جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الرد علىَ الدكتورة نوال السعداوي في مسألة الحج في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر 5 ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ــــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

اذهب الى الأسفل

الرد علىَ الدكتورة نوال السعداوي في مسألة الحج في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر  5 ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي   ــــــ    إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة Empty الرد علىَ الدكتورة نوال السعداوي في مسألة الحج في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر 5 ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ــــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي الجمعة فبراير 03, 2017 12:54 pm

الرد علىَ الدكتورة نوال السعداوي في مسألة الحج في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر  5 ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي   ــــــ    إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة Alterc30





الرد علىَ الدكتورة نوال السعداوي في مسألة الحج في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر  5 ـــــ
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
الرد علىَ الدكتورة نوال السعداوي في مسألة الحج في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر  5 ـــــ
رؤية تحليلية و دراسة تأصيلية بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \




رابعا ـــــــ [ الإعجاز العلمي الذي اكتشف فيما بعد في رحلة الحج و العمرة نجد سبق القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة له ]

[ الإعجاز العلمي في ماء زمزم ]


1 ـــــــ ( ماء زمزم صالح لكل شيء )

فقد ورد في السُـنة النبوية الشريفة [ عن جابر قال ـــــ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ماء زمزم لِمَا شرب له ] ( حديث صحيح في سنن أبي داود ) رواه أحمد و ابن ماجة

2 ـــــــ ( ماء زمزم يغسل الصدور ماديا و معنويا )

و قال عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال أنس بن مالك كان أبو ذر رضىَ الله عنه يُحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فرج سقفي و أنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتليء حكمة و إيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا افتح قال من هذا قال جبريل ] ( حديث صحيح في صحيح البخاري ـــــ كتاب : الحج ـــــ باب ـــــ ما جاء في زمزم )

3 ـــــــ ( ماء زمزم نبع من ضرب سيدنا جبريل عليه السلام الأرض بقدمه )

[ إن جبريل لمَّا ركض زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء رحم الله هاجر لو تركتها كانت عينا معينا ] ( حديث صحيح في صحيح وضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( عم ن ) عن أبي ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... ( و رواي الحديث الأعلى هو الصحابي الجليل ـــــ أبي بن كعب ـــــ )

4 ـــــــ ( ماء زمزم فيه شفاء من الأمراض )

[ حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر هو العقدي حدثنا همام عن أبي جمرة الضبعي قال كنت أجالس بن عباس بمكة فأخذتني الحُمَّىَ فقال أبردها عنك بماء زمزم فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الحُمَّىَ من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم شك همام ] ( حديث صحيح في صحيح البخاري ـــــ كتاب : بدء الخلق ـــــ باب : صفة النار و أنها مخلوقة )

5 ـــــــ ( ماء زمزم كالطعام فيه شبع للجائع )

[ إنها مباركة إنها طعام طعم ـــــ يعني زمزم ـــــ ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( حم م ) عن أبي ذر ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....

6 ـــــــ ( ماء زمزم لا يؤثر فيه الإنتقال من مكان إلى مكان فخواصه معجزة إلهيَّة لا تتغيَّر )

[ حدثنا أبو كريب حدثنا خلاد بن يزيد الجعفي حدثنا زهير بن معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضىَ الله عنها كانت تحمل من ماء زمزم و تخبر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يحمله ] ( قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ) حديث شريف مرفوع للنبي صلى الله عليه و سلم ( سنن الترمذي ـــــ كتاب : الحج عن رسول الله ـــــ باب : ما جاء في الحجر الأسود ) صححه الشيخ الألباني

7 ـــــــ ( ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض )

[ خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم و شفاء من السقم و شر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بقبة حضرموت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق و تمسي لا بلال بها ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( طب ) عن ابن عباس ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....

8 ـــــــ ( ماء زمزم سمَّاها الصحابة رضىَ الله عنهم و أرضاهم ـــــ شباعة ـــــ لأنها تشبع من يشرب منها )

( عن أبي الطفيل عن ابن عباس رضىَ الله عنهما قال سمعته يقول كنا نسميها شباعة يعني زمزم و كنا نجدها نعم العون على العيال ] ( حديث صحيح في صحيح الترغيب و الترهيب ) رواه الطبراني في الكبير و هو صحيح موقوف الإسناد ..... ( صحيح لغيره )


خامسا ـــــــ [ فضل الحجر الأسود و الركن و المقام ]


1 ــــــــ ( الحجر الأسود من الحرم المكي )

[ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الحجر الأسود من البيت ] ( حديث صحيح في إرواء الغليل ـــــ متفق عليه )

2 ـــــــ ( الحجر الأسود من الجنة )

[ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الحجر الأسود من الجنة ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( حم ) عن أنس ( ن ) عن ابن عباس ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....

3 ــــــــ ( الحجر الأسود من حجارة الجنة )

[ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الحجر الأسود من حجارة الجنة ) ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( سمويه ) عن أنس ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....

4 ــــــــ ( الحجر الأسود كان شديد البياض و سودته ذنوب البشر )

[ كان الحجر الأسود أشد بياضا من الثلج حتى سوَّدته خطايا بني آدم ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( طب ) عن ابن عباس ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....

5 ــــــــ ( لولا نجاسات الجاهلية التي جاءت على الحجر الأسود لشُفييَ كل من لمَسَه )

[ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لولا ما مس الحجر من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفيَ و ما على الأرض شيء من الجنة غيره ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( هق ) عن ابن عمرو ...... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....

6 ـــــــ ( الحجر الأسود مثل أي مخلوق له عينان تبصران و لسان يتكلم )

[ ليأتين هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما و لسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( ه هب ) عن ابن عباس ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....

7 ـــــــ ( لمس ـــــ الركنين ـــــ الحجر الأسود و الركن اليماني يحط الخطايا )

[ حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا هسيم أخبرنا عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير إنه سمع أباه يقول لابن عمر مالي لا أراك تستلم هذين الركنين الحجر الأسود و الركن اليماني فقال بن عمر إن أفعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن مسحهما يحط الخطايا ] ( حديث حسن في صحيح ابن خزيمة )

8 ـــــــ ( إن الركن و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنة )

[ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الركن و المقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما و لو لم يطمس نورهما لأضائتا ما بين المشرق و المغرب ] ( حديث صحيح في صحيح وضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( حم ت حب ك ) عن ابن عمر ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....


سادسا ــــــــ [ من أقوال الفقهاء و العلماء ـــــ أهل العلم ـــــ في رحلة الحج و العمرة ]

{ و أتموا الحج و العمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي و لا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسُـك فإذا آمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لِمَن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام و اتقوا الله و اعلموا أن الله شديد العقاب } [ البقرة ـــــ 196 ـــــ ]

( 1 ) ـــــ القول في تأويل قوله تعالى { و أتموا الحج و العمرة لله } قال أبو جعفر إختلف أهل التأويل في ذلك فقال بعضهم : معنىَ ذلك و أتموا الحج بمناسكه و سُـننهِ و أتموا العمرة بحدودها و سُـننها ( المصدر : تفسير الطبري )
و هذا عندي هو أرجح الأقول و أسهلها على فهم القاريء و الله تعالى أعلىَ و أعلم
( 2 ) ـــــــ و قال السدي في قوله { و أتموا الحج و العمرة لله } أي أقيموا الحج و العمرة و قال علي بن طلحة عن ابن عباس في قوله { و أتموا الحج و العمرة لله } يقول من أحرَمَ بالحج أو بالعمرة فليس له أن يحل حتىَ يتمهما تمام الحج يوم النحر إذا رمَىَ جمرة العقبة و طاف بالبيت و بالصفا و المروة فقد حل .....
( المصدر : تفسير بن كثير )

( 3 ) ــــــــ يستدل بقوله تعالى { و أتموا الحج و العمرة } على أمور ..... أحدها : وجوب الحج و العمرة و فرضيتهما
الثاني : وجوب إتمامهما بأركانهما وواجبتهما التي قد دل عليها فعل النبي صلى الله عليه و سلم و قوله [ خذوا عني مناسككم ]
الثالث : أن فيه حِجَة لِمَن قال بوجوب العمرة
الرابع : أن الحج و العمرة يجب إتمامهما بالشروع فيهما و لو كانا نفلا
الخامس : الأمر بإتقانهما و إحسانهما و هذا قدر زائد على فعل ما يلزم لهما
السادس : و فيه الأمر بإخلاصهما لله تعالى
السابع : أنه لا يخرج المحرم بشيء من الأشياء حتىَ يكملهما إلا بما استثناه الله و هو الحصر فلهذا قال { فإن أحصرتم } أي منعتم من الوصول إلى البيت لتكميلهما بمرض أو ضلالة أو عدو و نحو ذلك من أنواع الحصر الذي هو المنع { فما استيسر من الهدي } أي فاذبحوا ما استيسر من الهدي و هو سبع بُدنة او سبع بقرة أو شاة يذبحها المُحْصَـر و يحلق و يحل من إحرامه بسبب الحصر كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه لمَّا صدَّهم المشركون عام الحُدَيبية فإن لم يجد الهدي فليَصُـم بدله عشرة أيام كما في المتمتع ثم يحل ..... ( المصدر : تفسير السعدي )

( 4 ) ـــــــ ( شرح الكلمات ) { و أتموا الحج و العمرة لله } فإتمامهما أن يحرم بهما من الميقات و أن يأتي بأركانهما وواجباتهما على الوجه المطلوب من الشارع و أن يخلص فيهما لله تعالى
( من هداية الآية ) 1 ـــــــ وجوب إتمام الحج و العمرة لِمَن شرع فيهما بالإحرام من الميقات و إن كان الحج تطوعا و العمرة غير واجبة
2 ـــــــ بيان حكم الإحصار و هو ذبح شاة من مكان الإحصار ثم التحلل بالحلق أو التقصير ثم القضاء من قابل إن تيَّسر ذلك للعبد لأن الرسول صلى الله عليه و سلم قضىَ هو و أصحابه العمرة التي صُدُّوا فيها عن المسجد الحرام عام الحُدَيبية
3 ـــــــ بيان فدية الأذىَ و هىَ أن من ارتكب محظورا من محظورات الإحرام بأن حلق أو لبس مخيطا أو غطىَ رأسه لعذر وجب عليه فدية و هىَ صيام أو إطعام أو ذبح شاة
4 ــــــــ بيان حكم التمتع مفصلا و هو أن من كان من غير سكان مكة و الحرم حولها إذا أحرم بعمرة في أشهر الحج و تحلل منها و بقيَ في مكة و حج من عامه أن عليه ذبح شاة فإن عجز صام ثلاثة أيام في مكة و سبعة في بلاده
5 ــــــــ الأمر بالتقوىَ و هىَ طاعة الله تعالىَ بامتثال أمره و اجتناب نهيه و تحذير ( من تركها لِمَا يترتب عليه من العذاب الشديد )
( المصدر : تفسير أيسر التفاسير )
( 5 ) ــــــــ { و أتموا الحج و العمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي و لا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسُـك فإذا آمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لِمَن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام و اتقوا الله و اعلموا أن الله شديد العقاب } [ البقرة ـــــ 196 ـــــ ] تعتبر هذه الآية الكريمة من أجمع الآيات التي وردت في القرآن الكريم مبينة ما يتعلق بأحكام الحج و آدابه و سنحاول ـــــ بعون الله ـــــ أن نبين ما اشتملت عليه من آداب سامية و توجيهات حكيمة بإسلوب إلى الإيجاز هو أقرب منه إلى الإسهاب و الإطناب قاصدين عدم التعرض لتفريعات الفقهاء و اختلافاتهم إلا بالقدر الذي يقتضيه المقام
و الحج في اللغة : القصد يقال حج فلان الشيء : إذا قصده مرة بعد أخرى
و في الشرع : القصد لزيارة بيت الله الحرام في وقت مخصوص بأفعال مخصوصة و بكيفية مخصوصة بينتها الشريعة الإسلامية
و العمرة في اللغة : الزيارة مأخوذة من العمارة التي هىَ ضد الخراب ثم أطلقت على الزيارة التي يُقصد بها عمارة المكان
و في الشرع : زيارة بيت الله الحرام للتقرب إليه و قد بيَّن النبي صلى الله عليه و سلم أركانها و شروطها و كيفيتها
و قد كانت شعيرة الحج و العمرة معروفتين عند العرب قبل الإسلام و لكن بأفعال و بكيفية فيها الكثير من الأباطيل و الأوهام و أمَرَ النبي صلى الله عليه و سلم المسلمين أن يسيروا في آدائها على الطريقة التي سار عليها فقال [ خذوا عني مناسككم ]
قال ابن كثير : (( و قد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم إعتمر أربع عُمَر كلها في ذي القعدة عمرة الحديبية في ذي القعدة سنة ست و عمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع و عمرة الجعرانة في ذي القعدة سنة ثمان و عمرته التي مع حجته أحرم بهما معا في ذي القعدة سنة عشر و ما اعتمر غير ذلك في هجرته ))
و قد اختلف العلماء في المقصود من الإتمام في قوله تعالى { و أتموا الحج و العمرة لله } فبعضهم يرىَ أن المراد بإتمامهما إقامتهما و إيجادهما و إنشاؤهما فيكون المعنىَ : أقيموا الحج و العمرة لله : أي أدوهما و أئتوا بهما فالأمر في { أتموا } منصب على الإنشاء و الآداء فهو كقوله تعالى { ثم أتموا الصيام إلى الليل } و أصحاب هذا الرأي يرون أن العمرة واجبة كالحج لأن الله تعالى أمَرَ بهما معا و لأن الرسول صلى الله عليه و سلم قال [ تابعوا بين الحج و العمرة ] و إلى هذا الرأي اتجه سعيد بن جبير و عطاء و سفيان الثوري و الشافعية و يرىَ كثير من الصحابة و التابعين و الفقهاء كالأحناف و المالكية أن المراد بإتمامهما الإتيان بهما تامين بمناسكهما المشروعة لوجه الله تعالى و أن على المسلم إذا شرع فيهما أو في أحدهما أن يتمه و يأتي به كاملا كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه في عمرة القضاء
فيكون المعنى : إئتوا بالحج و العمرة كاملي الأركان و الشروط و الآداب خالصين لوجه الله تعالى فالأمر على هذا الرأي منصب على الإتمام لا على أصل الآداء و أصحابه يرون أن العمرة ليست واجبة كالحج لعدم قيام الدليل على وجوبها و ليس في الآية ما يفيد الوجوب بل فيها ما يفيد وجوب الإتمام إن شرع فيهما أو في أحدهما و فرضية الحج إنما تثبت بقوله تعالى { و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } و أيضا فإن أركان العمرة و أفعالها تدخل في ثنايا أفعال الحج و أركانه و لذلك ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال [ دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ]
( المصدر : التفسير الوسيط لشيخ الأزهر الراحل الدكتور سيد طنطاوي )
(6) ــــــــ { و أتموا الحج و العمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي و لا تحلقوا رؤوسكم حتىَ يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذىً من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لِمَن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام و اتقوا الله و اعلموا أن الله شديد العقاب } [ البقرة ـــــ 196 ـــــ ]
قوله عز و جل { و أتموا الحج و العمرة لله } قرأ علقمة و ابراهيم النخعي { و أقيموا الحج و العمرة لله } و اختلفوا في إتمامهما فقال بعضهم هو أن يتمهما بحدودهما و مناسكهما و سننهما و هو قول ابن عباس و علقمة و ابراهيم النخعي و مجاهد و أركان الحج خمسة ـــــ الإحرام ..... و الوقوف بعرفة ..... و طواف الزيارة ..... و السعي بين الصفا و المروة ..... و حلق الرأس أو التقصير ..... ـــــ و للحج تحللان ..... الأول : تستبيح جميع محظورات الإحرام إلا النساء ..... و بعد الثاني : يستبيح الكل ..... و أركان العمرة أربعة ..... الإحرام ..... و الطواف بالبيت ..... و السعي بين الصفا و المروة ..... و الحلق ..... و قال سعيد بن جبير و طاووس تمام الحج و العمرة أن تحرم بهما منفردين مستأنفين من دويرة أهلك و سُئل علي بن أبي طالب عن قوله تعالى { و أتموا الحج و العمرة لله } قال أن تحرم بهما من دويرة أهلك و مثله عن ابن مسعود و قال قتادة تمام العمرة أن تعمل في غير أشهر الحج فإذا كانت في أشهر الحج ثم أقام حتى حج فهى متعة و عليه فيها الهدي إن وجده أو الصيام إن لم يجد الهدي و تمام الحج أن يُؤتىَ بمناسكه كلها حتىَ لا يلزم عامله دم بسبب قران و لا متعة و قال الضحاك إتمامهما أن تكون النفقة حلالا و ينتهي عمَّا نهىَ الله عنه و قال سفيان الثوري إتمامهما أن تخرج من أهلك لهما و لا تخرج لتجارة و لا لحاجة و قال عمر بن الخطاب الوفد كثير و الحاج قليل ــــــ و قيل ( الوفاد كثير و الحجاج قليل ) .....
( المصدر : تفسير البغوي )
(7) ــــــــ { و أتموا الحج و العمرة لله }
أي اجعلوهما تامين إذا تصديتم لأدائهما لوجه الله تعالى فلا دلالة في الآية على أكثر من وجوب الإتمام بعد الشروع فيهما و هو متفق عليه بين الحنفية و الشافعية رضيَ الله تعالى عنهم .....
( المصدر : تفسير الآلوسي )
( 8 ) ــــــــ { و أتموا الحج و العمرة لله }
أخرج بن أبي حاتم و أبو نعيم في الدلائل و ابن عبد البر في التمهيد عن يعلي بن أمية قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو بالجعرانة و عليه جبَّة و عليه أثر خلوق فقال كيف تأمرني يا رسول الله أن أصنع في عمرتي فأنزل الله { و أتموا الحج و العمرة لله } فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أين السائل عن العمرة فقال هذا أنا ذا قال اخلع الجبة و اغسل عنك أثر الخلوق ثم ما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك .....
( المصدر : تفسير الدر المنثور )
(9) ـــــــ أصل ( الحج ) القصد للزيارة
قال الشاعر : المخبل السعدي
و أشهد من عون حلولا كثيرة يحجون بيت الزبرقان المعصفرا
ملحوظة - و عند التحقيق كان اسمه ( المحمل السعدي ) ( المؤلف )
خص في تعارف الشرع بقصد بيت الله تعالى إقامة للنسك فقيل الحج و ( الحج ) فالحج مصدر و الحج إسم و يوم الحج الأكبر يوم النحر و يوم عرفة و رويَ ( العمرة الحج الأصغر ) هذا مروي عن ابن عباس و أخرجه عنه ابن أبي شيبة و ابن أبي حاتم قال ( العمرة الحجة الصغرى )
( المصدر : كتاب : مفردات ألفاظ القرآن ـــــ كتاب أو باب : الحاء )

ملحوظة للقاريء الكريم - ( هذا حديث ضعيف ) تابعته للتحقيق ( المؤلف )

( 10 ) ـــــــ { فمن حج البيت } أصل الحج في اللغة القصد
و قال محمد بن جرير : من أكثر الإختلاف إلى شيء فهو ( حاج )
و قيل للحاج حاج لأنه يأتي البيت من عرفة ثم يعود إليه للطواف يوم النحر ثم ينصرف عنه إلى منىَ ثم يعود إليه لطواف الصدر فبتكرار العودة إليه مرة بعد أخرى قيل له حاج
{ أو اعتمر } من العمرة و هىَ الزيارة
و قال المفضل بن سلمة : { أو اعتمر } أي حل بمكة بعد الطواف و السعي ففعل ما يفعل الحلال
و العمرة : لإقامة الموضع
و العمارة : إصلاحه و مرمَّـته
( المصدر : كتاب : الكشف و البيان : للثعلبي ـــــ باب : إن الصفا و المروة )
(11) ـــــــ و ذكر من المناسك ما يختص بالمكان و ذلك أن الحج له مكان و زمان و العمرة لها مكان فقط و العكوف و الركوع و السجود شرع فيه و لا يتقيد به و لا بمكان و لا بزمان لكن الصلاة تتقيد باستقباله فذكر ـــــ سبحانه ـــــ هذه الأنواع الخمسة من العكوف و الصلاة و الطواف و العمرة و الحج و الطواف يختص بالمكان ثم أتبع ذلك ما يتعلق بالبيت من الطواف بالجبلين و أنه لا جناح فيه جوابا لِمَا كان عليه الأنصار في الجاهلية من كراهة الطواف بهما لأجل إهلالهم لمناة و جوابا لقوم توقفوا عن الطواف بهما .....
( المصدر : الكتاب : مجموع فتاوىَ ابن تيميَّة ( التفسير ) ـــــ باب : سورة البقرة )
(12) ــــــــ { إن الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوَّف بهما و من تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم } [ البقرة ـــــ 158 ـــــ ]
يخبر تعالى أن الصفا و المروة و هما معروفان { من شعائر الله } أي أعلام دينه الظاهرة التي تعبد الله بها عباده و إذا كانا من شعائر الله فقد أمَرَ الله بتعظيم شعائره فقال { و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوىَ القلوب } فدل مجموع النصين على أنهما من شعائر الله و أن تعظيم شعائره من تقوىَ القلوب و التقوىَ واجبة على كل مكلف و ذلك يدل على أن السعي بهما فرض لازم للحج و العمرة كما عليه الجمهور و دلت عليه الأحاديث النبوية و فعله النبي صلى الله عليه و سلم و قال [ خذوا عني مناسككم ]
( المصدر : تفسير السعدي )
(13) ـــــــ و أيضا ما رويَ أنه لمَّا نزل قول الله تعالى { إن الصفا و المروة من شعائر الله } [ البقرة ـــــ 158 ـــــ ] قال الصحابة للنبي صلى الله عليه و سلم بم نبدأ ؟ قال ابدؤوا بما بدأ الله به .....
( المصدر : كتاب : الأحكام في أصول القرآن ـــــ باب : في الحرف و أصنافه )

ملحوظة للقاريء الكريم - هذا الحديث بهذه الصيغة حديث ضعيف ..... و لكن الصحيح هو [ نبدأ بما بدأ الله به ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) تخريج السيوطي ( حم3 ) عن جابر ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع .....


سابعا ــــــــ [ خاتمة البحث ]

كيف لمسلم يزعم الإجتهاد فيخالف القرآن الكريم و السُـنة النبوية الشريفة !!! فلابد أن اجتهاده هذا باطلا و من يقرأ هذه الدراسة التي كتبتها بعنوان ( الرد على الكتورة نوال السعداوي في مسألة ـــــ الحج ـــــ في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ..... رؤية تحليلية و دراسة تأصيلية ) ..... فسيعرف إن لم يكن يعرف ما هو الحج و العمرة و ما أهمية هذه الشعيرة الإسلامية الهامة فقد قال الله سبحانه و تعالى في شأن القرآن الكريم بصفة عامة { إن الذين كفروا بالذكر لمَّا جاءهم و إنه لكتاب عزيز ـــــ لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } [ فصلت ـــــ 41 ـــــ 42 ـــــ ] كما قال الله سبحانه و تعالى عن سيدنا و رسولنا و مولانا النبي محمد صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ الذي أنزل عليه القرآن الكريم و السُـنة النبوية الشريفة { و إنك لعلىَ خلق عظيم } [ القلم ـــــ 4 ـــــ ] و هذا هو ربنا سبحانه و تعالى الذي أمَرَنا كمسلمين للذهاب لرحلة الحج و العمرة و بهذا بلغنا رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم و علمنا مناسكنا أو كما تزعم الدكتورة نوال السعداوي ( أن الحج طقوس ) أقول لها نعم هذه ( طقوسنا ) كمسلمين من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر و لعل في هذا البحث ردا كافيا و جوابا شافيا في هذا الموضوع للرد على البدعة المكفرة التي طالعتنا بها الدكتورة نوال السعداوي و هى بدعة ( الحج المنزلي ) ؟! كيف ؟! لا ندري ؟! اللهم بلغت ..... اللهم فاشهد .....

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و نعوذ بالله تعالى من حال أهل النار ..... اللهم أمين

القاهرة - يناير - الأحد 27 - 1 - 2013 م - جمال الشرقاوي - كاتب و شاعر -

جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الرد علىَ الدكتورة نوال السعداوي في مسألة الحج في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــ ( 1) جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» الرد علىَ الدكتورة نوال السعداوي في مسألة الحج في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر 3 ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» الرد علىَ الدكتورة نوال السعداوي في مسألة الحج في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر 4 ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» الرد علىَ الدكتورة نوال السعداوي في مسألة الحج في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 2 ) جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» الإقتصاد المصري إلىَ أين في ظل حكم الإخوان المسلمين و السلفيين في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ؟!  ــــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى