جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [3] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــإجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ

اذهب الى الأسفل

ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [3] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــإجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ Empty ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [3] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــإجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي الخميس يونيو 21, 2018 2:20 am

ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [3]
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [3]
رؤية تحليلية و دراسة فقهية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
[3]
الفصل الثالث من الجزء الثالث

مسألة عن النفاق

(( و السبب في كتابة ـــ مسألة عن النفاق ـــ هو أن في ( آيات القتال و الجهاد ) جاء ذكر المنافقين و كان لزاماً علينا بفضل الله تعالىَ أن نوضح للقاريء الكريم دورهم الفعال و لكنه ( الفعَّال السلبي ) في المدينة و تأثيرهم علىَ مَن حولهم في مجتمع المؤمنين بالله تعالىَ و رسوله صلىَ الله عليه و سلم , و هم أشبه ببعض المسئولين اليوم في عالمنا المعاصر و هم مدسوسون في كل مؤسسات الدولة و لكنهم ينخرون كالسوس في عظام هذه المؤسسات لهدم كيان الدولة من خلال هذه المؤسسات و من هذه المؤسسات مؤسستا الأزهر و الكنيسة و لذلك نجد مؤسستي الأزهر و الكنيسة العريقتين لم يُكفِّرا الدواعش الإرهابيين كفراً صريحاً بسبب الضغوط من هؤلاء المدسوسين و هم فئة المنافقين , ـــــ أنا لا أقصد بهذا الكلام الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر و لا البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية في مصر ـــ ))
و النفاق هو إظهار الإنسان عكس ما يُبطن و هذا الفعل الرديء بممارسة صاحبه له فيستحل الكذب و المحرمات بالقول ثم  مع مرور الوقت يصبح عادة أصيلة و طبع متجَذِّرٌ في صاحبه حتىً يستحل الأفعال المحرمة بفعله , ثم بعد ذلك يصبح الكفر و الشرك إسلوب حياة للمنافق
[ والنفاق هُوَ الْكفْر أَن يكفر بِاللَّه ويعبد غَيره وَيظْهر الْإِسْلَام فِي الْعَلَانِيَة مثل الْمُنَافِقين الَّذين كَانُوا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ]
( المصدر : كتاب : أصول السُـنـَّـة للإمام أحمد بن حنبل ـــ باب : و القرآن كلام الله و ليس بمخلوق ـــ الجزء : 1 ـــ الصفحة : 55 )
(( تعقيب علىَ كلام أحمد بن حنبل ــــ و هذا الكلام صحيحاً إلىَ حدٍ ما , فلا يجب أن نأخذه ككلامٍ مُسَلَّمٌ به في المُطلق , لإن ـــ المنافقين ـــ  الذين كانوا علىَ عهد رسول الله صلىَ الله عليه و سلم فعلاً يستحقون لقب ـــ كفار ـــ عن جَدَارة و ذلك لِعظم ذنبهم فإنهم كانوا يُنافقون مَن مِن الناس ؟! و الجواب هو , كانوا يُنافقون الرسول صلىَ الله عليه و سلم و يُناوئونه و يؤذونه هو المسلمين الذين آمنوا معه و كان ـــ المنافقون ـــ بزعامة عبد الله بن أبيِّ بن سلول كانوا يستعلون علىَ فقراء المسلمين و مساكينهم و يستكبرون علىَ ضعفاء المسلمين و المحتاجين منهم ثم إنهم طعنوا في عِرض و شرف أم عبد الله , السيدة عائشة بنت الصدٍّيق أبي بكر , أم المؤمنين , زوجة سيدنا رسول الله صلىَ الله عليه و سلم و جرحوا كرامتها و عفتها و كبريائها بالباطل عندما خاضوا في ـــ حديث الإفك ـــ ثم أنزل الله تعالىَ برائتها في سورة ـــ النور ـــ من فوق سبع سماوات ـــ فالمنافقون ـــ بالجملة تكلموا عن البيت النبوي الشريف و آذوا الله تعالىَ و رسوله صلىَ الله عليه و سلم و لذلك هم يستحقون لقب ـــ الكفار ـــ بكل أريحيَّة , و لكن في عصرنا هذا المعاصر فإن المسلمين علىَ وجه الخصوص من أكذب أهل الأرض و أكثرهم ـــ منافقون ـــ فهل سنقول في هذه الحالة أن المسلمين في كل بقاع الأرض كفار ؟! و الجواب هو , لا لن نستطيع قول ذلك لأنه هذا القول يكون خارج عن نطاق العقل و المنطق و المعقول كما يكون هذا القول في حد ذاته بدعة خارجٌ عن نطاق المنقول , و أيضاً هنا السؤال بصيغة أخرىَ , لماذا المسلمون كاذبون جداً و ـــ منافقون ـــ و لا يُعتبرون كفاراً ؟! لإن في عصرنا المعاصر عام 2018 م انقلبت و تغيَّرت موازين الدنيا من فساد البشر الذي طغا في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس و كثير من الناس ضعفاء فيضطرون للكذب و ـــ النفاق ـــ , و هناك كثير من الناس يخشون من قطع أرزاقهم فيضطرون للكذب و ـــ النفاق ـــ من أجل الحفاظ علىَ أرزاقهم , و هناك كثيرٌ من الناس الفقراء و الضعفاء و المساكين يحتاجون لغيرهم من الأقوياء و ذوي الثروة و النفوذ ليُكملوا مسيرة حياتهم و في نفس الوقت يخافُ الضعفاء و الفقراء و المساكين من أذىَ أصحاب القوة و الثروة و النفوذ الذين يستطيعون بإمكانياتهم أن يهربوا من تحت طائلة القانون بل و يستطيعون خرق و اختراق القوانين , فهنا يضطر الضعفاء و المساكين و أصحاب الحاجات للكذب و ـــ النفاق ـــ من أجل البقاء , بل و نبعد لأكثر من هذا فنقول هناك مَن ينافق و يكذب بلا داعي و لكنه مسلماً غير مكتمل الإيمان طالما كذبه و نفاقه لا يضر المجتمع و الناس فهذا النوع من الكذب و ـــ النفاق ـــ لا يعتبر بمنزلة الكفر  

و الأن سنورد لكم أيات النفاق التي تدل علىَ كفر المنافق إذا كان نفاقه يضر بالأمه و لكن إذا كان نفاقه لا يضر بالأمة فهو خطأ أو ذنب أو معصية أو إثم و لكنه في هذه الحالة ليس كفراً ليس كفراً
1 ـــ { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ }
[ آل عمران ـــ 167 ـــ ]
و هذه قد فسرناها بفضل الله تعالىَ و ـــ النفاق ـــ هنا مُضر بالأمة و هو في منزلة الكفر الصريح
2 ـــ { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }
[ الحشر ـــ 11 ـــ ]
و هنا النفاق بمنزلة الكفر لأنه يضر بالأمة من جهتين ـــ الجهة الأولىَ ـــ أن المنافقين يوالون أهل الكتاب أكثر من موالاتهم لأهل الإسلام و لو أنهم كذبوا علىَ أهل الكتاب لأن الأصل معهم بالنسبة للمنافقين هو علىَ الموالاة أكثر من موالاتهم للمسلمين  , و ـــ الجهة الثانية ـــ هىَ أن المنافقين يبطنون الكره و الغدر لأهل الإسلام و ذلك عين الكفر حتىَ لو لم يستطيعوا أن يضروهم و لكن إن سنحت الفرصة للمنافقين سيضروا المسلمين بلا شك
3 ـــ { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا }
[ النساء ـــ 61 ـــ ]
و ـــ النفاق ـــ هنا في هذه الآية القرآنية الكريمة هو بمنزلة الكفر لأنهم ييبالغون في الصد عن دعوة الرسول صلىَ الله عليه و سلم لهم فهم ليسوا متكاسلين و إنما هم كارهين للإسلام و لرسوله صلىَ الله عليه و سلم و لدعوته
4 ـــ { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }
[ النساء ـــ 88 ـــ ]
و هنا ـــ النفاق ـــ بمنزلة الكفر و الدليل ذاته في نفس الآية القرآنية الكريمة  { أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }
5 ـــ { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا  }
[ النساء ـــ 138 ـــ ]
و كذلك هنا ـــ النفاق ـــ بمنزلة الكفر لأنه بشارة بالعذاب الأليم في الدنيا للمنافقين و هذه الآية القرآنية الكريمة تدل علىَ دواعي غضب الله تعالىَ علىَ المنافقين و سخطه عليهم
6 ـــ { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا  }
[ النساء ـــ 140 ـــ ]
ـــ النفاق ـــ هنا بمنزلة الكفر و الدليل في الآية القرآنية الكريمة أن الكافر و المنافق في منزلة واحدة
7 ـــ { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا }
[ النساء ـــ 142 ـــ ]
ـــ النفاق ـــ هنا ليس بمنزلة الكفر لأنه نفاق يضر بصاحبه فقط و لا يضر بالأمة أو بمصالحها و إن كانت الآية نزلت في عبد الله بن أُبَيِّ بن سلول و أصحابه و قد اتسموا بالكفر وقت نزول الآية , و لكن في عصرنا هذا المعاصر إن كان ـــ النفاق ـــ له وجه من وجوه الكسل فليس بكفر
8 ـــ { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا  }
[ النساء ـــ 145 ـــ ]
و هنا نجد أن ـــ النفاق ـــ بمنزلة الكفر لأن { الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } و المقصود بجملة { وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا } هو أنهم ليس لهم شفيع و العياذ بالله تعالىَ , أعاذنا الله تعالىَ و إياكم من هذا المصير
9 ـــ { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }
[ التوبة ـــ 67 ـــ ]
و ـــ النفاق ـــ هنا بمنزلة الكفر و الدليل في الآية القرآنية الكريمة { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } و { الْفَاسِقُونَ } في هذا الموضع بمعنىَ ـــ الكافرون ـــ
10 ـــ { وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ }
[ التوبة ـــ 68 ـــ ]
و ـــ النفاق ـــ هنا بمنزلة الكفر لعدة أسباب , أولاً : وعد الله تعالىَ لهم بالنار { وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ }
ثانياً : جمع الله تعالىَ المنافقين و المنافقات مع الكافرين { الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ }
ثالثاُ ـــ لهم نار جهنم { وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ }
رابعاً : للمنافقين كما للكفار الخلود في النار { خَالِدِينَ فِيهَا }
خامساً : عذاب النار و الخلود فيها كافي لهم { هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ }
سادساً : أن الله تعالىَ قد لعنهم أي : أخرجهم و طردهم من رحمته { وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ }
سابعاً : و أثناء وجودهم في نار جهنم و خلودهم فيها و غضب الله عليهم و لعنته لهم , أيضاً يُعذبون عذاباً آخر في النار لا نعلمه نحن و لم تفصح لنا الآية القرآنية الكريمة ما هو ؟! ذلك العذاب المقيم أي : الدائم  ؟! , و ما هو نوعه ؟! و ما هىَ كيفيته ؟!{ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ }
11 ـــ { وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ }
[ العنكبوت ـــ 11 ـــ ]
و في هذه الآية القرآنية الكريمة ـــ النفاق ـــ بمنزلة الكفر , فقد اختص الله تعالىَ ذاته العلية بعلم المؤمن و مَن المنافق و نضع مقابل { آمَنُوا } نضع مقابلها { الْمُنَافِقِينَ } أي : الكافرين
12 ـــ { لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَ يُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا }
[ الأحزاب ـــ 24 ـــ ]
و هنا في هذه الآية القرآنية الكريمة نجد أن الله تعالىَ { يُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ } إذا كان ـــ نفاقهم ـــ يضر بالأمة و بالدين فهو بمنزلة الكفر , و { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } إذا كان ـــ نفاقهم ـــ لا يضر بالأمة و لا بالدين , و اختص نفسه بالرحمة و المغفرة { إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا } و تقريباً أن هذه هىَ الآية الوحيدة التي فيها ( النفاق ) ليس بمنزلة الكفر لإن الله تعالىَ لا يُسئل عمَّا يفعل و المخلوقات جميعها مسئولة منه يوم القيامة و مُحَاسَبَة منه علىَ أفعالها و لذلك عندما ذكر الله تعالىَ { يُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ } قال بعدها عز و جل { إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ  } و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم
13 ـــ { لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }
[ الأحزاب ـــ 73 ـــ ]
و في هذه الآية القرآنية الكريمة نجد أن ـــ النفاق ـــ بمنزلة الكفر و ذلك راجع لسببين و الدليل من الآية الكريمة نفسها ـــ الدليل الأول ـــ  { لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ } و قد توَعَّد الله تعالىَ طائفتيِّ المنافقين و المشركين و قد قدَّمَ الله تعالىَ { الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ } علىَ { الْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ } و ذلك لِعِظَم ذنب  { الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ } لأنهم يخدعون الأوطان و الأمم و يخرِّبون المجتمعات و يدمرون الحضارات بتواطئهم مثل التنظيمات الإرهابية و الجماعات الإرهابية المنظمة و الحركات الإرهابية العميلة و كل هذه الأصناف متأسلمين منافقين و هذا هو ( الشرك الخفي ) الذي يبطن الباطل و الكفر و الشرك و الإلحاد , و لكن ( الكفر الصريح ) فهو ظاهر و الحيطة منه جاهزة و الحذر موجود بقوة في الأوطان و النفوس و المجتمعات و الأمم , و ـــ الدليل الثاني ـــ  { وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } و في مقابل أن الله تعالىَ يُعَذب المنافقين و المشركين في مقابل ذلك يتوب الله تعالىَ علىَ المؤمنين و المؤمنات , و ذلك لأنه { وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } غفوراً رحيماً للذين آمنوا به سواء كانوا مسلمين أو نصارىَ أو يهود و في نفس الوقت يكون الله تعالىَ جباراً علىَ مَن كفروا به و مسخوا الإنسانية و البشرية و الأوطان و المجتمعات و دمروا الحضارات و باعوا الآخرة بالدنيا أو بمعنىَ أدق اشترىَ الدنيا علىَ حساب الآخرة ... و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم

14 ـــ { وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }
[ الفتح ـــ 6 ـــ ]
و كذلك في هذه الآية القرآنية الكريمة نجد أن ـــ النفاق ـــ بمنزلة الكفر و الأسباب الوجيهة لذلك التحليل و الإستنتاج في الآية الكريمة نفسها ـــ السبب الأول ـــ  { وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ } و هذا تأكيد أن الله تعالىَ سيعذب المنافقين و المشركين , و ـــ السبب الثاني ـــ { الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ } و هذا من الأسباب القوية جداً و الوجيهة جداً جداً ـــ أولاً ـــ لتكفير المنافقين , و ـــ ثانياً ـــ لتعذيب المنافقين , و ـــ ثالثاً ـــ إقترانهم و ذكرهم مع المشركين جنباً إلىَ جنب , ـــ رابعاً ـــ أنهم ظنوا بالله تعالىَ ظن السوء


و من صور الظن السوء بالله تعالىَ من جهة المنافقين و المشركين


ـــ 1 ـــ أنهم ظنوا أن الله تعالىَ غافل عنهم , ـــ 2 ـــ أنهم ظنوا أنهم يستطيعوا أن يكذبوا علىَ الله تعالىَ , ـــ 3 ـــ أنهم ظنوا أن دخول الجنة و الهرب من عذاب النار عشوائياً و اعتباطاً , ـــ 4 ـــ أنهم ظنوا أن الله تعالىَ كالمخلوقات !!! , ـــ 5 ـــ أنهم ظنوا أن الله تعالىَ لا يراهم و لا يسمع سرهم و نجواهم و أنه معهم أينما كانوا , ـــ 6 ـــ أنهم يئسوا من رحمة الله تعالىَ , ـــ 7 ـــ أنهم اغتروا بالله تعالىَ فلم يخشوه حق الخشية , ـــ 8 ـــ أنهم استكبروا علىَ التوبة و الإنابة و الندم و الرجوع لله تعالىَ , ـــ 9 ـــ أنهم لم يلجأوا لله تعالىَ و يدخلوا في حصنه الحصين بالإستغفار و لكنهم لجأوا إلىَ أشخاصاً مثلهم و اعتقدوا بتعاونهم معاً أنهم من الممكن أن يكونا أقوىَ من الله تعالىَ و هذا هو حال المنافقين و المشركين الذين لجأوا لبعضهم البعض و ذلك السر الذي نتحسسه و نجده في كل آية قرآنية كريمة مباركة نقرأها فنجد اقتران المنافقين و المشركين مع بعضهما البعض في الدنيا و لذلك جعلهم الله تعالىَ مقترنين مع بعضهما البعض في الآخرة و في منزلة واحدة في النار .... أعاذنا الله تعالىَ و إياكم من هذا المصير في الدنيا و الآخرة أللهم أمين , و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم
15 ـــ {  إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }
[ المنافقون ـــ 1 ـــ ]
و ـــ النفاق ـــ  هنا بمنزلة الكفر و الدليل في الآية القرآنية الكريمة نفسها للأسباب الأتية 1 ـــ { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ } مَن هو المقصود بأن { الْمُنَافِقُونَ } ذهبوا إليه ؟! هو الرسول النبيِّ سيدنا محمد صلىَ الله عليه و سلم , و هذه في حد ذاتها أكبر مُصيبة في الدين تواجه أي مسلم يكذب علىَ رسول الله صلىَ الله عليه و سلم [ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ »]
( المصدر : كتاب : سنن ابن ماجة ـــ باب : التغليظ في تعمد الكذب ـــ الجزء : 1 ـــ الصفحة : 13 )
(( قلتُ : هذا حديثاً صحيحاً بمجموع طرقه و شواهده , صحيح في سنن ابن ماجة , صحيح في سنن أبي داود , صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير , قال الشيخ الألباني حسن صحيح , صحيح في جامع الترمذي , قال الشيخ الألباني صحيح متواتر , صحيح في مشكاة المصابيح , صحيح في صحيح البخاري , رواه البخاري بزيادة ( عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم – قالَ :
" بَلِّغوا عني ولو آيةً ، وحَدِّثوا عن بني إسرائيلَ ولا حَرَج ، ومَن كَذَبَ عليَّ متَعَمِّداً ؛ فلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِن النارِ " ) صحيح في مُسند الإمام أحمد , صحيح في سنن النسائي , صحيح في صحيح الترغيب و الترهيب بلفظ (« من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار »))
و هؤلاء { الْمُنَافِقُونَ } هم أكبر درجة في الخروج من ربقة الإسلام و و صحيح الإيمان من مجرد شخص يكذب , ماذا قال { الْمُنَافِقُونَ } لرسول الله صلىَ الله عليه و سلم 2 ـــ { قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ } فهم يشهدون برسالته صلىَ الله عليه و سلم , ثم ماذا حَدَثَ بعد ذلك ؟! 3 ـــ { وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } و هنا إقرارٌ أكبر و أعظم من إقرار { الْمُنَافِقُونَ } له صلىَ الله عليه و سلم بالرسالة { قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ } 4 ـــ { وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } و هنا الصدمة الكهربائية الكبرىَ و الصاعقة لهؤلاء { الْمُنَافِقُونَ } و في ذيل الآية القرآنية الكريمة وصفين أو صفتين أساسيتين أقرهما الله عز و جل لهذه الفئة المارقة من الدين و الخارجة عن نطاق الإيمان ـــ الصفة الأولىَ ـــ أنهم { الْمُنَافِقِينَ } و ـــ الصفة الثانية ـــ { لَكَاذِبُونَ } و لذلك استحقوا صفة الكفر ... و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم

16 ـــ { هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ }
[ المنافقون ـــ 7 ـــ ]
لن نقول أكثر مِمَّا قلنا في شأن المنافقين في بحثنا هذا أن النفاق هنا بمنزلة الكفر من ثلاثة وجوه كلها تُعَدُّ من الكبائر بل كل وجه منهم يُعتبر كبيرة من الكبائر وحده و هم تحدِّيهم ( لقدرة الله سبحانه و تعالىَ ) ثم نفاقهم ( الرسول محمد صلىَ الله عليه و سلم ) ثم كُرههم ( للمسلمين المؤمنين رضوان الله تعالىَ عليهم , من صحابة رسول الله صلىَ الله عليه و سلم ) بالطبع كانت أحداث هذه القصة في زمن النبي محمد صلىَ الله عليه و سلم و كانت هذه الأحداث في ( المدينة ) أي : بعد الهجرة , و كان أبطال هذه القصة هم المنافقين بزعامة صاحبهم المنافق الأكبر عبد الله بن أُبَيِّ بن سَلُول , و الرسول صلىَ الله عليه و سلم و صحابته رضيَ الله عنهم و هم الفقراء و المساكين , و كانت هذه الأحداث في وقت ( غزوة بني المصطلق ) و إليكم سبب نزول هذه الآية بوجه خاص أو ( سورة المنافقون ) بوجه عام [أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، حدثنا سعيد بن مسعود ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي سعيد الأزدي ، عن زيد بن أرقم  قال : غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان معنا ناس من الأعراب وكنا نبتدر الماء ، وكان الأعراب يسبقونا ، فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض [ ويجعل حوله الحجارة ] ، ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه ، فأتى رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب ، فأبى أن يدعه الأعرابي [ فانتزع حجرا ففاض الماء ، فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه ، فأتى الأنصاري عبد الله بن أبي ، رأس المنافقين ، فأخبره - وكان من أصحابه - فغضب عبد الله بن أبي ثم قال : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله - يعني الأعراب - ثم قال لأصحابه : إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل . قال زيد بن أرقم : وأنا ردف عمي ، فسمعت عبد الله فأخبرت [ عمي ، فانطلق فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليه ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، [ فحلف وجحد واعتذر ، فصدقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ] وكذبني ، فجاء إلي عمي فقال : ما أردت [ إلا ] أن مقتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذبك المسلمون ، فوقع علي من الغم ما لم يقع على أحد قط ، فبينا أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاني فعرك أذني ، وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي بها الدنيا ، فلما أصبحنا قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة المنافقين : ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله ) حتى بلغ : ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) حتى بلغ : ( ليخرجن الأعز منها الأذل ( ]
( المصدر : كتاب : أسباب النزول ـــ تأليف : أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي )
ـــ نأتي إلىَ الثلاثة وجوه التي تُكَفِّر المنافقين في هذه الآية القرآنية الكريمة , ـــ الوجه الأول ـــ و هو ( تَحَدِّيهم لقدرة الله سبحانه و تعالىَ ) فهؤلاء { الْمُنَافِقِينَ } يعلمون أن الله سبحانه و تعالىَ هو خالق الكون و عالم بما في قلوب عباده و ضمائرهم و ربما يفضحهم , تماماً كما حَدَثَ في هذه القصة و مع ذلك يحاولون خداع الله سبحانه و تعالىَ و ـــ كأنهم يقولون : في أنفسهم لن يعرف الله ما في صدرونا و لن يُنبيء رسوله محمد صلىَ الله عليه و سلم بما نفعله في الخفاء من عداء له و كره له و للإسلام و للمسلمين !!! و ها نحن نخدع محمد ( صلىَ الله عليه و سلم ) و نكيد له و للمسلمين في السر ما استطعنا !!! ـــ هذا هو حال { الْمُنَافِقِينَ } مع الله عز و جل , و هذا السبب وحده طالما هم يُصرُّون عليه و يفعلونه باستمرار كافٍ لتكفيرهم ووضعهم في خانة الكفر و درجة الكفار , و ـــ الوجه الثاني ـــ { هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ } أرادوا لَيِّ ذراع رسول الله صلىَ الله عليه و سلم و لَيِّ ذراع أصحابه الفقراء و المساكين الذين يؤمنون به و يؤازرونه و يصدون معه أي اعتداء من الكفار و أعداء الدعوة الإسلامية في ذلك الوقت , بل و يحدث هذا الآن في عصرنا المعاصر من القوة المتغطرسة في العالم مثل أفاعيل المستعمرون مثل أمريكا و الكيان الصهيوني الغاصب المحتل لدولة فلسطين العربية و ما يحدث من الصهاينة و الماسون و اللوبي الصهيوني و من بريطانيا و إيران و تركيا و قبيلة قطر تجاه العرب و الأفارقة في القارة الإفريقية الغنية بموارها الطبيعية فوق الأرض كالماء و الزراعة و غيرهما و الكنوز المدفونة تحت الأرض من ذهب و بترول و يورانيوم و حديد و نحاس و غيرهم  يحاول هؤلاء المستعمرون المنافقون و الكفار الذين وضعوا أيديهم في أيد بعض أن يدمروا العالم و يكسروا نظامه بدون خجل و لا حياء فما يحدث الآن صورة طبق الأصل مِمَّا حَدَث بالأمس و ذكره الله تعالىَ في ( سورة المنافقين ) قهذه الدول الإستعمارية تستطيع مساعدة الدول و الشعوب الفقيرة و لكنهم لا يساعدونهم بل و يتعاملون مع الدول و الشعوب النامية الفقيرة علىَ أنهم , أي : ـــ المستعمرون ـــ أولياء نعمتهم و ليس الله سبحانه و تعالىَ !!! تماماً كما فعل المنافقون بزعامة عبد الله بن أُبَيِّ بن سَلُول مع الفقراء و المساكين الذين يحيطون برسول الله صلىَ الله عليه و سلم و الغرض من { لَا تُنْفِقُوا } هو { حَتَّى يَنْفَضُّوا } و هنا هم لم يُراعوا بُعْد النبوة و مقام الرسالة لسيدنا و مولانا محمد صلىَ الله عليه و سلم و إنما عاملوه كما لو كان رجلاً عادياً سيخدعونه و تناسوا تماماً البُعْد الإلهي في الموضوع و أن هذا الرجل و هو سيدنا محمد صلىَ الله عليه و سلم مُؤيَّد بالوحي و مُحَصَّن بالله سبحانه و تعالىَ و سوف يعرف ما يفكر فيه { الْمُنَافِقِينَ } فهم تجاهلوا هذا البُعْد تماماً  , و لو استمروا علىَ هذا المنوال فسوف يكتسبون صفة الكفر بسبب بقائهم علىَ معاندة الله تعالىَ من جهة و رسوله صلىَ الله عليه و سلم من جهة أخرىَ , ـــ الوجه الثالث ـــ ( كُرههم ( للمسلمين المؤمنين رضوان الله تعالىَ عليهم , من صحابة رسول الله صلىَ الله عليه و سلم ) و هنا بعدما أراد { الْمُنَافِقِينَ } استغلال العامل الإقتصادي في كسر شوكة النبي صلىَ الله عليه و سلم و المسلمين و الصحابة رضوان الله تعالىَ عليهم جميعاً  و هذا معناه أنهم يكرهون الرسول صلىَ الله عليه و سلم و دعوته و صحابته رضيَ الله عنهم و هذا معناه معاداة الله تعالىَ و محاولة طمس معالم الدين الإسلامي و تشويه صورة المسلمين و تحقير سُمْعَتِهمْ و التشهير بهم علىَ أنهم عدوانيون و ذلك لأن الرجل الأنصاري المنافق المضروب بالخشبة علىَ رأسه  , من الأعرابي هو من أصحاب زعيم { الْمُنَافِقِينَ } عبد الله بن أبَيِّ بن سَلُول كما وَرَدَ في الحديث السابق و كما سيأتي في الحديث اللاحق [ فَرَفَعَ الأَعْرَابِيُّ خَشَبَةً فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الأَنْصَارِيِّ فَشَجَّهُ ، فَأَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ رَأْسَ الْمُنَافِقِينَ فَأَخْبَرَهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَغَضِبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ، ثُمَّ قَالَ : { لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} ] و هذا الكره للمسلمين و لرسولهم في حد ذاته يُعتبر كُفر , بل و ذهب { الْمُنَافِقِينَ } إلىَ أبعد من النفاق , بل ذهبوا للكفر الصريح بأنهم تناسوا و تجاهلوا بإرادتهم بسبب حقدهم و بغضهم للإسلام و لرسوله و للمسلمين تناسوا و تجاهلوا حينما حاولوا التضييق علىَ أرزاق و طعام المساكين و الفقراء من الأعراب من أصحاب رسول الله صلىَ الله عليه و سلم و استغلال نفوذهم الإقتصادي , تناسوا أن الله تعالىَ هو المتحكم في الأرزاق { وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } و لذلك وصفهم الله سبحانه و تعالىَ بالجهل و الغباء و عدم الفهم {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ  } و لذلك استحقوا منزلة الكفر بكل أريحية .... و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم .
إليكم الحديث النبوي الشريف الذي وَرَدَ به سبب نزول ( سورة المنافقون )
[ حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَزْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ، قَالَ : غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مَعَنَا أُنَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ فَكُنَّا نَبْتَدِرُ الْمَاءَ ، وَكَانَ الأَعْرَابُ يَسْبِقُونَا إِلَيْهِ، فَسَبَقَ أَعْرَابِيٌّ أَصْحَابَهُ ، فَيَسْبِقُ الأَعْرَابِيُّ فَيَمْلَأُ الحَوْضَ وَيَجْعَلُ حَوْلَهُ حِجَارَةً وَيَجْعَلُ النِّطْعَ عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيءَ أَصْحَابُهُ . قَالَ : فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَعْرَابِيًّا فَأَرْخَى زِمَامَ نَاقَتِهِ لِتَشْرَبَ فَأَبَى أَنْ يَدَعَهُ فَانْتَزَعَ قِبَاضَ الْمَاءِ ، فَرَفَعَ الأَعْرَابِيُّ خَشَبَةً فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الأَنْصَارِيِّ فَشَجَّهُ ، فَأَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ رَأْسَ الْمُنَافِقِينَ فَأَخْبَرَهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَغَضِبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، ثُمَّ قَالَ : { لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا } ، يَعْنِي الأَعْرَابَ ، وَكَانُوا يَحْضُرُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الطَّعَامِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : إِذَا انْفَضُّوا مِنْ عِنْدِ مُحَمَّدٍ فَأْتُوا مُحَمَّدًا بِالطَّعَامِ ، فَلْيَأْكُلْ هُوَ وَمَنْ عِنْدَهُ ، ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ : { لَئِنْ رَجَعْتُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ } ، قَالَ زَيْدٌ : وَأَنَا رِدْفُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ ، فَأَخْبَرْتُ عَمِّي ، فَانْطَلَقَ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَفَ وَجَحَدَ ، قَالَ : فَصَدَّقَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَنِي ، قَالَ : فَجَاءَ عَمِّي إِلَيَّ ، فَقَالَ : مَا أَرَدْتَ إِلاَّ أَنْ مَقَتَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَكَ وَالمُسْلِمُونَ . قَالَ : فَوَقَعَ عَلَيَّ مِنَ الهَمِّ مَا لَمْ يَقَعْ عَلَى أَحَدٍ . قَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ قَدْ خَفَقْتُ بِرَأْسِي مِنَ الهَمِّ ، إِذْ أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجْهِي ، فَمَا كَانَ يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الخُلْدَ فِي الدُّنْيَا ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَحِقَنِي فَقَالَ : مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قُلْتُ : مَا قَالَ لِي شَيْئًا ، إِلاَّ أَنَّهُ عَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجْهِي . فَقَالَ : أَبْشِرْ ، ثُمَّ لَحِقَنِي عُمَرُ ، فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ قَوْلِي لأَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الْمُنَافِقِينَ . ]
( حديث حسن صحيح في سنن الترمذي )
( المصدر : كتاب : سنن الترمذي ـــ باب : و من سورة المنافقين ـــ الجزء : 5 ـــ الصفحة : 272 )
( قال الشيخ الألباني , صحيح الإسناد )
و إليكم بإذن الله تعالىَ تكملة ( مسألة عن النفاق ) في الفصل الرابع من الجزء الثالث , و بعدها نستأنف تحليل ( آيات القتال و الجهاد )   و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم

القاهرة \ يونيه \ ليلة الخميس 21 \ 6 \ 2018 م \ الساعة 19 و 2 ليلاً \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \

جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [3] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــإجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ
» ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [4] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــإجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ
» ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [3] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــإجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ
» ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [3] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــإجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ
» ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [4] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــإجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ــ

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى