الصداقة الزائفة أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) مقال : الصداقة الزائفة بقلم الكاتب : جمال الشرقاوي

الصداقة الزائفة
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
مقال : الصداقة الزائفة \
بقلم الكاتب : جمال الشرقاوي \

حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للكاتب الأستاذ : جمال الشرقاوي \

$الصداقة الزائفة أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) مقال : الصداقة الزائفة \ بقلم الكاتب : جمال الشرقاوي \ Eeeeeo31$

الصداقة لها معاني كثيرة
و هى بمعنىَ ( الصادق ) : كالرسول عليه الصلاة و السلام , و هو الصادق الأمين
و تأتي بمعنىَ ( الصديق ) كأبي بكر الصديق الذي صَدَّق النبي صلى الله عليه و سلم في كل شيء بدون مناقشة
و تأتي بمعنىَ ( المتصدقين و المتصدقات ) و هذا المعنىَ دليل العطاء و العطف و المَن بلا أذىَ
و تأتي بمعنىَ ( الخِلة ) و هى المحبة الشديدة فيكون الصديق خليل صديقه
و تأتي بمعنىَ ( المَوَدَّة ) و هى شدة الحب
و أمَّا على المستوىَ المعاصر في معنى الصداقة فتكون معناها الرحمة و الإنقاذ و المؤازرة و النُصْرَة و الإحترام و رفع الكُلفَة بين الأصدقاء
الصديق هو المعين الذي لا ينضب إطلاقاً , و هو المَدَد الذي يعين صديقه في السَرَّاء و الضرَّاء , و هو حائط السد و السند المنيع الذي لا يقبل أن يُمَس صديقه بشوكة أو أقل , هو السر العميق الذي لا يظهر أبداً , و الستر العظيم الذي لا يفضح صديقه , و هو السماء و الأرض لصديقه و الظل و الغطاء , فلا يؤذيه بأي حال من الأحوال , و لا يغدر به و لا يتلذذ باغتيابه و سحق شخصيته , و إلصاق التهم به سواء كانت صحيحة أم لا
ما ذكرته من لحظات هو إلقاء الضوء على شخصية الصديق الحقيقية التي ينبغي أن يكون عليها الصديق , و الصداقة لا تقوم على منافع و مصالح و هذا يحدث بالقطع و لكن يا حَبَّذا لو دَامَت على المصالح و تخللها الود و الحب , ستعيش طويلاً مع الزمن لا محالة , و إنما لو كانت الصداقة قائمة على عمل بدون ود أو رحمة , حتماً ستنتهي بفشل رهيب على المستويين , المستوىَ العملي و مستوىَ الصداقة , و ما أكثر هذه الصورة من صور ( الصداقة المُزيَّفَة ) التي تنتاب المجتمع بل العالم كله هذه الأيام , و بالقطع نحن ندري السبب , و هو أن التعامل بين الناس أصبح يعتمد علىَ المادة , و أصبحت الصداقة قائمة على المصلحة المؤقتة , ما إن تنتهي هذه المصلحة حتىَ يذهب كل من الطرفين في طريق , و ربما يلتقيان في مكان ما أو في الطريق العام فيغض كل منهما الطرف عن الأخر كأنه لا يعرفه , و هذه الصورة من ( الصداقة المزيفة ) التي تنتج حباً مزيفاً لا يُرجَىَ منها شفاعة و لا عدلاً و لا يُرجىَ من ورائها طائل , فهى كالخمر ضررها أكبر من نفعها , لأنها ليست قائمة على الأساس المُتَبَادل من الرُقي و الإحترام , فعندما يكون في ( الصداقة المزيفة ) طرفاً طيباً يعطي بلا حدود , و الطرف الأخر إستغلالياً و نفْعيَّاً يأخذ بلا حدود , يأتي من هذا الطرف دائماً كل الطعنات و كل اللكمات في الظهر , و يأتي أيضاً من الصديق الإستغلالي الكلام القبيح و السب و الهروب من الصديق الطيب في كل المواقف , و النصيحة التي أقدمها لقاريء المقال في اختيار صديقه هىَ
يا قارئي العزيز ... عندما تصاحب شخصاً , صاحِب الأفضل و الأغنىَ منك علماً و معرفة و احتراماً و أدباً و فضلاً , صاحب الأتقىَ منكَ , ذو الأصل الطيب العريض , صاحب الصديق الخَيِّر المبتسم الحمَّاد الذي يجلب قربه منك النور و الطاقة الإيجابية , طاقة البناء و الجمال و الحب , ذلك الذي إذا احتجت مساعدته ساعدَك و لم يُمِنَّ عليك , و إذا إئتمنته لم يخنكَ , و إذا أفشيت له سرَّك لم يفضحك , و الذي إذا رأىَ عيبَك ستر عليك , و الذي إذا غضبت منه هَدَّأ من حِدَّتِكَ و لم يتصَلَّبَ لك و ينتصب كالسيف يريد قتلَك , صاحب الذي يُراعي الله تعالى فيك , و لا تتردد لحظة واحدة في ترك الصديق الإستغلالي السلبي , الذي يجلب قربه منكَ الظلام و الكره و الحقد و الحسد و الطاقات السلبية
و الله تبارك و تعالىَ أعلى و أعلم
القاهرة \ نوفمبر \ الجمعة 12 \ 11 \ 2021 م
الساعة 9 و 9 مساءً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \