جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر (2) جزء 2 ـــــ من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ] جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

اذهب الى الأسفل

قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر (2) جزء 2 ـــــ من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ] جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي  ـــــ  إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة Empty قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر (2) جزء 2 ـــــ من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ] جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي الإثنين أغسطس 08, 2016 12:13 pm

قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر (2) الجزء الثاني ـــــ
من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ]
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر (2) الجزء الثاني
من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ]
رؤية تحليلية و دراسة فقهية مقارنة
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \




تجلى خيريَّة هذه الأمة في أداء الأمانة و التقوى و مقاومة الشر بل و قتاله إذا اعتدىَ على المسلمين و حُرُماتهم بأيِّ صورة من الصور أي إذا تطلب الأمر ذلك و المقصود بالشر الذي يكون متمثلا في الشرك أو أي نوع من أنواع الشر و كذلك تنفيذ الوسطيَّة و الإعتدال التي تؤدي في النهاية على التوازن البيئ الموجود في الأرض قاطبة فلا هم أرهقوا الناس بالدعوة إلى دين الله تعالى و لا هم أعنتوهم للدخول في هذا الدين الجديد بالقوة أو بحد السيف كما يزعمُ الكفار و لا هم قالوا أننا الأوصياء على دين الله تعالى مثلما يفعل الإخوان المجرمين اليوم و السلفيين الوهابيين المتنطعين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و لا الجماعات الدينية المتطرفة فالصحابة رضى الله عنهم و أرضاهم و على رأسهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حافظوا على التوازن النفسي و العصبي عند الناس و تذكروا أثناء دعوتهم { لست عليهم بمصيطر } [ الغاشية ـ 22 ـ ] و تذكروا ايضا { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقىَ } [ طه ـ 2 ـ ] و تذكروا أيضا و هم القدماء { ليس عليك هداهم و لكن الله يهدي من يشاء و ما تنفقوا من خير فلأنفسكم و ما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله و ما تنفقوا من خير يوف إليكم و أنتم لا تظلمون } [ البقرة ـ 272 ـ ] و تذكروا أيضا أثناء دعوتهم في حياة النبي عليه الصلاة و السلام قوله سبحانه و تعالى { و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين } [ يوسف ـ 103 ـ ] و لذلك كان عصرهم هذا هو خير العصور و قرنهم هو خير القرون بل و هم خير الناس كما ورد في الحديث الشريف الصحيح [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون و يحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يُسألوها ]فكل هذه الدلائل و الإشارات و غيرها من صالح الأعمال التي تعَدّ داخلة في جوهر ( قضيَّة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) تؤدي إلى نتيجة واحدة { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون } [ آل عمران ـ 110 ـ ] و قد بلغ بهم الكمال الإنساني أنهم لا يتكلمون بأمر إلا إذا كانوا هم ينفذونه قبل أن يأمروا به غيرهم فعلموا أن اليهود إنما هم يهود لهم توراتهم و شريعتهم فإذا ما عرض الصحابة الكرام رضى الله عنهم و أرضاهم الإسلام فرفض اليهود هذه الدعوة إنصرف الدُعاة المسلمين الأول الذين كانوا هم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم كما علموا أن النصارى إنما هم نصارى لهم أحكام إنجيلهم و أحكام إنجيلهم التي تستمد قوتها و جذورها من شريعة موسى عليه الصلاة و السلام و سواء كان إنجيل النصارى مُحَرَّف أو غير مُحَرَّف و لكنهم إذا ما رفضوا أيضا دعوة الإسلام انصرف الدُعاة المسلمين عنهم في خفِيّ حُنِين و لقد علموا أن لأهل الشرك و الكفر سواء إن كان لهم عقائد سماوية أو أرضية حقا على الأقل من الناحية الإنسانية لأن الدخول فى الدين الإسلامي لا يأتي عنوة فمن أجاب دعوتهم للإسلام علموه الدين الإسلامي و أدخلوه فيه أي { لمن شاء منكم أن يستقيم } [ التكوير ـ 28 ـ ] و من رفض دعوتهم تركوه بالحسنى لأنهم دعوا إلىَ { إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلىَ ربه سبيلا } [ الإنسان ـ 29 ـ ] هؤلاء الذين علموا ما هو المقصود الحقيقي من ( الخيريَّة ) لهذه الأمة و علموا أيضا ما هو المقصود الحقيقي لقضية ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) لأن أمر ( الخيريَّة ) مرتبطا ارتباطا وثيقا بموضوع ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) و للتوضيح حتى يفهم القارىء ما الصلة بين المسألتين أن { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله و لو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون } [ آل عمران ـ 110 ـ ] هى نتيجة لمقدمة هامة جدا و هى { و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون } [ آل عمران ـ 104 ـ ] أي لأن هذه الأمة المحمدية أمَرَتْ بالمعروف و نهت عن المنكر في الأزمنة المختلفة و خاصة في أزهىَ عصورها و هى القرون الثلاثة الأولى و هى خير القرون و أخيَرَها قرن رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و على يد خير الناس و خاصة أهل بيت النبى صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا كبيرا بلا مبتدأ و لا منتهى و صحبه الكرام الأطهار الأبرار رضى الله تعالى عنهم جميعا و لذلك لما تناست أو تجاهلت الأمة الإسلامية مسألة ( الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ) في هذه الأيام سواء بعلم أو بجهل أو تكاسلا أو زورا و بهتانا أو جورا و ظلما صارت الأمة المحمدية في ذيل الأمم و تكالبت عليها كل الأمم و أنجس و أقذر و أكفر أهل الأرض اليهود و الصليبيين و الشيعة الخوارج الرافضة و غيرهم في بقاع الأرض و صار حالنا كما قيل في حق اليهود !!! { فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنىَ و يقولون سيُغفر لنا و إن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق و درسوا ما فيه و الدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون } [ الأعراف ـ 169 ـ } و مضمون الآية أن اليهود تمسكوا بحطام الدنيا الفاني و ارتكبوا الجرائم و المنكرات العظام و كذلك يصرون على ارتكاب الذنوب و المعاصي و يقولون إن الله تعالى سيغفر لهم ؟؟؟!!! و هم بالقطع واهمون و من هنا ذهبت عنهم ( الخيريَّة ) أيضا فقد فضلهم الله تبارك و تعالى في فترة من الزمن على العالمين { يا بني إسرائيل اذكروا نعمتيَ التى أنعمت عليكم و أنى فضلتكم على العالمين } [ البقرة ـ 47 ـ ] فلما بغوا وطغوا و تكبروا و أفسدوا في الأرض قال فيهم المولى عز و جل { و قالت اليهود و النصارى نحن أبناء الله و أحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر مِمَّن خلق يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء و لله ملك السماوات و الأرض و ما بينهما و إليه المصير } [ المائدة ـ 18 ـ ] أؤكد فحالنا نحن المسلمون وصلت لهذه الدرجة التي وصل لها اليهود و النصارى قديما و صاروا يستوجبون غضب الله تعالى بانتشار الذنوب و المعاصي صغيرها و كبيرها و مع ذلك نقول نحن خير أمة و نتمسك بأن الله تعالى سيغفر لنا رغم النتيجة الرهيبة التي تنبىء بخسارة فادحة للمسلمين و هى نفس التيجة التي نبَّىءَ الله تعالى بها اليهود و النصارى و هى { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيَّا } [ مريم ـ 59 ـ ] أعود بالقارىء الكريم من حيث بدأت و أقول أن قضية ( الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ) لا تقاس بمجموع الكلمات و لا بالفصاحة اللغوية و لا بالرطانة ليعلم السامع أن الذي يتكلم آمرا بمعروف و ناهيا عن منكر هو عالم كبير و فقيه عظيم و لا بالإغتراف من بحور البلاغة المسجوعة سجع الكهان للتأثير على الناس بل و أذهب أكثر من ذلك فأقول و ليست قدوة أي أن الناس ستقتدي بمن يتكلم طالما هو ملتزم إذ لأصبح كل ناعق و عميل و خائن و طامح للشهرة و عاشق للمال طامع فيه يطلق اللحية و يلبس الجلباب القصير و يمسك المسبحة و يستعمل عود السواك ( الأراك ) و أيضا لن يتبعه أحد و الدليل في عالمنا هذا المعاصر نجد المشهورين أمثال الشيخ أبو إسحاق الحويني و الشيخ محمد حسان و الشيخ محمد حسين يعقوب و الشيخ ياسر برهامي و غيرهم من الوهابيين أهل اللحىَ و ليسوا أهل السُنة يتكلمون كثيرا و كان لهم تأثيرا سلبيا على الناس لأنهم متطرفون فكريا و أخير قد أفتضح أمرهم و أمر أخذهم أموال من الخارج و فتح قنوات فضائية و جعلوا للإتصال التيليفوني للقناة سعرا عاليا على المصري ( الجعان ) جنيه و نصف سعر المكالمة بالإضافة إلى أنها أصبحت قنوات إعلانات و في هذه اللحظة التي أكتب فيها المقال لما أعرض الناس عنها و عن هؤلاء الدُعاة المتطرفين فكريا بعد أن ظهر الإخوان المجرمين و السلفيين الوهابيين المتنطعين على حقيقتهم في الطمع في السلطة بدون إرادة الشعب تحوَّلت هذه القنوات الفضائية ( الدينية اعتباطا ) إلى قنوات إخبارية و تحليل إخباري و سياسي لمساعدة المنافقين و العملاء و قد أعرض الناس عنهم فليس الأمر أو الموضوع أيضا موضوع إلتزام سواء جوهري حقيقي أو شكلي مُخادع بقدر ما هو موضوع النظر إلى واقع الناس و احتياج الناس فهذا هو الفرق بين الدُعاة الأوائل و بين ( الدُعاة ) الدجالين اليوم أولئك البلطجية الذين يتكلمون في الدين بلا فقه و لا علم و لا يراعون التوازن النفسي للمخطىء و المذنب و لا يعرفون و لا يحسّون بدوافعه التي دفعت الشخص لفعل المنكر و لا مُراعاة حق العقائد و الملل الأخرى سماوية أو أرضية فدفعوا بالإسلام إلى الهاوية من حيث أنهم يعتقدون أنهم يرفعوا قدره و قد صدق الله تعال إذ قال { و ما قدروا الله حق قدره إن الله لقويّ عزيز } [ الحج ـ 74 ـ ] و أوردوا المسلمين المهالك من حيث أنهم يعتقدون أنهم يخرجون بهم من الظلمات إلى النور أو يخرجون بهم من موج البحر إلى بر الأمان و قد قال الله تعالى في شأن هؤلاء و أمثالهم { الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } [ الكهف ـ 104 ـ ] إن قضية ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) تنحصر في المنهيات و المحظورات التي لابد من الإبتعاد عنها و الواجبات التي لابد من عملها أو تنحصر دعوة أو قضية ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) في ( الحلال ) و ( الحرام ) و لكنهم لا يعرفون شيئا عن ( المشتبهات ) التي لا هى من الحلال إلا لو مالت إليه و لا هىَ من الحرام إلا لو مالت إليه و هذا بالضبط تماما ما يدفعهم لمسألة تنفيذ الشريعة الإسلامية على جهل و أول ما يريدون تنفيذه فيها هىَ ( الحدود ) و كأن الإسلام كل قضيته قطع الأيدي و الأرجل فقط و ليس هو دين الرحمة و العدل و المساواة و لا جاء الرسول صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى لتنفيذ الوسطية و هذه الفئات الوهابية السلفية المتنطعة المرتزقة و أبواقهم صبيانهم مرتزقة الفضائيات و جمهورهم الغافل الجاهل الغبيِّ و معهم الإخوان المجرمين التي خرج من معطفها المتطرف كل الجماعات التي أساءت للإسلام بإسم ( المنهج السلفي ) !!! و دمَّرت أهله أكثر من أعداء الأمَّة الإسلامية أنفسهم و هم بُغاة على الإسلام و أهله و ليسوا دُعَاة أبدا و هم ليسوا ( الجماعة الإسلامية ) أبدا و إنما ( الجماعة الإسلامية ) هى كل أهل الإسلام فالمسلمون كلهم جماعة واحدة و إنما هؤلاء ( جماعات متطرفة ) إنهم أهل ( الإسلام السياسي ) و ليسوا من أهل ( السياسة الإسلامية ) فهم فى حقيقتهم ( خوارج العصر ) لأنهم منشقين عن الأمة الإسلامية كلها و جماعها و يطلقون على أنفسهم ( جماعة الإخوان المسلمين ) !!! و هم في حقيقتهم ( الإخوان المجرمين ) أو ( الجماعة المحظورة ) و الآخرون أطلقوا على أنفسهم ( جماعة السلفيين ) !!! و هم في حقيقتهم ( الوهابيين السلفيين المرتزقة المتنطعين ) و مثلهم ( جماعة الجهاد ) و ( جماعة أهل السنة ) و ( جماعة الصوفية ) و ( جماعة الشيعة الروافض ) و كل جماعة منهم تنتهج لنفسها نهجا خاصا في الدعوة الإسلامية يعتمد على التشدد و التطرف و التنطع و الإرتزاق و التسول بإسم الدعوة الإسلامية و اعتمدوا على الأموال الخارجية و التمويل الأجنبي و التنظيمات السريَّة المسلحة التي تشق عصا الطاعة و الصف المسلم و كل جماعة لها جهة خارجية تموِّلها فتفتح هذه الجهة المُمَوَّلة قناة فضائية للجماعة التي ترعىَ مصالحها فقط فمثلا أغلب القنوات الدينية ( المتأسلمة ) مثل ( قناة الرحمة ) و ( قناة الحكمة ) و ( قناة الناس ) و غيرهم يأخذون التمويل السعودي و القطري و الخليجي و الذي يترشحون الآن في مصر للرئاسة من شيوخ هذه القنوات ( المتأسلمة ) إنما يترشحون بأموال خارجية من قطر و الكويت و السعودية و غيرهم و حتى الجماعة ( المحظورة ) ( جماعة الإخوان المجرمين ) فتمويلها خارجي أيضا و هو أشهر من الحديث عنه بل و هى جماعة أسسها ( جهاز المخابرات البريطانية ) !!! فهل هؤلاء هم الدُعَاة بإسم الإسلام ؟! و هل هؤلاء الشراذم هم ( جماعة المسلمين ) ؟! و الحقيقة أن هؤلاء هم دُعَاة الفتنة و ينطبق عليهم الحديث الشريف [ حدثنا علي بن محمد حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني بسر بن عبيد الله حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول ـ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يكون دُعَاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال فالزم جماعة المسلمين و إمامهم فإن لم يكن لهم جماعة و لا إمام فاعتزل تلك الفرق كلها و لو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت و أنت كذلك ] ( حديث صحيح في سنن ابن ماجة ) ... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ... و الدليل من الحديث الشريف الصحيح [ فإن لم يكن لهم جماعة و لا إمام ] و هذا ما ينطبق على أحوال العالم العربي و الإسلامي فهم ليس لهم جماعة و لا إمام و الذي يجب على المسلمين فعله هو كما في الحديث الشريف [ فاعتزل تلك الفرق كلها و لو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت و أنت على ذلك ] و المقصود من حديث سيدنا و مولانا و حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس اعتزال الحياه كليَّا و يصبح المسلمون سلبيون تماما ليس لهم شأن بالحياة و ما يحدث فيها و إنما فقط يتجنبون الفتنة و اعتزالها فقط و عدم الإنغماس فيها و الإنصياع لزعماء الفتنة مع مزاولة الحياة الطبيعية تماما و هذا هو جوهر الدين و مضمون الوسطية المطلوبة و ليس ما نشاهده بين المسلمين من ظهور التطرف الفكري في سلوكياتهم نتيجة انصياعهم بغباء منقطع النظير لشيوخ الفتنة في القنوات الدينية المتأسلمة ( الإسلام السياسي ) فأصبحوا متطرفين إمَّا معتزلين الدنيا بحنون يبحثون عن يوتيوبيا ( مدينة فاضلة ) و بالتالي يرفضون المجتمع و ما يحدث فيه و ربما يكفرون أهله تماما و إن لم يقولوها و لكنها تظهر في فلتات لسانهم و في تصرفاتهم و سلوكياتهم و إمَّا منغمسين في الدنيا بشكل جارح و قد باعوا الله تعالى في لحظة و فتنوا الناس في دينهم و علموهم أن الدين مظهر لا جوهر أى عبارة عن لحية و مسبحة و جلباب قصير و طاقية بيضاء و عود سواك ( أراك ) أي شكل بدون مضمون يفعلون كل شيء و لا يتحرجون من شيء أمَّا الوسطية فلا يعرفونها و لا يسمعون عنها و كأنها ليست هى جوهر الدين الإسلامي الذي يميزه عن باقي الملل و الديانات في العالم أجمع و لذلك فهم قد فهموا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم خطأ فهموه على إنه الإعتزال التام للحياة و هذا الفهم ناقص عن قلة العلم و نقص الخبرة و التجربة و هو تفكير سلبي لا ينتج إلا عن سلبيين لم يُخلقوا لعمارة الأرض و تعميرها بل و يتنافى مع جوهر القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة نهائيا

رابعا ـ [ مناقشة و دراسة حديث ... ـ خير الناس قرني ـ ... ]

[ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون و يحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يُسألوها ]



أولاً ـ [ المعنىَ الحرفي مشروحا لنص الحديث أو كلمات الحديث ]

ـــ [ خير الناس قرني ] و المقصود بها ..... [ خير الناس ] أي أحسن الناس [ قرني ] و القرن هو الفترة الزمنية التي تقدر بمائة ( 100 ) سنة .... و التقدير اللغوي للجملة هو [ خير الناس ] أنا أي ( الرسول صلى الله عليه و سلم ) و أصحابي و المسلمون الذين آمنوا بي و عاصروني و من ضمن الأفضلية السبق إلى الإسلام و الإيمان بالله تعالى و الإيمان برسول الله صلى الله عليه و سلم و [ قرني ] أي المائة ( 100 ) عام التي أنا فيها و المقصود بها القرن الأول الهجري و هو أفضل القرون على الإطلاق لوجود خير الناس و هو رسول الله صلى الله عليه و سلم و الصحابة رضى الله تعالى عنهم و أرضاهم .... مع ملاحظة إضافة [ خير الناس ] إلى [ قرني ] لها دلالة واضحة جدا على أن الزمان يتصف بصفة الصلاح بصلاح الناس الذين يعيشون في هذا الزمان كما يتصف الزمان بأنه زمان قهر و كبت و ظلم بخبث و حقد الناس الذين يعيشون فيه و الدليل أن في رواية البخاري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال [ خير القرون قرني ]

ــ [ ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] و المعنى المقصود بكلمة [ يلونهم ] أي الذين يأتون بعدهم أو في أعقابهم مباشرة أي المائة سنة التي بعدي و المقصود بمعناه القرن الثاني الهجري ثم المائة سنة الثالثة التي بعد القرن الثاني الهجري أي القرن الثالث الهجري و قد ذكر الإمام البخاري في صحيحه عند ذكره لهذا الحديث الصحيح فقال ( قال عمران بن حصين ــ راوي الحديث الأعلى ( الصحابي ) عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ــ فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا )

ــ [ ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون و يحبون السمن ] ثم يأتي من بعد أهل القرن الأول و الثاني و الثالث الهجري مسلمين يحبون الطعام و يحرصون على المتع و التوسع في الرفاهية و الراحة و هم الذين أسميهم في عصرنا المعاصر ( أهل البطون من الفقراء و الأغنياء ..... و أهل العروش و الكروش للأغنياء و أهل السلطة فقط ) و ما أكثر هؤلاء الآن مرضى بسبب الشراهة في الأطعمة و مرضى بسبب السمنة !!!! و هو إسلوب ذم في عصرنا و أهله و هذه نبوءة في الحديث الشريف الصحيح عن مجيء عصرنا بمسلميه المتخاذلين الضعفاء الذين يحبون الطعام و التسمن حبا جما و يعتبرون ( الكرش ..... عز !!!!! ) و صفاتنا هذه التي عناها رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي أورده الإمام البخاري و فيه [ ثم إن بعدكم قوما يشهدون و لا يستشهدون و يخونون و لا يؤتمنون و ينذرون و لا يفون و يظهر فيهم السمن ]

ــ [ يعطون الشهادة قبل أن يُسألوها ] و المعنى المقصود أنهم يسارعون لبيع شهاداتهم نظير المال أو بالطعام ـــ و الله إني لأشهد أن هذه صفات الناس في عصرنا ــ و هم الذين يزوِّرون و يزيِّفون أقوالهم من أجل المال و الطعام و أيضا يغيرون شهاداتهم مجاملة لكبير من الكبراء أو لصديق من الأصدقاء و الشهادة في الحديث تأتي بمعنى شمولي واسع تأتي قدح شديد و ذم رهيب و نقد جارح من رسول الله صلى الله عليه و سلم في شخصية من يتلاعب بالشهادة و من يُغيِّر شهادته يُغيِّر جلده و فكره و موقفه !!!! و الدليل هو حديث البخاري في صفات هؤلاء الناس و هم كثير في عصرنا [ ثم إن بعدكم قوما يشهدون و لا يستشهدون و يخونون و لا يؤتمنون و ينذرون و لا يفون يظهر فيهم السمن ] و المعنىَ المأخوذ من حديث البخاري هو [ ثم إن بعدكم ] أي ليس في زمان الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته رضىَ الله عنهم لا في قرنهم الأول الهجري و لا في القرنين الذان أتيا بعدهم و هما القرن الثاني الهجري و القرن الثالث الهجري و لكن الإشارة إلى العصور و القرون التي تأتي بعد القرون الثلاثة الأولىَ و بالطبع على رأس هذه القرون قرننا الواحد و العشرين بكل ما فيه من ظلم و قهر و أخذ حق الغير و حرمانه ..... و هنا السؤال ما صفات هذه القرون التي تأتي بعد الثلاثة قرون الهجرية الأولىَ و بمعنىَ أدق ما صفات أهلها الذين يعيشون فيها ؟! .... و الجواب هو من حديث البخاري نفسه [ قوما ] أي بشرا مكلفون ..... و صفاتهم [ يشهدون و لا يستشهدون ] و هذه الجملة تحتاج منا لتحليل ..... فمعنىَ [ يشهدون ] أي يقولون أو يقررون و من يشهد في أمر من الأمور فهو قد قال و أقر عن يقين بما رأىَ و ما سمع أليس كذلك فكيف إذن يقول الرسول صلى الله عليه و سلم [ يشهدون ] و في الكلمة التي بعدها مباشرة [ و لا يستشهدون ] و الإستشهاد هو الإتيان بدليل على قوله أو تقريره أو شهادته أليس كذلك .... إذن المعنىَ الذي نفهمه من قول رسولنا الحبيب صلى الله عليه و سلم [ يشهدون و لا يستشهدون ] أنهم يقولون كلاما بلا دليل أي كلاما مرسوما و خاطئا و مزورا و مزيفا دلالة الغش و ضياع الضمائر في الأقوال و الأفعال و تغيير المواقف و الأفكار و الجلد و الشخصية .... و انظر معي أخي الحبيب إلى تكملة حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم [ و يخونون و لا يؤتمون ] و الخائن هو من لا عهد له و تخيل معي أيها القارىء الكريم أن هذه الصفات متوفرة في عصرنا المعاصر جدا و على رأسها ( الخيانة ) فاقرؤا معي قول الحق سبحانه و تعالى في الخائن { و إمَّا تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين } [ الأنفال ـ 58 ـ ] !!!!! و هذه إشارة وردت في حق عصرنا أسوأ عصر في العصور التي مرت منذ بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم [ و لا يؤتمنون ] و الذي لا يؤتمن هو من تكن معه طيبا فيكن معك خبيثا و من تكن معه مسلما مؤمنا فيكن معك إبليسا شيطانا من إذا احتاج إليك وجدك و من إذا احتجت إليه لا تجده من تأخذ منه و تعطيه حقه و من يأخذ منك و لا يعطيك حقك من تأتمنه على بيتك و سرك و خاصة أمرك و هو يستخونك و يتلاعب بك و يخاف منك بلا سبب و لا يستأمنك على شيء عنده أبدا و هذا عين ما يظهر في عصرنا مثل ( صاحبي و صاحبك ع القهوة ) أو ( إشتري و م تبعش ) و ( التجارة شطارة ) و ( المعاملة انجليزي ) و كلها أمثلة من واقعنا المعاصر تدل على خوف كل شخص من الآخر و استخوان كل شخص للآخر و انعدام الثقة بين كل شخص و آخر !!!!! و الكل يعرف أن الخيانة و عدم الأمانة قد انتشرا و ظهر من وجودهما الغش و التزوير و التجسس و قد ضاع بسبب الخيانة و عدم الأمانة خلق كثير ما بين قتيل و مسجون و من جُن و أصابته لوثة عقلية و من انبهر بالغرب و بالكفار و هكذا .... [ و ينذرون و لا يفون ] أي يتوجهوا لله تعالى بالنذور أي بأنه إذا شفاهم و عافاهم من مرض مثلا فسوف يطعمون المساكين أو سيساعدون الفقراء و لمَّا تنكشف غمتهم و ينفرج كربهم إذا هم يتنصلون من نذرهم وعهدهم مع الله تعالى و يبخلون و لا يفون بما نذروه لله تعالى و هذا كتيرا في عصرنا المعاصر الشح و البخل و عدم الكرم مِمَّا أنتج عنه كثرة الفقراء و المساكين و المحرومين و الجياع و اللصوص و غيرهم !!!! و آخر صفة في صفات أهل زماننا في الحديث الذي أورده الإمام البخاري هى [ و يظهر فيهم السمن ] و قد جاءت هذه الجملة بعد قوله عليه الصلاة و السلام [ ثم إن بعدكم قوم يشهدون و لا يستشهدون و يخونون و لا يؤتمنون و ينذرون و لا يفون ] بعد كل هذه الصفات الذي عددها رسول الله صلى الله عليه و سلم تأتي جملة هى بمثابة العلامة الفارقة و الدليل الكبير على هذه الأقوام الذين يتصفون بهذه الصفات و هذه العلامة هى [ و يظهر فيهم السمن ] أي يحبون الطعام و الشراب جدا و يتوسعون في الأطايب و الملذات و الراحة حتى يسمنون و يربون ( كروشا و أردافا ) حتى ترى الرجل من ظهره فتحسبه امرأة من عظم سمن ردفه و مؤخرته و كذلك ترى المرأة متغنجة في مشيها و صوتها و يغلبها الكسل من ثقل جسدها و عظمه من كثرة الطعام و من ينظر في إعلامنا العربي الفاسد يري برامج الطهي لا حصر لها تبتكر أنواعا جديدة من الطعام تبعث على الإشمئزاز و تجري نحو الأمراض جريا فما كان حلو المذاق جعلوه مالحا و العكس صحيح و ما كان بسيطا من الطعام جعلوه مركبا و أضافوا إليه أصنافا أخرى حتى لا تعرف طعما لذيذا للطعام و المثال على ذلك .... فمن الطباخين في هذه القنوات من يشوي اللحم ثم يدهنه بالزبادي مثلا !!!!! و منهم من يخلط المكرونة بعد طهيها بالجبن الرومي و ( البيض النييء ) بدون طهي البيض أو تسخينه على النار !!!! و قس على ذلك التوسع في الطعام المسبب للسمن و حب الناس له بشراهة عجيبة رغم أنه مُجلب للمرض بشكل ٍ رهيب !!!!! هل ظهر هذا الجنون في عصر غير عصرنا ؟!

ثانيا ـ [دلالة الحديث في ضوء الواقع المعاصر و كيف تم إقحام هذا الحديث في موضوعات الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر من خلال الخطاب الديني الجديد و المعاصر ]

فحينما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون و يحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها ] كان يحدد من هم خير الناس و خير القرون حينما قال [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] و إلى هنا علمنا من هم خير الناس و خير القرون ..... ثم نأتي بعد ذلك إلى أشر الناس و أسوأ القرون [ ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون و يحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها ] و من هنا نفهم أن هذا الحديث لا يصح الإحتجاج به في موضوع هام و حيوي جدا مثل موضوع ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) لماذا ؟! لإن كل من يذكر هذا الحديث في المساجد يذكر هذه الجزئية التي سنوردها فقط [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] و لا أدري هل يسكت عن باقي الحديث جهلا أم عمدا فلو سكت جهلا فهو لا يصح أن يعتلي المنابر و هذه آفة عصرنا أن يصعد المنابر معارف و أصدقاء و أحباب المسئولين فقط و لا يحسبن أحدا أننا نقصد بالمسئولين كبار رجالات الدين في الدولة و إنما نقصد المسئولين عن المساجد التي يبنيها الجماعات الدينية على جميع أشكالها فعندما يبنون جامعا في منطقة يُعينون واحدا منهم إماما و خطيبا حتى لو لم يكن مؤهلا للإمامة أو الخطابة أو الفتوى و بدون أن يكون من أهل العلم الشرعي إنما يجعلونه طاغوتا في مسجد هم بنوه لأنه منهم فقط حتى يتم لهم السيطرة على الجماهير من خلال أتباعهم الجهال الذين هم عينوهم أئمة و خطباء في المسجد عن جهل لا عن علم و أرضعوهم لبان التعصب و التطرف الديني و بالتالي هؤلاء الأئمة و الخطباء أي الأتباع الجهال سيشيعون في الناس خطاب ديني خطأ و قديم و لا يتناسب مع العصر و يُفتون فتاوىَ لا تتناسب مع العصر و من هنا تنقسم المجتمعات المدنية المتحضرة و مثل هؤلاء أيضا أئمة و خطباء المساجد الأهلية التي يبنيها الأهالي و يدخل فيها جمع التبرعات يُعينون إماما و خطيبا بالمحسوبية فقط أي بالمعرفة و هو بين اثنين احلاهما أمرّ من العلقم إمَّا أن يكون جاهلا مثل الذي كان إماما فقرأ (سورة التين ) التي قال الله تعالى فيها { و التين و الزيتون } [ التين ـ 1 ـ ] فقرأها خطأ فقال ( و الطين و الزيتون ) و إمَّا أن يكون تلميذا نجيبا لأهل ( الخطاب الديني القديم ) الذي يعود بنا للوراء فيجعل من أهل العصر المعاصر بدائيين فبدلا من الذهاب لطبيب الأسنان لتنظيف الأسنان ينصح المسلمين باستعمال السواك !!! و يقدم النصح بوجه عام لِمَن يأكلون أن يلعقوا أصابعهم بعد انتهائهم من الطعام لأنه سُنة عن النبي صلى الله عليه و سلم !!!! و قس على ذلك بل و سمعت لأحدهم و هو الشيخ وحيد عبد السلام بالي الداعية السلفي المشهور في الفضائيات و كنت قد سمعته على شريط كاسيت يقول ( لا تصلى في جلباب مقلم ) أي به خطوط طويلة يُقال عنها ( قلم ) أو ( مقلمة ) !!!! و ما حال الفقراء و المساكين في عُرف هذا ( الخطاب الديني القديم ) لا ندري !!! و حال هؤلاء الدعاة الذين يظنون أنهم حُماة الدين و حراس العقيدة هو واقع أليم و شوكة في ظهر المسلمين المعتدلين و هؤلاء الذين ذكرناهم الذين يُدخلون هذا الحديث في حكاية ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) لأنهم يقولون للناس أن زمن الرسول صلى الله عليه و سلم هو ( خير القرون ) و يوهمون الناس أن الخلافة الإسلامية ستعود و أن عدم وجود خليفة للمسلمين هو سبب نكبتهم و أننا لابد أن نستمسك بالدين حتى نسود العالم و كلاما من هذا القبيل يخلق عند من يسمعه كرها للعالم و الدنيا و يظل ولائه للجماعات الدينية المتطرفة المسئولة عن بناء هذه المساجد التابعة لها لنشر التطرف الديني بإسم الدين الإسلامي و بإسم القرآن و السُنة و هذه الجماعات المتطرفة على اختلافها مسئولة عن تفريخ كوادر أو دعاة للفتنة و دعاة جاهلين يدعون إلى التطرف و التنطع الديني و يوهمون الناس أن هذا هو صحيح الدين الإسلامي و يتكلمون عن قاعدة ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) خطأ و لا يستطيعون تطبيقها على الناس و لا على واقعهم فقد أصبح الناس يعتقدون أن من ضمن ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) كره الواقع و كره الغرب و عدم تقبل غير المسلمين و هذا واضح في ( الخطاب الديني القديم ) و العنيف حينما يتكلمون فهم يقصدون المسلمين فقط و ما عداهم ليسوا بشر !!!! و قد تجلى هذا الأمر في ( الخطاب الديني القديم ) لمَّا أراد دعاته فرض الجزية على غير المسلمين في البلاد الإسلامية !!!! و أيضا لمَّا تكلموا عن إكذوبة و خدعة تنفيذ الشريعة الإسلامية و تطبيقها و تناسوا و تجاهلوا أن هناك غير مسلمين يعيشون بجانب المسلمين في الوطن الواحد و على الأرض الواحدة !!!! و أيضا تجاهلوا حقوق الأقليات لمَّا توهموا أنهم سيقيمون خلافة إسلامية و لم يشعروا بأن هناك أقليات دينية لا يسري عليهم حكم الشريعة و هذه الأقليات تعدادها بالملايين !!!! و لمَّا ثارت هذه الأقليات الدينية من اليهود و النصارى أرادوا أهل ( الخطاب الديني القديم ) أن يطمئنوهم و يضحكوا عليهم فقالوا لهم إن الأقليات الدينية عاشت في ظل الحكم الإسلامي أفضل من الآن !!!!!!!!! من الذي قال ؟! ( أهل الخطاب الديني القديم ) و لكنك لو سألت أي نصراني أو يهودي هل ستعيش في دولة تطبق الشريعة الإسلامية فقط سيرفض لأنه له الحق أن يعيش و هو ليس مسلما و أيضا لمَّا تكلموا عن ( قوامة الرجل على المرأة ) و أعطوا له حقه جدا و تناسوا ( قوامة المرأة على الرجل ) و بخسوا لها حقها جدا !!!!! ...... فهل من العدل أن نقول أن من دواعي ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) أننا نعود بظهورنا للوراء و لا نرى في واقعنا ما يستحق الحياة أو ما يستحق التصيفق له و نتغنى بالحديث من فوق المنابر لنجذب العامة و الجهلاء و الرعاع بإكذوبة العودة إلى زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم !!!!! و الغرض هو السيطرة على عقول المسلمين و إخضاعهم لفكر واحد و هو الفكر السلفي الوهابي المتنطع و يعتقدون أن الجنة لن تفتح إلا لهم و بهم و قس على ما ذكرتُ من إقحام حديث ( خير الناس قرني ) في مسألة ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) كثيرا من الأحاديث النبوية و كثيرا جدا من آيات القرآن الكريم حتى يتبعهم الناس من كل حدب و صوب ....... و حسبي أني قد قدمت هذه الدراسة البسيطة للقارىء المسلم ليبحث عن دينه الحقيقي في رُكام الموضوعات السلفية الوهابية المتنطعة التي تعتم على الدين الحقيقي فيحتار المسلم أي الطريق يسلك فيضيع أو يتوه ورائهم و يسلم عقله لهم
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


القاهرة \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \

مقال 2 من الجزء الثاني




قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر (2) جزء 2 ـــــ من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ] جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي  ـــــ  إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة Dsc01144

جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر (1) جزء 2 ـــــ من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ] جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» قضية الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر جزء [1] ـــــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) قضية الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر جزء [1] رؤية تحليلية و دراسة فقهية مقارنة بقلم البا
» حديث قبل الفجر و بعده ( الإحتياج ) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» قضية ـ الحب ـ في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» قضية التسول فى الاسلام فى ضوء الخطاب الدينى الجديد و المعاصر  ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة 

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى