أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) قصيدة مُشْكِلَتِيِ من قصائد : شاعر القصيدة العربية جمال الشرقاوي

مُشْكِلَتِيِ
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
قصيدة \ مُشْكِلَتِيِ \
من قصائد : شاعر القصيدة العربية \ جمال الشرقاوي \

حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للكاتب الشاعر الأستاذ : جمال الشرقاوي \

$أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) قصيدة \ مُشْكِلَتِيِ \ من قصائد : شاعر القصيدة العربية \ جمال الشرقاوي \ Eeeeee36$

أيُّهَا النَّاسْ
أيُّهَا الناسْ
التَحِيَّة ُ و السَلَاَمُ الخاصْ
مِنَ الرَّبِّ الإلَهِ الوَاحِدِ لَاَ مَنَاصْ
أحْكِيِ لَكُمْ مُشْكِلَتِيِ
فِيِ عَيِنِ قَنَّاصْ
أفْرَاحَكُمْ
أحْزَانَكُمْ
مُشْكِلَتِيِ
بِلَاَ غُمُوضٍ و الْتِبَاسْ
جذُورُهَا
فِرُوعُهَا
أبْوَابُهَا
فُصُولُهَا
صَاعِقَة ٌ وَ رَصَاصْ
أيُّهَا النَّاسْ
الكُلُّ يأخُذُ
و لِيِسَ الكُلُّ يُعْطِيِ
مُنْتَهَىَ الرِجْسِ و الإرْجَاسْ
الكُلُّ نَاصِحُ
و لَاَ أحَدُ يَسْتَنْصِحُ
فَالقِيَامَة ُ سَوفَ تَأتِيِ بِلَاَ أجْرَاسْ
الكُلُّ يُصَلِّيِ بِلَاَ قَلْبٍ سَلِيِمْ
قَالَبَاً
يَخْضَعُ خُضُوعُ العَدِيِمْ
بِلَاَ حَمَاسْ
الكُلُّ يَا سَادَتِيِ القَوَالِبُ
يُثَرْثِرُونْ
يَسْرِقُونْ
يَخْتَلِسُونَ الحَمَاقَاتِ اخْتِلَاسْ
الكُلُّ دَجَّالُ
الكُلُّ طَبَّالُ
الكُلُّ يَزْنِيِ
الجَمِيِعُ و الكُلُّ و الكُلُّ
قُصُورَاً فِيِ الهَوَاءِ يَبْنِيِ
الكُّلُ سَجِيِنُ فِيِ الأقْفَاصْ
فالْحَقُ الحَقُ أقُولُ لَكُمْ
لَاَ أحَدَاً يُصَلِّيِ
الكُلُّ خَارِجُ المَسْجِدُ
يَنْسِجُ النِّفَاقَ كالْقَصَّاصْ
مُنْسَاقْ
بِشَهَوَاتٍ وَ أَشْوَاقْ
قَضْقَاضٌ و بَصْبَاصْ
رَضْرَاضٌ وَ نَضنَاضْ
و فَضْفَاضٌ و خَضْخَاضْ
حَيَّة ٌقَصْقَاصْ
الكُلُّ يَا سَادَتِيِ
أغْنَامٌ بِلَاَ رَاعِيِ و لَاَ حُرَّاسْ
شَيِطَانْ
فَتَّانْ
خَبَّاصْ
مْجْتَمَعُنَا يَا سَادَتِيِ
فَنَّاً هابِطَاً وَ إعْلَاَمَاً هَابِطَاً
وَ لَحْمَاً رَخِيِصَاً وَ مُخَنَّثَاً وَ رَقَّاصْ
مَوبُوءُ بالنَجَسِ و الأنْجَاسْ
فَلَاَ أَحَدَاً مِنَ النَّاسْ
يَحْذُرُ مِنْ كِتَابَةِ الأنْفَاسْ
أيُّهَا النَّاسْ
رُبَّمَا لَاَ يَكُونُ فِيِ المَوتِ السَلَاَمَة ْ
فَحِيِنَمَا تَنْكَشِفُ الحُجُبْ
تَكُونُ النَّدَامَة ْ
فَافْعَلُوا لَاَ مِسَاسْ
رُبَّمَا لَاَ يَكُونُ يَومَ القِيَامَة ْ
يَومُ الخَلَاَصْ
أيُّهَا النَّاسْ
الكُلُّ مُدَانْ
الكُلُّ سِيَانْ
الكُلُّ يَخْشَىَ غَضَبُ الكُلُّ و الوَسْوَاسْ
الكُلُّ يَخْشَىَ المَوتُ و القَانُونُ و الإعْدَامْ
الكُلُّ يَا سَادَتِيِ
لَاَ يَخْشَىَ اللهُ المُنْتَقِمُ ذُوُ الإكْرَامْ
الكُلُّ يَأخُذُ الأهْوَاءَ لَهُ نِبْرَاسْ
الكُلُّ يَخَافُ مِنَ الكُلِّ
فالكُلُّ يَأكُلُ الكُلَّ
فالْكُلُّ لَهُ أضْرَاسْ
أيُّهَا النَّاسْ
نَحْنُ الأمَّة ُ الأُمْيَّة ْ
و الهَمَجُ الرِعَاعْ
نَحْنُ أُمَّة ُكَسَالَىَ الرَعِيَّة ْ
و الذَبِيِحَة َ و النَطِيِحَة َ يَأكُلُهَا السِبَاعْ
لَيِسَ لَنَا عُذْرَاً وَ لَاَ لَنَا الْتِمَاسْ
أيُّهَا النَّاسْ
كيفَ
نُحِدُّ لِسَانُنَا لِبَعْضِنَا كَشِفْرَةِ الأمْوَاسْ
نَهْرُبُ مِنْ عَدِوِّنَا
نُقِيِمُ لَهُ الأعْرَاسْ
أيُّهَا النَّاسْ
نَحْنُ الذيِنَ نَسْرِقُ وَ نَرْتَشِيِ وَ نَمُدُّ اليَدْ
نَحْنُ الذِيِنَ لَيِسَ لِطِمُوحِهِمُ المَجْنُونُ أيِّ حَدْ
نَحْنُ الذِيِنَ اخْتَرَقْنَا قَانُونَ القَضَاءِ و القَدَرِ
نَحْنُ الذِيِنَ قَتَلْنَا الوِدْ
نَحْنُ الذِيِنَ انْعَدَمَ فِيِ قُلُوبِهِمِ الرَحْمَةِ و الإحْسَاسْ
أيُّهَا النَّاسْ
بِلَاَدُنَا بِلَاَدُ التَفْرِقَة ُ العُنْصُرِيَّة ْ
هذا غَنِيُ و هَذَا فَقِيِرْ
مُجْتَمَعُنَا
هَمَّازٌ لَمَّازٌ جَسَّاسْ
لَيِسَ فِيِ عُرْفِهِ مَعْنَىَ الأدَمِيَّة ْ
يَحْتَرِمُ المَأفُونَ و المَجْنُونَ و المَانِعُ المَاعُونْ
فَحَقُّ الإنْسَانُ للحَقِيِرْ للمُشْهِرِ الإفْلَاسْ
للسِكِّيِرِ للجَاسُوسِ
للمَارِقِ الخَنَّاسْ
أيُّهَا النَّاسْ
فَالدِّيِنُ عًبْقَرِيُ نَزَلَ بِعَبْقَرِيَّة ْ
لِمَ لَاَ نُقِيِمُ أيُّ وَزْنِ لِمِسْكِيِنِ أو صَغِيِرْ
الوَزْنُ فَقَطْ لِلبَاشَا الكَبِيِرْ
كَأنَّمَا النَّاسُ فِيِ الحَقِّ قِرْدٌ وَ نَسْنَاسْ
هَلْ صْرْنَا فَاقِدِيِ الذَاكِرَةِ و الهُوِيَّة ْ
كَأنَّمَا أخَذَنَا فِيِ الحَقِ العَمَىَ و الإنْخِرَاسْ
هَلْ رَجَعْنَا كِسْرَوِيَّة ُ قَيِصَرِيَّة ْ
يَضْرِبُ بَعْضُنَا رِقَابَ بَعْضٍ بِعَنْتَرِيَّة ْ
يَخُونُ بَعْضُنَا بَعْضَاً بِغَيِرِ قَصَاصْ
أيُّهَا النَّاسْ
مِصْرُ بِلَاَدُنَا القَدِيِمَة ْ
لَنْ تَغِيِبُ شَمْسُهَا بَيِنَ المِدُودِ العَرَبِيَّة ْ
للهِ دَرُّ أهْلُهَا مِنْ أُنَاسْ
لَنْ يَسْتَطِيِعُوا طَمْسَهَا وَ دَفْنَهَا
بَيِنِ المَوتِ و النُعَاسْ
لَنْ يَفْصِلُوا بَيِنَهَا وَ بَيِنِ تَارِيِخِهَا
بِجَدَارٍ مِنْ حَدِيِدٍ أو نُحَاسْ
أيُّهَا النَّاسْ
دِيِنُنَا الإسْلَامُ الحَنِيِفْ
لَيِسَ دِيِنُنَا
الإخْوَانِيِّ الحَمْسَاوِيِّ الإيِرَانِيِّ الإرْهَابِيِّ
لَيِسَ دِيِنُنَا
اللصُ و الحَسَّاسُ و اللمَّاسْ
لَمْ يَكُنْ دِيِنُنَا سَارِقَاً مِنْ عِيِنِ الشِعُوبْ
رَاحَة ً وَ أمَانٍ وَ طَاقَةٍ و ألمَاسْ
أيُّهَا النَّاسْ
هَذِهِ بِاخْتِصَارِ مُشْكِلَتِيِ
وَضَعْتُهَا للعَاقِلِيِنَ و البَالِغِيِنَ مِنَ الأسَاسْ
وَضَعْتُهَا لِكُلِّ ذِيِ حِكْمَةٍ مِنْ الأمْرَاسْ

القاهرة \ ديسمبر \ السبت 11 \ 12 \ 2021 م
الساعة 3 عصراً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \