التاريخ يبكى ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

التاريخ يبكى ـــــ
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
قصيدة - التاريخ يبكى -
من قصائد الشاعر - جمال الشرقاوى -




كتبت هذه القصيدة احتجاجاً علىَ نظام حسني مبارك و فساد حكمه




التاريخ ُ
وجه ُ الدنيا
صنعَ الجغرافيَة َ و القاراتْ
التاريخ ُ
مرسومٌ علىَ أوجُهِ البشر ِ
مَكتوبٌ في كلِّ الصفحَاتْ
التاريخ ُ كَوَّنَ لغة ً
بَلْ كَوَّنَ كلِّ اللهَجَاتْ
التاريخ ُ يا بلادي قابـِعَاً
في الموسيقىَ الشعبيةِ للحَاراتْ
التاريخ ُ بألفِ ألفِ لغةٍ
و ألفِ ألفِ لِسَان ِ
يُغنـِّي في كلِّ النغمَاتْ
يعرفُ أيدِي الإجرَامَاتْ
التاريخ ُ أخيراً
أخرَجَ مِنْ مِعْطفِهِ
للعالم ِ أي حَضاراتْ
عَايَشَ أي نِبـِوَّآتْ
شَاهَدَ أي رسَالاتْ
التاريخ ُ يا بلادي
سَيَدِينُ أبَا جَهل ٍ و الكفر ِ
سَيَدِينُ هتلرَ و القهر ِ
سَيَدِينُ يَدِينُ حُكومَاتْ
لنْ يَرحمْ أحداً في حِينِهِ
لنْ يرحمْ أحداً قد ماتْ
لنْ يرحمْ طفلاً و امرأة ً
لنْ يرحمْ مَنْ صنعوا الظلمَ
مَنْ سَرقوا أعمالَ شهيراتْ
لنْ يرحمْ
مَنْ سرقوا ـــــ اكتوبرَ ـــــ
سرقوا النفط َ سرقوا الغازَ
مَنْ سرقوا كنوزكِ يا مصرُ
مَنْ ساهمَ في كلِّ السَّرقاتْ
فالتاريخ ُ
لنْ يرحمْ مَنْ صنعوا الظلمَ
صنعوا السرقة َ
لنْ يرحمْ كُبْرَىَ الشخصيَّاتْ
التاريخ ُ وجْهُ الدنيا
كيفَ مِنْ قِدَم ِ السَّـنوَاتْ
التاريخ ُ العربيِّ
الفرعونيِّ
الاسلاميِّ
المصريِّ
يُبَاعُ الآنَ علىَ العَرَبَاتْ ؟!
كيفَ
يا مصرُ يُصَادَرُ فيكِ شَـرَفَ الذاتْ ؟!
كما يُصَاَدرُ البَـشرَ
و التنميَة َ
و تــُصَادَرُ كلَّ الثرَوَاتْ ؟!
كيفَ
يتضخمُ فيكِ اللصُّ
يتضخمُ فيكِ فسادُ
له ُ أسواقٌ و مَحَلَّاتْ ؟!
لهُ ألفُ عِربيدٌ
و ألفُ ألفُ ـــــ شَـمَّامٌ ـــــ
و ألفُ ألفُ دَاعِرٌ و دَيُّوث ٌ
و ألفُ رَقــَّاصٌ
جعلوا منه ُ تجاراتْ ؟!
مِينا
أمنحتبْ
حتشبسوتْ
يُبَاعُوا الآنَ بمليماتْ ؟!
إبنُ العاصْ
و ابنُ الوليدْ
و جُلُّ الصُحْبَة ُ بالرِّكْعَاتِ و بالسَـجْدَاتْ
يُبَاعوا الآنَ بمليماتْ
قيمة َ مَنْ فــُـقِدُوا
قيمة َ مَنْ سٌـرِقوا
أغلىَ مِنْ آلآفِ الملياراتْ
فالتاريخ ُ بسعر ِ الجُمْلة ِ
التاريخ ُ رَخيصٌ جداً
في السُوبَر ِ مَاركِتْ يوم ِ الجُمُعَة ِ
في أسواق ِ الكانتوناتْ
فقيمة َ مَنْ فــُـقِدُوا
قيمة َ مَنْ سُـرقوا
تفوقُ ملايينَ البليوناتْ
التاريخ ُ
يشتمُ كلُّ التجَّارْ
مَوعدُهُمْ تابوتاً مِنْ نارْ
بخلودٍ في النارْ
في الدِّرْكِ الأسفل ِ للنارْ
حينَ تجتمعُ الأشتاتْ
التاريخ ُ ليسَ مُحَنــَّط َ
التاريخ ُ قاضٍ عدل ٍ
سيحكمُ بالحيثيَّاتْ
التاريخ ُ سيشهدُ كالأعضاء ِ
حينَ تتعَرَّىَ السَّـؤآتْ
التاريخ ُ
لا يخشىَ إرهابُ الدولة ُْ
أمْنُ الدولة ْ
لا يخشىَ أمريكا و السوفيتْ
لا يخشىَ
عبدَ الناصر ِ و الساداتْ
التاريخ ُ
سينصفُ الضعفاءَ و البُسَـطاءَ
و المُعـْتدِلِي الخـُطـْوَاتْ
سينصفُ مَنْ قالوا
ـــــ لا إلهَ إلَّا الله ْ ـــــ
ـــــ محمدٌ رسولُ اللهْ ـــــ
مَنْ آمَنَ بالحديثِ
و بالقرآن ِ و بالآيَاتْ
سينصفُ
مؤمنُ كلُّ الدِّيَّاناتْ
التاريخ ُ
لا يعرفُ جَدَلاً
لا يعرفُ مِنصباً
لا يعرف لغة السمسرة
لا يعرفُ لغة ُ العُمْلاتْ
التاريخ ُ كتابُ اللهْ
يفصلُ بينَ المخلوقاتْ
التاريخ ُ
يَحـْوي أنظمة َ الدنيا
لا يدخلُ في أي نظام ٍ
لا يدخلُ أيُ خلافاتْ
لامسَ أنوار ٍ و ظلام ٍ
عَاصَرَ أي جَهَالاتْ
لكنه ُ دَومَاً يشتاقُ
ـــــ لمحمدِ ـــــ رجل ِ الإسلام ِ
آخرُ وَحْي الدِّيَّاناتْ




كتبت هذه القصيدة فى القاهرة - يناير - الاحد
20 - 1 - 2008 م الساعة 2 بعد الظهر - جمال الشرقاوي - كاتب و شاعر -