مصر ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

مصر ـــــ
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
قصيدة - يا مصرنا الحبيبة -
من أشعار الشاعر - جمال الشرقاوي -





ما ذلكَ الزمانْ ؟!
في عَصْـريـَّـتِنـَـا العجيبة ْ ؟!
ما الذي يحدثُ ؟!
يا مصرنا الحبيبة ؟!
ضاعَ الأمانْ !!!
لا الثورة ُ في ـــــ يناير ِ ـــــ أنقذتنا !!!
و الثورة ُ في ـــــ يونيو ـــــ تحاولُ
أن تضـَـمِّدُ كلُ جراحَنـَـا العصيبة ْ
ربيعـُـنـَـا العربيِّ و الخريفِ سِيَـانْ
فالصباح ِ كالمساء ِ !!!
و الصيف ِ كالشتاءِ
في سنواتـِـنا المُريبة ْ
و الجواسيسُ في كلِّ المكانْ
مازالتْ شعوبـُـنا العربيـَّـة ُ
تدفعُ مِن دمائِهَـا أقسىَ ضريبة ْ
تخشىَ تقسيمَ الأرضَ و الجُدْرانْ
حُدُودُنا ِ مكشوفة ٌ كالحقيبة ْ
بحارُنا مفتوحة ُ الجُرح ِ
بلا يدٍ حانية ٍ طبيبة ْ
تقاومُ عصاباتُ الكيانْ
حياتـُـنا دمارْ
طعامـُـنا مَرَارْ
نحاربُ يأسُـنا بالحبِّ و الأشعارْ
ومازلنا يآ بلادُنا النجيبة ْ
نضحكُ في عُذوبةِ الناي و الكَمَانْ
مازلنا
يآ بلادي مُـهَـمَّـشينَ
تائهينَ
ضائعينَ
في هذه الآونة ِ الرهيبة ْ
بينَ أعدائِنا و الأمريكانْ
مازلنا نـُنـَـادي
يآ بلادي
صوتـُـنا في الريح ِ ضاعَ
كالأصداء ِ النحيبة ْ
بينَ السلفِ و الإخوانْ
هذا العصرُ الصهيونيُ
الماسونيُ
الأوروبيُ
الأمريكيُ
بكلِّ حيلة ٍ أريبة ْ
رغمَ ضعفه ِ الجبانْ
ينهشُ فينا
يقـتـُـلُ فينا
و نبتلعُ كالمياهِ كلِّ مُصيبة ْ !!!
و نطلقُ للغباءِ العَنانْ !!!
أينَ أنتِ يآ بلادي ؟!
بعصر ِ العولمة ِ الجديبة ْ ؟!
أمازلتي لبَـنِـيـَّـة َ الأسنانْ ؟!
الحضارة ُ الغربيَّة ُ أغرقتنا
طحنتنا
نثرتْ دمائَـنـَـا الخضيبة ْ
ألبَـسـَـتـَـنـَـا ثوبَ الذِلة ِ و الهوانْ
مزقتنا
مسختنا
نـَـكَـتـَتْ في قلبـِـنـا زبيبة ْ
حَـيَّـة ٌ تـُسَمِّمُ الريعَـانْ
صِـدامُ الحضاراتُ ينطحُنا
بقرونهِ الربيبة ْ
ليصرعَ الأوطانْ
تجفيفُ المنابعَ كالسيفِ للرقابْ
أفكارُنا تحترقُ كالشهابْ
بالحَلقة ِ المُـفـْرَغة ِ الرتيبة ْ
و لا يؤثرُ فينا الكشفَ و البرهانْ
الأملُ يغيبُ طويلاً بالسماءِ
و لا سَحَابْ
فلا نحن إلىَ عصريـَّتِـنا القريبة ْ
لنا هويَّة ٌ و لا لنا كيانْ
و لا نحن نتأبَّطـُ يآ بلادي
تاريخـَـنا الإنسانْ
فنحنُ يآ بلادي
في العصور ِ الغريبة ْ
نرْسُـوَا علىَ الشواطيءِ العطيبة ْ
لا تجدَ ثقافتِنا لسانْ
نساؤنا بالبراقع ِ
عيونـَهُنَّ مفقؤاتْ
وجُوهَهُنَّ شحيبة ْ
لا يفرِّقنَ بينَ الرَحْبِ و القضبانْ
بينَ الحبِّ و التوَهَانْ !!!
فمتىَ ؟!
يخرجنَ مِن كتبِ التـُرَاث ِ ؟!
مِن وَهَابيَّـة ٍ مَعِيبة ؟!
هارباتٌ مِن السِجن ِ و السَـجَّانْ
نساؤنا مازلنَ
في القرن ِ الحادي و العشرين ِ
يبحثنَ عن فاطمةِ و عن خديجة ْ
في صحْرائِنا القشيبة ْ
بينَ النفط ِ و الأحزانْ
مازلنَ
يبحثنَ عن عنترة ِ و الخنساء ِ
في غياب ِ الثقافة ِ الأديبة ْ
يُصَـدِّرْنَ البيانَ تلو البيانْ
مازلنَ
ينشرنَ بسَــودة ِ النِقابِ
عصورُنا المظلمة ُ الكئيبة ْ
المسكونة ُ بالأشباح ِ و الجُرذانْ


القاهرة - يوليو - الخميس 17 - 7 - 2014 م الساعة 30 و 6 صباحاً - جمال الشرقاوي - كاتب و شاعر -