فيه أي حق بأي شكل من الأشكال و في أي زمان و مكان و ربما يؤدي إلى غضب الله تعالىَ عليك فيه أو منه

 
{ فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ لَعَنَّٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَٰسِيَةٗۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَنَسُواْ حَظّٗا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ ‌خَآئِنَةٖ مِّنۡهُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱصۡفَحۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ١٣ }
[ المائدة \ 13 ]
الشاهد هنا
{  ‌خَآئِنَةٖ  }

التفسير العصري للأيات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هنا أنا لا أتكلم عن سبب نزول الأية و لا مَن هو المقصود فيها , و إنما المسألة تتعدَّىَ ذلك بكثير , و هو الواقع الذي نعيشه و يصوره لنا القرآن الكريم لحظة بلحظة , و هو أن أي إنسان أو أي مخلوق شَذَّ عن القاعدة و نقض عهده و وعده مع الله تعالى و عانده أو تخيَّل أنه يعاند الله تعالىَ , أصبح ملعون لأنه قد أصبح قاسي القلب على أوامر الله عز و جل و نواهيهِ , و ليس بالضرورة أن يغضب الله تعالى على شخص و يلعنه لأنه حَرَّف الكلام عن معناه و مواضعه مثل يهود موسىَ أو فُسَّاق بني إسرائيل أولاد سام بن نوح .. و إنما لو نظرنا لهذا المفهوم أو هذا الذي نستطيع استنباطه من الأيات الكريمات , أن الشخص الذي لا يطبق شرع الله تعالى الذي أمَرَ به و ينتهي عمَّا نَهَىَ عنه , و هذا الشرع هو , شهادة أن لا إله إلَّا الله و أن محمد رسول الله .. و إقام الصلاة .. و إيتاء الزكاة .. و صوم رمضان .. و حج البيت مَن استطاع إليه سبيلا .. هذا هو الشرع الذي يجب علينا تطبيقه , بل و يجب على كل أمة من الأمم أن تطبقه حسب دينها , فمثلاً , نحن كمسلمين نحج إلىَ بيت الله الحرام في المملكة العربية السعودية , و المسيحيون و اليهود يحجون إلى بيت المقدس في فلسطين ,و نحن نعترف بكل الأنبياء و لابد لهم أن يعترفوا بكل الأنبياء , و نحن نعترف بكل الكتب السماوية , و لابد لغير المسلمين من اليهود و النصارىَ أيضاً أن يعترفوا بالكتب السماوية , نحن كمسلمين عندنا الزكاة و غير المسلمين عندهم الصدقات تقوم مقام الزكاة , و نحن كمسلمين عندنا صوم رمضان و عند غير المسلمين من اليهود و النصارىَ أيضاً أوقاتاً للصيام محددة بأوقات معلومة مثلنا تماماً , و هكذا , يجب على كل أمة أن تطبق شريعتها

الأمر لليهود باتباع شريعتهم و تطبيقها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَىٰةُ فِيهَا حُكۡمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوۡنَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٤٣ إِنَّآ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُواْ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيۡهِ شُهَدَآءَۚ فَلَا تَخۡشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗاۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٤٤ وَكَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ وَٱلۡعَيۡنَ بِٱلۡعَيۡنِ وَٱلۡأَنفَ بِٱلۡأَنفِ وَٱلۡأُذُنَ بِٱلۡأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلۡجُرُوحَ قِصَاصٞۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةٞ لَّهُۥۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ٤٥  }  
[ المائدة \ 43 \ 44 \ 45 ]
الشاهد الأول
{ وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَىٰةُ }
و السبب : أنهم كانوا يأتون للرسول صلى الله عليه و سلم ليختبروه من خلال أسئلتهم و يحاولوا إحراجه , فكانوا يسألونه عن الروح , و عن عقوبة الزنا و مثل هذه الأشياء , فمثلاً في عقوبة الزنىَ و كانت في شريعة اليهود أن يُجْلِسُوا الزاني على حمار و ظهر الزني لرأس الحمار و وجهه لذيل الحمار و يُشَهِّرون به في الطريق العام علانية و كانت هذه فضيحة , قبل رجمه , فحينما سألوا النبي صلى الله عليه و سلم عن عقوبة الزنىَ ذكرها لهم من التوراة و ليس من القرآن الكريم
الشاهد الثاني
{ إِنَّآ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ }
الشاهد الثالث
{ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٤٤ }
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
هذه في حق اليهود
الشاهد الرابع
{ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ٤٥ }
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
هذه في حق اليهود

الأمر للنصارىَ باتباع شريعة موسىَ و إرسال سيدنا عيسىَ بن مريم بالتخفيف عنهم في بعض الأمور الشرعية المتشدِّدَة أحكامها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ وَقَفَّيۡنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَ فِيهِ هُدٗى وَنُورٞ وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ ٤٦ وَلۡيَحۡكُمۡ أَهۡلُ ٱلۡإِنجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٤٧ }
[ المائدة \ 46 \ 47 ]
الشاهد الأول
{ وَقَفَّيۡنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَ }
أي : جاء سيدنا عيسىَ بن مريم بعد سيدنا موسىَ بن عمران على شريعة التوراة
الشاهد الثاني
{ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَ }
الكتاب الذي جاء به عيسى بن مريم و فيه التخفيف على بني إسرائيل  
الشاهد الثالث
{ وَلۡيَحۡكُمۡ أَهۡلُ ٱلۡإِنجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِۚ }
و ليس معنىَ هذا إلغاء شريعة موسىَ و إنما تخفيف عليهم بعض التشديد الشرعي الذي كان موجوداً أيام سيدنا موسىَ , و لذلك ألزمهم الله تعالىَ بأحكامه لأنها تصحيح ما اندثر أيضاً من شريعة سيدنا موسىَ بن عمران
الشاهد الرابع
{ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٤٧ }
أي : الحكم بما في الإنجيل لأنه موافقاً لشريعة موسىَ عليه الصلاة و السلام , و فيه التخفيف عليهم و فيه تصحيح ما ضاع و نُسِيَ من شريعة موسىَ عليه السلام

الأمر للمسلمين باتباع شريعتهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ ‌شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ٤٨ وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ وَإِنَّ كَثِيرٗاً مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَٰسِقُونَ ٤٩ أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ ٥٠ }
[ المائدة \ 48 \ 49 \ 50 ]
الشاهد الأول
{ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِ }
و المقصود بالكتاب هنا هو القرآن الكريم
الشاهد الثاني
{ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ }
و المقصود : الحكم بين غير المسلمين بما أنزل الله تعالىَ عليهم في كتبهم و ذلك من خلال ما هو مكتوب عنهم في القرآن الكريم , و ليس المقصود كما هو الخطأ الشائع أن نحكم بين غير المسلمين من اليهود و النصارىَ بما ليس في شريعتهم , أي : لا نحكم عليهم بشريعتنا الإسلامية و هذا خطأ شائع عند فهم المسلمين لهذه الأيات الشريفات , لأننا لو حاولنا تطبيق شريعتنا عليهم أثناء الحكم لهم أو عليهم فلن يوافقوا و ستكون فتنة كبيرة في الأرض .. و الدليل على ذلك ما يأتي في الشاهد الثالث
الشاهد الثالث
{ ۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ ‌شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ }
و المقصود : لكل أمة شريعتها فللأسلام شريعته و منهاجه في القرآن الكريم , و لليهود شريعتهم و منهاجهم في التوراة , و للنصارىَ شريعتهم المستمدة من شريعة موسىَ و لكن النسخة السماوية المُعَدَّلَة في منهاجهم و هو الإنجيل

و الدليل من القرآن الكريم
{ إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ ‌بَنِيٓ ‌إِسۡرَٰٓءِيلَ أَكۡثَرَ ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ٧٦  }
[ النمل \ 76 ]
الشاهد هنا
{ { إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ ‌بَنِيٓ ‌إِسۡرَٰٓءِيلَ أَكۡثَرَ ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ٧٦  }
و الذي اختلفوا هم فيه سيجدون الفصل فيه في القرآن الكريم
{ إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ ‌بَنِيٓ ‌إِسۡرَٰٓءِيلَ }
و بالتالي نحن كمسلمين نفهم من القرآن الكريم , و من أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم , ما ضاع من شرائعهم و ما اندثر و ما حَرَّفوه أو كتبوه بأيديهم
الشاهد الرابع
{ وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ }
و المقصود : أن الرسول صلى الله عليه و سلم يحكم بينهم من كتبهم لا من كتابنا , و لكن من خلال ما ذكره الله تعالى لنا عنهم في القرآن الكريم , و لا نتبع باطلهم في التحريف الذي كتبوه بأيديهم في كتبهم
الشاهد الخامس
{ أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ ٥٠ }
و المقصود : أن الرسول إذا حكم بينهم بما في كتبهم المحرفة , سيكون ذلك بمثابة حكم الجاهلية , و لكن حكم الله تعالى من خلال كتبه التي أنزلها على أنبيائه و رسله فيها الحكم السليم و المنهج المستقيم للذين يفهمون و يعقلون

و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ يَعۡلَمُ ‌خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِي ٱلصُّدُورُ ١٩ }
[ غافر \ 19 ]
الشاهد هنا
{ ‌خَآئِنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ  }
{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمۡرَأَتَ نُوحٖ وَٱمۡرَأَتَ ‌لُوطٖۖ كَانَتَا تَحۡتَ عَبۡدَيۡنِ مِنۡ عِبَادِنَا صَٰلِحَيۡنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمۡ يُغۡنِيَا عَنۡهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـٔٗا وَقِيلَ ٱدۡخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ ١٠  }
[ التحريم \ 10 ]
الشاهد هنا
{ فَخَانَتَاهُمَا  }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ‌ٱلۡخَآئِنِينَ ٥٨  }
[ الأنفال \ 58 ]
الشاهد هنا
{ تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَة  }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ ذَٰلِكَ لِيَعۡلَمَ أَنِّي لَمۡ أَخُنۡهُ بِٱلۡغَيۡبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي كَيۡدَ ‌ٱلۡخَآئِنِينَ ٥٢  }
[ يوسف \ 52 ]
الشاهد الأول
{  أَنِّي لَمۡ أَخُنۡهُ  }
الشاهد الثاني
{ كَيۡدَ ‌ٱلۡخَآئِنِينَ  }
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
{ إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن ‌لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا ١٠٥ }
[ النساء \ 105 ]
الشاهد هنا
{ وَلَا تَكُن ‌لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا }
الخيانة \ لغة :

[ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُرَيْمٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ ، فَإِنَّهُ ‌بِئْسَ ‌الضَّجِيعُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ ]
( المصدر : كتاب : سنن ابن ماجة ـــ باب : التعوذ من الجوع ـــ الجزء : 2 ـــ الصفحة : 1113 )
(( قُلتُ : أنا الباحثُ ))
هذا حديث حسن صحيح
الشاهد هنا
[ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال : محمد فؤاد عبد الباقي في الزوائد , في إسناده , ليث بن أبي سليم , و هو ضعيف ... و قال الشيخ ناصر الدين الألباني , حديث حسن ... و الحقيقة أن الإنسان العادي الغير متخصص و الذي لا يستطيع أن يوازن بين رأي الشيخين محمد فؤاد عبد الباقي و الشيخ ناصر الدين الألباني , ماذا يفعل في الحديث ؟! , هل يعمل بما في الحديث بناءً على رأي الشيخ ناصر الدين الألباني , أم يرفض أحكام شرعية في الحديث بناءً على رأي الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي .. و لكن هذا الحديث عندي من حيث المتن صحيح و من حيث الإسناد معلول أو ضعيف , و كل ما يهمني هو متن الحديث , و الله تبارك و تعالىَ أعلى و أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حديث حسن ، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث - وهو ابن أبي سُليم - وجهالة شيخه كعب : وهو أبو عامر المدني . هريم : هو ابن سفيان البجلي  و أخرجه أبو داود , والنسائي  من طريق محمَّد بن عجلان ، عن المقبُري ، عن أبي هريرة . وهذا سند جيد
وهو في صحيح ابن حبان من طريق ابن عجلان , و هذا الحكم من ابن حبان أن هذا الحديث في درجة الحسن بسبب ضعف الإسناد , و لكنهم للأسف لم يحكموا على متن الحديث و هو صحيح من حيث المتن , و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم
و ها هى رواية ابن حبان للحديث
[ أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ ‌بِئْسَ ‌الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ ]
الشاهد هنا
[  وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ  ]
( المصدر : كتاب : ابن حبان ـــ باب : ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل و علا من الجوع و الخيانة ــ الجزء : 3 ـــ الصفحة : 304 )
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( إسناده حسن من حيث الإسناد و صحيح من حيث المتن )) ...  ، و  ابن عجلان : هو محمد بن عجلان المدني فيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن ، وباقي رجاله ثقات ، وأخرجه أبو داود في الصلاة : باب في الاستعاذة ، والنسائي في الاستعاذة باب الاستعاذة من الجوع ، ومن الخيانة ، عن محمد بن العلاء ، ومحمد بن المثنى ، كلاهما عن عبد الله بن إدريس ، بهذا الإسناد ,  
وأخرجه ابن ماجة في الأطعمة : باب التعوذ من الجوع ، من طريق أخرى فيها ليث بن أبي سليم وهو ضعيف ، وهو في        ( شرح السنة )  من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ليث ، عن رجل عن أبي هريرة
ففي رواية ابن ماجة و هى الرواية الأولى التي أوردتها للقاريء الكريم فيها من ضمن سلسلة الرواة و الإسناد ليث بن سليم و هو ضعيف الرواية ربما لسؤ الحفظ و ربما للنسيان , و في رواية ابن حبان و هى الرواية الثانية من طريق محمد بن عجلان المدني و هو فيه كلام , أي : لا يؤخذ بحديثه إلَّا بعد البحث و التدقيق و الفحص و التمحيص للتأكُد من صحته و رواية أحاديثه دائماً لا تنزل عن رتبة الحديث الحسن و هذه الدرجة من الحديث المقبول يؤخذ منها حكم شرعي , و لكن في هذه الرواية ضعف في السند لجهالة أحد الرواة في سلسلة الإسناد ( عن رجل عن أبي هريرة ) فمن هو هذا الرجل ؟! , و هنا نقول أن السند به انقطاع لجهالة ( الرجل ) و هذه وحدها كفيلة بتضعيف السند , و لكن متن الحديث عندي  (( أنا الباحثُ )) صحيحاً , لإن التعوذ من الجوع نظراً لتأثيره السلبي على الإنسان شيئاً مستحباً و مطلوباً , و كذلك التعوذ من الخيانة شيئاً مستحباً و مطلوباً , فلماذا ضعف الحديث ( إذاً ) ؟! قلتُ هذا حديثاً صحيحاً لأنه يخدم البشرية بمعناه الصالح الصريح للصالح العام , و ضعف السند عندي لا يؤثر في متن الحديث طالما كان المتن صحيحاً لا يتعارض مع القرآن الكريم و لا مع السُنة النبوية الشريفة الصحيحة , و كذلك لا يتعارض مع واقع حياة الناس إذ الناس على كافة أشكالها و مجتمعاتها سواء المؤمن منهم و الكافر لا يحبون الجوع و لا يحبون الخيانة إلَّا مَن تشيطَن و شَذ عن القاعدة العامة و لكن بالفطرة كل المخلوقات لا تحب الجوع و لا تحب الخيانة ... و السؤال المهم هنا .. لماذا قَرَنَ النبي صلى الله عليه و سلم , بين الجوع و بين الخيانة ؟! و الجواب , لإنه عندما تحدث المجاعات أو الجوع و العوز و الإحتياج يحدث معه في غالب الأحيان , السرقة و العنف و الغصب و ربما تصل للسرقة و الإعتداء بالإكراه , و ربما تحدث حالات القتل , بسبب الحقد و الحسد و البغضاء و الشرور التي تتكون في نفس الجائع الذي لم يجد مَن ينقذه أو يمد له يد العون , فيكره المجتمع و يكره نفسه و يكره الناس و يكره وطنه و ينحرف عن الطريق المستقيم , كل ذلك يحدث من أجل الإحتياج إلى الرغيف و سد الرَمَقْ , خاصة إذا لم يجد الإنسان ما يسد به جوعه و احتاج بشكل قاسي و عنيف و انسدت الأبواب في وجهه , هنا تكون الخيانة هىَ بديل السؤال و استجداء الناس , أي : يبيع الإنسان نفسه لِمَن يدفع له كي يأكل و يشرب و ينام , أي : لِمَن يعطيه لتعويض النقص الذي يشعر به نحو الطعام و الشراب و المأوىَ , و هذا هو الخيط الرفيع للتعوُّذ من الجوع و الخيانة في الحديث الشريف الصحيح  ))
و الله تبارك و تعالىَ أعلى و أعلم

و قال الشافعي [ إنَّمَا ‌الْخِيَانَةُ أَخَذَ مَا لَا يَحِلُّ لَهُ أَخْذُهُ ]
( المصدر : كتاب : الأم ـــ باب : النصرانية تسلم بعدما يدخل بها زوجها ـــ الجزء : 4 ـــ الصفحة : 284 )

(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يأذن الله تعالىَ للعباد أن يقولوا كلمة واحدة ليس لهم فيها أي حق .. نكرر .. لم يأذن الله عز و جل للخلق أن يتكلموا فيما لا يعنيهم و لا يحق لهم الكلام فيه أو التلفُّظ به .. فكيف يأخذ الإنسان حقاً لا يحل له أن يأخذه .. فهذه هىَ الخيانة بعينها
{ وَإِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أَقُولَ مَا لَيۡسَ لِي ‌بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِي وَلَآ أَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّٰمُ ٱلۡغُيُوبِ ١١٦ }
[ المائدة \ 116 ]
الشاهد هنا
{ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أَقُولَ مَا لَيۡسَ لِي ‌بِحَقٍّۚ }
و من جملة ما كتبنا نستفيد أنه إذا قال الإنسان ما ليس من حقه أن يقوله فهذه خيانة , و إذا أخذ ما ليس من حقه أن يأخذه فهذه خيانة أكبر ... و السؤال المهم , ما هو حال أهل فيس بوك و مواقع التواصل الإجتماعي الذين يقولون و يفعلون فيما ليس لهم به علم من نشر الشائعات و من نشر الجهل و من الكذب و الغش و من الشتائم المُنْكَرَة و من التعارف الزائف و من الإشتياق الإليكتروني و العشق الإليكتروني و من الزنا الإليكتروني ؟! ما حالكم و أنتم غارقون في أكبر مصرف مجاري عالمي ؟!

( أمر العباد إلى الله تعالى إن شاء عاقبهم و إن شاء غفر لهم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و موضوع الخيانات على الفيس بوك أو مواقع التواصل الإجتماعي ليست خيانات بالمعنى الإصطلاحي لكلمة خيانة , و إنما هى تعارف إليكتروني , و حب إليكتروني , و ممارسة الزنى إليكترونياً , و ليس في الواقع و ما دامت كذلك فأنا أسميها ( الخيانة الصغرى ) أو ( خيانة فيس بوك ) أي : ممارسة العلاقات بكافة أشكالها و أنواعها بالمراسلة سواءً كان بالصوت و الصورة أو بالكتابة في الشات و منه إرسال الصور و الهدايا و التحايا الإليكترونية هذه
إلَّا إذا تطورت و صارت علاقة واقعية بين اثنين في الواقع الحقيقي و كان بينهما مقابلات و لقاءات سرية و غير ذلك فهذا في عُرف المجتمع ( خيانة كبرى ) عن طريق فيس بوك , و ليست ( خيانة فيس بوك ) لأنها تطورت و خرجت عن نطاق الفيس بوك أو خرجت عن النطاق الإليكتروني .
و الحقيقة , و أنا أجاهر برأيي بكل شجاعة أدبية و بكل صراحة محاولاً تحليل هذه الظاهرة المنتشرة بشكل كبير جدا و بطريقة غير مسبوقة في عالم ( التعارف الإنساني ) أو انتشار هذه الطريقة بشكل مستفز خارج عن نطاق الشكل المعهود للعلاقات العامة أو الحميمية المعروفة لكل الناس كيف تبدأ و كيف تنتهي , فهذه الظاهرة في الفيس بوك , خرجت على حدود العادات و التقاليد و الأديان و الشرائع , فالغريب في الأمر أننا نجد عملية انصهار تام بين كل الأجناس و الألوان و الأفكار و الأمزجة , و من هنا سأقول بل و أقرر إن عالم فيسبوك , عالماً فريداً أو هو العالم الموازي للعالم الواقعي و لكنه ليس العالم الواقعي الذي نعيشه على أي حال من الأحوال , فكل إنسان يجد فيه ضالته , مَن بحث عن الزني وجده و مارسه , و مَن بحث عن العمل و استغل موهبته في الكسب , كان له ما أراد , و مَن بحث عن العلاقات الإجتماعية , وجدها , و مَن أراد أن يحس بنفسه و بأنه زعيماً من الزعماء أنشأ لنفسه منبراً إعلامياً و حشد عدداً كبيراً حوله من الناس يؤيدونه فيما يزعم أو يقول , و مَن أراد نشر الفضيلة , وجد مبتغاه , و مَن أراد نشر الرزيلة , تم له المراد , و مَن أراد التسلية , تسلَّى بعباد الله و خلق الله تعالى و سخر منهم كما يشاء , و مَن أراد البناء أو الهدم , سعى و له أجر مسعاه أو سوء خاتمته , و السبب الذي أرجحه يُعَدُّ سبباً خاصاً جداً في نفس كل إنسان , و لكن من خلاله نقول أنه سبباً مشتركاً بين كل البشر , و هو أن الكل يبحث عن فرصة يغتنمها , و الكل يريد أن يمارس نشاطه بحرية تامة سواء في الحلال أو الحرام بعيداً عن دائرة الضوء و القانون , الكل في هذا العالم المعاصر تائهاً يريد أن يحقق نفسه , و قس على ذلك , فمن هنا أصبح الفيس بوك هو حلبة الصراع بين الحق و الباطل , أصبح ميدان التنافس بين الخير و الشر , أصبح هو السوق المفتوح أربع و عشرين ساعة ليبيع كل الناس لكل الناس بضاعتهم , و لذلك لا يخلو الفيس بوك ليلاً أو نهاراً , شتاءً و صيفاً من الناس , و إن دل نهم الناس و غرامهم بفيس بوك على شيءٍ , فإنما يدل على حرمان الناس في العالم المعاصر من الراحة الحقيقية , فالكل وجد في أحضان فيس بوك غايته , فالمرأة وجدت فيه الرجل بكل مكوناته و أسراره المتناقضة من قوة و ضعف و حب و غدر و خيانة , و كذلك الرجل وجد في فيس بوك المرأة بكل ما تحمله من معاني , بل و الكل يهرب من الحقيقة إليه , حتى لو لم يكن له حاجة به , حتى رؤساء العالم و ملوكه و أمراءه و سلاطينه و أباطرته لهم صفحات على فيس بوك و تويتر , و كل يمارس هوايته كما يحلو له , و الحقيقة بعيداً عن كلام الدين و الشريعة , الفيس بوك تخطىَ حواجز الخيانة سواء ( الخيانة الصغرى ) أو ( الخيانة الكبرى ) لأن كل هذه الأشكال من التعارف و الإمتزاجات بين البشر لم تعد شيئاً سرياً كما كان في الماضي , و على سبيل المثال , تعشق المرأة المسلمة على فيس بوك رجلاً يهودياً أو مسيحياً أو بوذياً أو رجلاً ديوث أو مجرداً من الأخلاق و المشاعر و هى تعرف ذلك و مع ذلك تتغزل به بعد أن يبصق في وجهها و يركلها بقدمه , بل و هى تعرف أنه لا يحل لها شرعاً و لا هى تحل له شرعاً !!! و نفس ما يحدث للمرأة يحدث للرجل , و لذلك لم تصبح هناك خيانات بقدر ما هى ( وسائل حياه ) و طريقة حياه لكل شخص يمارسها حسبما تربَّى في بيئته و مجتمعه و حسب أعراف و تقاليد بلاده , و من العجيب في الأمر أننا رغم تضارب و اختلاف بيئاتنا و مجتمعاتنا على وسائل التواصل الإجتماعي , إلَّا أننا فرحين بهذا الموقع و نحزن من الحظر و نتذلل لكي نعود لممارسة نشاطنا على فيس بوك , و لذلك أقول تعدَّت المسألة ( الخيانة ) أصبحت عادية من كثرة التكرار اليومي لكل هذه الظواهر , و لا يسعني أن أقول إلا كما قال الحق سبحانه و تعالى
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ ‌شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ ١٣ }
[ الحُجُرات \ 13 ]
و الشاهد هنا  { خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ ‌شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ  }

مسألة : ما الفرق بين المنافق و الكذَّاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكذَّب : ربما يكون الكذب في مسألة ما و ربما يكون الكذب ضار أو غير ضار , و ربما يكون الكذب من الخوف , و ربما يكون مرض نفسي أو أي شيء من هذا القبيل , و كذلك الكذب فيه الكذب الكبير و الكذب الصغير , و فيه الكذب الضار و الكذب الغير ضار , و لكن النفاق هو النفاق ليس فيه كبير و صغير أو نفاق ضار أو غير ضار , و السبب أن الكذب لا ينفي الإيمان للمؤمن , بمعنىَ , أن الكذاب شخص ناقص الإيمان , و لكن المنافق هو بمثابة الكافر
الدليل علىَ أن الكذَّاب مؤمن و لكنه ناقص الإيمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و عندما نعلم من نصوص ديننا الإسلامي الحنيف سواء في القرآن الكريم أو السُنَّة النبوية الشريفة أن الخمر مُحَرَّمَة
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ‌ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٩٠ }
[ المائدة \ 90 ]
الشاهد الأول هنا
{  يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ‌ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ  }
فالخطاب في هذه الأية القرآنية الكريمة مُوَجهاً للمؤمنين
{  يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا }
و الخطاب بدأ بالتأكيد بـــ {  إِنَّمَا }
{ْ إِنَّمَا ‌ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ }
الشاهد الثاني
{ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ }
[عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : أُتِيَ بِابْنِ النُّعَيْمَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا ، أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ ، فَجَلَدَهُ فِي كُلَّ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يَشْرَبُ ، وَمَا أَكْثَرَ مَا يُجْلَدُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا ‌تَلْعَنْهُ ‌فَإِنَّهُ ‌يُحِبُّ ‌اللَّهَ وَرَسُولَهُ ]
( المصدر : كتاب : مصنف عبد الرزاق ــ باب : حد الخمر ــ الجزء : السابع ــ الصفحة : 380 )
الشاهد الأول
[ أُتِيَ بِابْنِ النُّعَيْمَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا , أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ ، فَجَلَدَهُ فِي كُلَّ ذَلِكَ ]
الشاهد الثاني
[ قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يَشْرَبُ ، وَمَا أَكْثَرَ مَا يُجْلَدُ ]
الشاهد الثالث
[ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا ‌تَلْعَنْهُ ‌فَإِنَّهُ ‌يُحِبُّ ‌اللَّهَ وَرَسُولَهُ ]
و هنا نفهم أن التكرار أيضاً في فعل من الأفعال الموبقات ربما لا يكون دليلاً لنفي الإيمان عن المؤمن , و السبب في ذلك هو , أن الضرر يقع علىَ شارب الخمر نفسه , فهو يضر بصحة نفسه و لا يضر بالمجتمع , و مهما يكن من الضرر , فهل نفىَ الرسول صلى الله عليه و سلم عن شارب الخمر المداوم على شرابها الإيمان ؟! و الجواب لا , لم ينفي عنه الإيمان بل أكَّدَهُ و زاد بقوله [ لَا ‌تَلْعَنْهُ ‌فَإِنَّهُ ‌يُحِبُّ ‌اللَّهَ وَرَسُولَهُ ]
و إذا كان شارب الخمر مؤمناً , فالكذاب نفسه مؤمناً , و لكن إيمانهما ناقصاً بسبب الكذب و شرب الخمر , و لا ينفي ذلك الفعل المشين عنهما حب الله تعالى و حب رسوله صلى الله عليه و سلم
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من دلائل و كمال الإيمان عدم الكذب , و لكن ذلك لا يُعْني أن الممؤمن لا يكذب , فالمؤمن قد يكذب و قد تضطره ظروف الحياة للكذب غصباً عنه أو شرب الخمر أو الزنىَ أو السرقة أو فعل أي شيء يُخِلُّ بمروءة الإنسان , فليس معنىَ هذا أنه ليس مؤمناً أو أننا ننفي عنه صفة الإيمان , و لكنه قد يكون مؤمناً ناقص الإيمان , و ذلك بأن الإيمان يزيد بطاعة الإنسان لربه عز و جل و ينقص بعدم طاعته لله تبارك و تعالىَ

[ (( حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ ، حدثنا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حدثنا أَبُو زِيَادٍ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ الْأَشْدَقِ الْعُقَيْلِيَّ يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، ‌هَلْ ‌يَزْنِي ‌الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ ,  قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ: قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ ,  قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : لَا  ,  ثُمَّ أَتْبَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ : { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } [ النحل : 105 ] )) ]
( المصدر : كتاب : مساويء الأخلاق و مذمومها ــ المؤلف : الخرائطي ــ باب : ما جاء في الكذب و قبح ما أتىَ به أهله ــ الصفحة : 69 )
(( قلتُ : أنا الباحث ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( هذا حديث صحيح المتن , ضعيف السند لإن في سلسلة سند الحديث : يَعْلَى بْنَ الْأَشْدَقِ الْعُقَيْلِيَّ  , و هو ضعيف , قال فيه البخاري : لا يُكتب حديثه ، وقال أبو زرعة : ليس بشيء ، لا يصدق ، وقال ابن حبَّان : لا يحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به بحيلة ولا كتابته إلَّا للخواص عنه الاعتبار ... قال عبد الرحمن بن أبي حاتم , سألت أبى ... عن يعلى بن الأشدق فقال : ليس بشيء ضعيف الحديث ، عبد الله بن جراد العقيلي , يقال : إن له صحبة , روى عنه : يعلى بن الأشدق , مات سنة : ( 164 هـ ) قال ابن حبان : وليست صحبته عندي بصحيحة. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول : عبد الله بن جراد لا يعرف ، ولا يصح هذا الإسناد ، ويعلى بن الأشدق ضعيف الحديث )

(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( الحديث صحيح المتن ... أي : نص الحديث صحيح ... و المتن الذي هو نَص الحديث أهم عندي من السند , لإن الحديث مشهور و معروف و لرواياته طُرقاً عديدة , ... و هذا هو الأهم عندي  )
لإنه موافق للقرآن الكريم , و موافق لطبيعة الحياه و الإنسان و الواقع  و طبيعة تقلبات النفس البشرية , بل الدليل نفسه على صدق المتن هو من الرواية نفسها فربما يكون يعلي بن الأشدق , ضعيف في الرواية عند علماء و فقهاء الحديث و لكن روايته للمتن صحيحة , فلو افترضنا أنه كان يكذب و لذلك ضعَّفَه العلماء و الفقهاء الأصوليون , و لكنه قال الحق عندما رَوَىَ حديث النبي عليه الصلاة و السلام , و أقصد هنا , أن الكذاب يكذب في موطن و يصدق في موطن آخر , و لكنه ليس كذَّاباً على مَدَىَ العمر ))
و الله تبارك و تعالىَ أعلى و أعلم

الشاهد في الحديث  
[ ((  قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : لَا  ,  ثُمَّ أَتْبَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ : { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } [ النحل : 105 ] )) ]

طريق أخر صحيح يؤيد الحديث السابق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
[ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : حدثنا سُفْيَانُ ، قَالَ : حدثنا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا ‌يَزْنِي ‌الْمُؤْمِنُ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَسْرِقُ حْينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ]
( المصدر : كتاب : مسند الحميدي ــ باب : جامع عن أبي هريرة ــ الجزء : الثاني ـــ الصفحة : 273 )
الشاهد الأول
[ لَا ‌يَزْنِي ‌الْمُؤْمِنُ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ]
الشاهد الثاني
[ وَلَا يَسْرِقُ حْينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ]
الشاهد الثالث
[ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ]
الشاهد الرابع
[ وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ]

(( قلتُ : أنا الباحث ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( حديث صحيح لغيره ))
(( هذا حديث صحيح المتن و ضعيف من جهة الإسناد , و حينما تسمع أو تقرأ أيها القاريء الكريم كلمة حديث ( صحيح الغيره ) فاعلم أن هذا الحديث كان ضعيفاً و قد وجدَ تقوية له من خلال حديث أخر صحيح أو أية قرأنية كريمة , فانتقل الحديث الضعيف و ارتقى من مرحلة الضعف إلى مرحلة الصحيح لغيره أي عن طريق حديث صحيح أخر قوَّاه أو آية قرآنية شريفة رفعت منزلته من الضعيف إلى الصحيح لغيره , و هو حديث موقوف على أبي هريرة , أي : هو الرواي الوحيد من الصحابة الذي سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم ,  هذا الحديث , و هذا الحديث , بسبب ضعف الإسناد يعتبره العلماء و الفقهاء صحيح لغيره , و لم يُذكر في الحديث شيئاً عن الكذب , و قد جاءَ في الحديث ذِكْر الزنىَ و السرقة و شرب الخمر , أليس الكذب من العيوب المُنْقِصَة لإيمان المؤمن ؟! و الجواب , نعم , إذاً ... لِمَاذا لم يَرِد ذكر الكذب في هذه الرواية ؟! و الجواب هو , أن الكذب مذكور ضمنيَّاً , و الدليل هو , هل إذا سرق أحد شيئاً أو زنىَ أو نَهَب أو شرب خمر , فهل سيعلن ذلك للمجتمع و الناس و هو يعلم بحُرمة هذه الأشياء في مجتمع مسلمٍ ؟! و الجواب لا , و لو سأل مسلماً شخصاً مسلماً , هل تزني أو تسرق أو تنهب أو تشرب الخمر ؟! فهل سيقول السارق أو الزاني أو الناهب أو شارب الخمر نعم أنا أفعل كل هذه المنكرات أم سيكذب ؟ بالطبع سيكذب و ينفي عن نفسه هذه التهم و العيوب , و من خلال هذه الرواية نحتج بأن الرواية السابقة التي جاء فيها  ( قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : لَا  ) هىَ رواية صحيحة المتن رغم ضعف السند , و خلاصة ما أدىَ إليه اجتهادي في هذا الحديث أن المؤمن يزني و يسرق و يشرب الخمر و ينهب ... أي : يأخذ ما ليس له بحق , و لكن الإيمان الذي يكون بمثابة التاج أو هالة من النور فوق رأس المسلم تُرفَع عنه ساعة وقوع الفعل و بعد انتهاء الفعل يعود إليه إيمانه باستغفاره أو توبته , فالحديث النبوي الشريف حُجَّة بذاته   ))
و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم


القاهرة \ سبتمبر \ ليلة الخميس 2 \ 9 \ 2021 م
الساعة 49 و 2 ليلاً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث

جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى (المقال 19 ) ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ــ في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة ــ بقلم الباحث \ جمال الش
» الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 13 ) أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( المقال
» الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 14 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( الم
» الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى (11) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث
» أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ المقال (9)

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى