جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر (1) جزء 2 ـــــ من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ] جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

اذهب الى الأسفل

قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر  (1) جزء 2 ـــــ من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ]  جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي  ـــــ  إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة Empty قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر (1) جزء 2 ـــــ من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ] جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي الإثنين أغسطس 08, 2016 12:03 pm

قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر  (1) جزء 2 ـــــ
من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ]
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر  (1) جزء 2
من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ]
رؤية تحليلية و دراسة فقهية مقارنة
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \


[ قال رسول الله صلىَ الله عليه و سلم : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون و يحبون السمن يُعطون الشهادة قبل أن يُسْألوها ]
( محمد رسول الله صلىَ الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ )
( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير )

إنَّ الحمد لله تعالى نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله تعالىَ من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه مَن يهده الله تعالى فهو المهتد و مَن يضلل فلن تجد له وليَّا مرشدا و أصلى و أسلم و أبارك على سيدنا و مولانا و نبيِّنا سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم تسليما كثيرا بلا مبتدأ و لا مُنتهىَ ... ثم أمَّا بعد
قال الله تعالى السميع البصير فى كتابه القرآن الكريم { يسأله من فى السماوات و الأرض كل يوم هو في شأن } [ الرحمن ـ 29 ـ ] و قد ورد في الحديث الشريف [ حدثنا محمد بن عوف حدثنا أبو تقي عبد الحميد بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن سالم حدثنا الزبيدي حدثنا الفضيل بن فضالة أن حبيب بن عبيد حدثهم أن المقدام حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أطيعوا أمرائكم مهما كان فإن أمروكم بشيء مِمَّا جئتكم به فإنهم يُؤجرون عليه و تؤجرون عليه ذلكم بأنكم إذا لقيتم ربكم قلتم ربنا لا ظلم فيقول لا ظلم فيقولون ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم و استخلفت علينا خلفاء فأطعناهم و أمَّرت علينا أمراء فأطعناهم فيقول صدقتم هو عليهم و أنتم منه بَراء ] ( حديث صحيح فى ظلال الجنة )

أولا ـ [ مقدمة ]

[ مدخل لفهم خلفيات البحث ]

و مِن هذه الآية الكريمة السابقة و هذا الحديث الشريف الصحيح السابق المذكور أبدأ فأقول بفضل الله تبارك و تعالى أن الله تعالى كل يوم هو فى شأن كما قال ربُنا سبحانه و تعالى عن نفسه و وصف ذاته العليَّة{ يسأله من فى السماوات و الأرض كل يوم هو فى شأن } [ الرحمن ـ 29 ـ ] و فى هذه الآية الكريمة يقرر ربنا سبحانه و تعالى أنه كل يوم هو فى شأن مخالف لليوم الذى قبله و مخالفا لليوم الذى بعده و المقصود أنه يغيِّر أحوال العباد و لكنه سبحانه و تعالىَ ثابت لا يتغيَّر ـ و الله تعالىَ أعلىَ و أعلم ـ أنا أؤمن بقول الله عز وجل هذا و لكن على مراد الله تبارك و تعالى و على مراد رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ و لكن أجتهد بفضل الله تعالىَ السميع البصير فأقول إن كان هذا هو الحال مع الله سبحانه و تعالى و هو التغيير المستمر في النظر الإلهي في شئون العباد و حتى لا يزعم جاهل أو كافر أو منافق جبان و يتقوَّل علينا غير الذى قلناه أو غير الذى نقصده نؤكد أنه تغيير مستمر و لكن لا نعلم كيفيَّته فهذا فى علم الله سبحانه و تعالى و هو تغيير علم لا عن جهل كما أخبر ربنا سبحانه و تعالى عن نفسه بأن العلم بدأ منه ثم ينتهي أخيرا إليه سبحانه و تعالىَ كما أشار الله تعالى إلى علمه الكبير في ألأية الشريفة الأتية { فبدأوا بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه فى دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء و فوق كل ذى علم عليم } [ يوسف ـ 76 ـ ] و الإشارة واضحة لقوة علم الله تعالى { و فوق كل ذي علم عليم } و عن إرادة لا عن ضعف كما أخبر سبحانه و تعالىَ عن نفسه فقال{ إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون } [ يس ـ 82 ـ ] و هذا التغيير يدل عليه قول الحق جل فى علاه { يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب } [ الرعد ـ 39 ـ ] أى و عنده كل شيء مكتوب و مثبوت منذ الأزل فى { أم الكتاب } أى ( اللوح المحفوظ ) الذى به مقادير الخلائق منذ مبدأ الخلق إلى أن تقوم الساعة أى التغيير الذى سيحدث فى حياة العباد كما ورد فى الحديث [ حدثنا جعفر بن مسافر الهذلى حدثنا يحيى بن حسان حدثنا الوليد بن رباح عن إبراهيم بن أبى عبلة عن أبى حفصة قال ـ قال عبادة بن الصامت لابنه يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان
حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال ربِّ و ماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة يا بني إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من مات على غير هذا فليس مني ] ( حديث صحيح فى سنن أبى داود ) ... و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث ... فما ذكر فى هذا الحديث بمعنى أدق هو عبارة عن توضيح صريح لكل التقلبات التى تمر بها الحياة الدنيا من النشأة إلى النهاية و هذا هو ( القضاء الذى لا يُرد الذى يعتمد على علم الإحاطة الإلهية بإمور كل شيء ) و ليس الجبر أي أن الله تعالىَ يعلم شئون العباد و ما سيحدث منهم إلىَ قيام الساعة و لكنه سبحانه و تعالىَ ترك الإختيار لهم و هذا ليس جبرا و إنما هو مشيئة إلهية و الإختيار من البشر لأنهم لا يعلمون عن أقدارهم شيئا و إنما هم يختارون بمحض إرادتهم فقال تعالىَ { ثم استوىَ إلىَ السماء و هىَ دخان فقال لها و للأرض إتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين } [ فصلت ـ 11 ـ ] و أيضا قال الحق جل في عُلاه عن اختيار البشر لأقدارهم { و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها و إن يستغيثوا يُغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب و ساءت مرتفقا } [ الكهف ـ 29 ـ ] و هذه شئون الله تعالى لا ندري عن كيفيتها شيئا و لكننا لو أخذنا بظاهر الآية الكريمة فإن لله تعالى شئوناً { يسأله من في السماوات و الأرض كل يوم هو في شأن } [ الرحمن ـ 29 ـ ].... أمَّا آية { يمحو الله ما يشاء و يُثبت و عنده أم الكتاب } [ الرعد ـ 39 ـ ] و قد ورد فى تفسير الطبرى فى تأويل هذه الآية الكريمة ما نصه ( قال أبو جعفر اختلف أهل التأويل فى تأويل ذلك ( فهو اختلاف فى زيادة المحو و الثبوت من أفعال الناس فمثلا من يقول لا يمحو الله تعالى موعد الموت و لا موعد الميلاد و لا يمحى السعادة و لا الشقاء و يقول آخر يُمحِي الأرزاق أو يثبتها و هكذا و لكنهم لا يختلفون على وقوع المحو و الثبوت من قبل الله تعالىَ في أعمال العباد ) فقال بعضهم يمحو الله ما يشاء من أمور عباده فيغيِّره إلا الشقاء و السعادة فإنهما لا يُغيَّران ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب قال حدثنا بحر بن عيسى عن ابن أبى ليلى عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فى قوله { يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب } قال يدبِّر الله أمر العباد فيمحو ما يشاء إلا الشقاء و السعادة و الحياة و الموت ) و قد اتفق المفسرون الفطاحل فى هذا الأمر تماما مثل ابن كثير و البغوي و الألوسي و أنا بدوري أستدل على هذا بحُجة قوية جدا و هو الحديث الشريف [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن لى خمسة أسماء أنا محمد و أنا أحمد و أنا الحاشر الذى يُحْشر الناس على قدمي و أنا الماحي الذى يمحو الله بى الكفر و أنا العاقب ] ( حديث صحيح فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ... تخريج السيوطى ( مالك ق ت ن ) عن جبير بن مطعم ... تحقيق الألبانى صحيح فى صحيح الجامع ... ووجه الدليل فى هذا الحديث من حق القاريء الكريم أن يفهمه و هو أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال [ و أنا الماحي الذى يمحو الله بى الكفر ] و هنا نسأل من الذى كتب على الكافر أن يكون كافرا ؟! و الجواب هو الله سبحانه و تعالى و أيضا لنا سؤال آخر و هو ... و من الذى أخرج الكافر من كفره إلى الإيمان و مَحَىَ كفره على يد الرسول صلى الله عليه و سلم ؟! و الجواب هو الله سبحانه و تعالى و نحاول شرح المعنى و تقريبه لذهن القاريء أكثر فإن الله تبارك و تعالى لم يُغيِّر في الأقدار ..... بمعنى أنه كان لا يعرف ثم عرف كما يقول الملاحدة و الكفار من اليهود و النصارى و الشيعة و هم كفاراً حقاً و لكن هذا هو تغيير العلم و الإرادة فلا يحتج علينا أحداً بأن الحديث الصحيح الذى فيه أن الله تعالى قال [ يا محمد فإنى إذا قضيت قضاء فإنه لا يُرَد ] يتناقض مع مسألة { كل يوم هو في شأن } [ الرحمن ـ 29 ـ ] و لا يتناقض مع { يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب } [ الرعد ـ 39 ـ ] و إليك أيها القاريء الكريم الحديث بتمامه [ حدثنا سليمان بن حرب و محمد بن عيسىَ قالا حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبى قلابة عن أبى أسماء عن ثوبان قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله زوَىَ لىَ الأرض فرأيت مشارقها و مغاربها و أن مُلك أمتي سيبلغ ما زوَىَ لي منها و أعطيت الكنزين الأحمر و الأبيض و إني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة و لا يُسلط عليهم عدواً من سوىَ أنفسهم فيستبيح بيضتهم و إن ربي قال لى يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يُرَدّ و لا أهلكهم بسنةٍ عامة و لا أسلط عليهم عدوا من سوىَ أنفسهم فيستبيح بيضتهم لو اجتمع عليهم من بين أقطارها أو قال بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً و حتى يكون بعضهم يَسبي بعضاً و إنمَا أخاف علىَ أمتِي الأئمة المُضلين و إذا وُضِعَ السيف فى أمتي لم يُرفع عنها إلىَ يوم القيامة و لا تقوم الساعة حتىَ تلحق قبائل من أمتي بالمشركين و حتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان و إنه سيكون فى أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبيِّ و أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي و لا تزال طائفة من أمتي على الحق قال بن عيسى ظاهرين ثم اتفقا لا يضرهم من خالفهم حتىَ يأتي أمر الله ] ( حديث صحيح فى سنن أبى داود ) ... و قال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث ... و هذا الحديث سنرجع إليه مرة أخرى ... فلا يأتيني جاحد و لا جاهل و لا حاقد و لا كافر و يقول أن هذا الحديث يتنافىَ مع ما ورد فى أحاديث أخرىَ تقول و تؤكد ( المحو و الإثبات ) ثم هو لا يقدم الدليل الفعلي علىَ صدق كلامه أو يزعمُ جاهلا أن ما نقول يتعارض مع آيات من القرآن الكريم تقول و تؤكد ( المحو و الإثبات ) ثم هو لا يقدم البرهان المُضيء علىَ صدق حديثهِ و يزعم أنَّ الله تعالىَ لا يعلم بالفعل إلا ساعة وقوعه فهذا من قبيل الخلط و التلبيس علىَ الناس في أمر دينهم الإسلامي الصحيح و عقيدتهم الصحيحة فهو من كلام الشياطين و أهل الكفر من اليهود و النصارىَ و الشيعة فهذا الحديث صحيح و لكنه لا يمِتُ لموضوع تغيير الأقدار بصلة و لكن له شأن آخر لإن كل أقضية الله تعالى لا ترد أي لا يصدها عن وقوعها إلا الله تبارك و تعالىَ إذا أراد أن يُمضِي شيئا أمضاه و إذا أراد وقف شيئاً أوقفه فهو الفعَّال لِمَا يُريد { خالدين فيها ما دامت السماوات و الأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد } [ هود ـ 107 ] و كذلك هو السيِّد المتصرف في سلطانه كما يريد { لا يُسأل عمّا يفعل و هم يُسألون} [ الأنبياء ـ 23 ـ ] لأنه فى سابق علمه القديم الأزلي علم أفعال الخلائق مسبقاً فكتبها علىَ علمه هو كما أمَرَ القلم أن يكتب مقادير كل شيء و لم يكتبها أي أفعال العباد ساعة وقوعها حاليَا مثلاً أو بَعد وقوعها إستمداد من علم أحدٍ آخر أو استناداً علىَ معلوماتٍ ستأتيهِ مثل البشر و إنمَا كان يعلمها مسبقا فكتبها كما هىَ و كما ستكون إلىَ قيام الساعة و الحديث الشريف يؤيد هذا المعنىَ حتىَ لا يترك الفرصة للكفار علىَ اختلاف طوائفهم و مِللهم و مذاهبهم و دياناتهم و عقائدهم يُشككون أهل الإيمان و الإسلام في دينهم و في ذات الله سبحانه و تعالىَ العليَة [ عن عمران بن حصين رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : أقبلوا البشرىَ يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يارسول الله قالوا جئناك نسألك عن هذا الأمر قال كان الله و لم يكن شيئ غيره و كان عرشه علىَ الماء و كتبَ في الذكر كلِّ شيء و خلق السماوات و الأرض ] ( حديث صحيح في صحيح البخاري ) فعلم الله سبحانه و تعالىَ لم يكن مِنْ أحدٍ و إنمَا عِلمه مِنْ ذاتهِ المقدسة أي علم الله تعالى مرده إلىَ الله تعالىَ فإنَّ الله تعالىَ يعلم أنَّ هذا الإنسان سيكون كافراً ثم يدخل في الإسلام ثم بعد ذلك يعود للكفر مرة أخرىَ فهو كتبه منذ الأزل في { أم الكتاب } أو ( اللوح المحفوظ ) كافراً بحسب فعل الإنسان و بحسب اختيار الإنسان و ليس بحسب اختيار الله تعالىَ له فالله تعالىَ قد كتبَ الخلاصة و هذا شأنٌ إلهىّ خالص ليس لنا بهِ قوة و لا إدراك و هذا هو القضاء الذي لا يُرَدّ أمَّا ما يحدث أمام البشر من تغييرات في مواقفهم و أفكارهم و تبديلات في أطوار حياتهم من حال إلىَ حال فهىَ التغيير و التبديل الذي نتكلم عنه و هو المحو و الإثبات و هو مُشاهد في حياتنا و نراه علىَ غيرنا من البشر و يراه غيرنا علينا في كل لحظة مِن التقلب في الضحك و البكاء و الغنىَ و الفقر و الصحة و المرض و مِن الشك و اليقين و مِن الكفر إلىَ الإيمان بشكل ملحوظ و دائم ... و هنا أستطيع أن أقول و كأن ( المحو و الإثبات لأعمال العباد ) له وجهان أو هو وجهان لعملة واحدة الوجه الأول و هو المذكور في الحديث الصحيح [ يا محمد إنى إذا قضيت قضاءً فإنه لا يُرَد ] و هذا هو القضاء الذي لا يُرَد أي الذى يتجلىَ بهِ سابق علم الله سبحانه و تعالىَ القديم الأزلي و هو علم الإحاطة كما قال الله عز و جل { و الله من ورائهم محيط } [ البروج ـ 20 ـ ] و الدليل المؤيد من نفس السورة الكريمة { بل هو قرآن مجيد } [ البروج ـ 21 ـ ] لأن القرآن الكريم بهِ كل أطوار العباد و تاريخهم و شئون حياتهم بالإشارة طبعا و أمَّا الدليل المؤكد لهذا هو مِن نفس السورة الكريمة أيضاً { فى لوح محفوظ } [ البروج ـ 22 ـ ] ذلك الكتاب الإلهى أو الديوان الإلهي الخاص الذى يشتمل علىَ كل شيء مثل من هو المؤمِن و مِن هو الكافر و من سيدخل الجنة و من سيدخل النار و أمَّا الوجه الآخر مِن مسألة ( محو و إثبات أعمال و آجال و أرزاق العباد و شقائهم و سعادتهم ) و هى المذكورة في الآية { يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب } [ الرعد ـ 39 ـ ] و هو لا يتنافىَ مع مسألة ( القضاء الذى لا يُرَد ) لأنه ( المحو و الإثبات ) يحدث في ظل و تحت مظلة ( القضاء الذي لا يُرَد ) لإن القضاء الذي لا يُرَد أعم و أشمل مِن المحو و الإثبات ) و الذي تكلم فيه العلماء في تفسيراتهم و قد قال العلامة أبو السعود في تفسيره لهذه الآية الكريمة كلاماً يقطر علما فقد قال ما نصه ( { يمحو الله ما يشاء } أي ينسخ ما يشاء نسخه مِن الأحكام لمَّا تقتضيه الحكمة بحَسَبِ الوقت { و يثبت } بدله ما فيهِ المصلحة أو يُبقيهِ علىَ حاله غير منسوخ أو يثبت ما شاء إثباته مطلقا أعم منهما و مِن الإنشاء ابتداءً أو يمحو مِن ديوان الحفظة الذين ديدنهم كتْبُ كل قول و عمل مَا لا يتعلق بهِ الجزاء و يثبت الباقي أو يمحو سيئات التائب و يُثبتُ مكانها الحسنة أو يمحو قرناً و يُثبت آخرين و يمحو الفاسدات مِن العالم الجُسْمَانِي و يُثبت الكائنات أو يمحو الأجل أو السعادة و الشقاوة و بهِ قال ابن مسعود و ابن عمر رضي الله عنهم و القائلون بهِ يتضرعون إلىَ الله أن يجعلهم سعداء و هذا رواه جابر عن النبيِّ عليهِ الصلاة و السلام و الأنسب تعميم كل مِن المحو و الإثبات ليشمل الكل و يدخل في ذلك موادّ الإنكار دخولا أوليَّا و قرىء بالتشديد { و عنده أم الكتاب } أي أصله و هو اللوح المحفوظ إذ مَا مِن شيء مِن الذاهب و الثابت إلا و مكتوب فيه كما هو ) هذا كلام فى غاية الروعة و الدليل علىَ ذلك مِن واقعنا المعاصر أن الإنسان يكون غنيَّا جدا أو فقيرا مُعْدَمَا ثم يُغنيه الله تعالىَ فيُصبح مِن أغنىَ الناس و العكس يجعل الغنىِّ فقيراً لا يجد قوت يومهِ و إنساناً آخر يكون في غاية المرض أو القوة فيشفيه الله تعالىَ أو العكس يُمرضه و يجعله عاجزاً عن أي شيء و هو مَا تؤيده الآية الكريمة { لله ملك السماوات و الأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا و يهب لمن يشاء الذكور ـ أو يزوجهم ذكرانا و إناثا و يجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير } [ الشورى ـ 49 ـ 50 ـ ] و التغيير في عملية ( محو و إثبات أعمال العباد ) يُسَمَّىَ أيضا ( النسخ ) و هو مِن التغيير و التبديل و الدليل هو الحديث الشريف [ أخبرنا زكريا بن يحي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا علي بن الحسين بن واقد قال حدثنى أبي قال أنبأنا يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس فى قوله { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها } و قال { و إذا بدلنا آية مكان آية و الله أعلم بما ينزل } الآية و قال { يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب } فأول ما نسخ مِن القرآن القبلة و قال { و المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء } و قال { و اللائى يئسن مِن المحيض مِن نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر } فنسخ مِن ذلك قال تعالى { و إن طلقتموهن مِن قبل أنْ تمسوهن فما لكم عليهن مِن عدة تعتدونها } ( حديث حسن صحيح فى سنن النسائى ) ... و قال الشيخ الألبانى حسن صحيح سند الحديث ... و مِن مثل هذا الحديث أحاديث نبوية كثيرة و آيات قرآنية كثيرة تتحدث عَن تبديل السيئات حسنات و عَن محو الذنوب و الخطايا و كل هذا مِمَّا يدل دلالة قاطعة علىَ عملية ( التغيير و التبديل أو المحو و الإثبات الإلهي لأعمال و آجال و أرزاق العباد و كذلك شقائهم و سعادتهم ) مَا في ذلك أي شك أبداً و إليك الدليل الجميل القاطع [ حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوزير بن صبيح حدثنا يونس بن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلىَ الله عليه و سلم : في قوله تعالى { كل يوم هو في شأن } قال مِن شأنه أن يغفر ذنبا و يفرج كربَاً و يرفع قوما و يخفض آخرين ] ( حديث حسن فى سنن ابن ماجة ) ... و قال الشيخ الألبانى حسن سند الحديث ... كما رواه البخارى موقوفا في تفسير سورة الرحمن ... و رواه ابن حبان في صحيحه من طريق الدرداء .... و قلت أنا أن هذا الحديث صحيح بشواهده مِن الرواة و الروايات و مِن السُنة النبوية الشريفة و مِن القرآن الكريم و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم ... و إلىَ هنا نكون قد انتهينا مِن المُقدمة التي أحب أن أوضح للقارىء فيها أن الأزمان تتغيَّر و الأمكنة تتغيَّر و العادات و التقاليد و الأعراف تأخذ أشكالا جديدة مع تقدمات العصور و تغيّرات الزمان و المكان فما كان يُعَدّ خيرا قديما قد يتغيَّر الآن و لا يُعَدّ خيرا و ما كان شرا و حراما محظورا في الأزمنة الخيِّرة قد يصبح في أزمنة أخرىَ مُباحا تدفعنا إليه الضرورة دفعا و من هنا فلا يصح أن نتكلم عَن صيرورة أو استمرار الخيريَّة القديمة إلىَ عصرنا هذا فكل شيء قد تغيَّر و الناس أيضا قد شملهم التطوّر و التغيّر فلم يعودوا هم خير الناس و لم يَعُد عصرنا خير القرون حتىَ ينافقنا مجموعة مِن الأراذل و يطلقون علىَ أنفسهم و علىَ جهلهم ( أهل السُنة ) أو ( الإخوان المسلمين ) أو ( السلفيين ) و يُدخلون في عقول بُسطاء المسلمين أنهم باستطاعتهم أن يرجعوا لعصر خير الناس و خير القرون و يرددون علىَ مسامعهم حديث [ خير الناس قرني ] و مِن هنا و مِن هذا المنطلق يضللون الناس المسلمين في أثناء ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) بأن العودة لذلك الزمان و التشبه التام بالصحابة رضىَ الله تعالىَ عنهم !!! و الرسول صلى الله عليه و سلم !!! و هذه الفكرة التي تعَدّ بمثابة مفتاح الدخول إلىَ جوهر الموضوع مباشرة فبدونها ربّما تاه القاريء في زحمة الآراء و الإستدلالات و هو معذور تماما و إنما هذه المقدمة مدخل و خلفية للقاريء الكريم و حسبي أنا أن أنال العنت و المشقة في البحث و الدرس و الاطلاع و مقارنة الأدلة لأنه مُهمتي الأولىَ و ليست مهمة القاريء الكريم .

ثانيا ـ [ الجمود الواضح مِن الوهابيين السلفيين فى معرفة و تنفيذ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فى المجتمعات الإسلامية ]

و بعد أن تكلمنا عن الأحوال الإلهية فى آية { يسأله من فى السموات و الأرض كل يوم هو فى شأن } [ الرحمن ـ 29 ـ ] و علمنا بالمشاهدة الواقعية في حياتنا مرونة الأقدار المنزلة مِن السماء مَا بين فترة و أخرىَ و اختلافها مِن حَال إلىَ حال و من مكان إلىَ مكان بحسب أحوال البلاد و العباد و ظروفهم و التبديل و التغيير الإلهي { كل يوم هو في شأن } لا يدل علىَ تغيّر الله تعالىَ و تقلبه فىَ الأحوال مثل العباد و إلا وقعنا فى الشرك و العياذ بالله تعالى { ما اتخذ الله من ولد و ما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق و لعلا بعضهم علىَ بعض سبحان الله عمَّا يصفون } [ المؤمنون ـ 91 ـ ] و إنما هذا التغيير و التبديل رحمة بالخلائق لتحسين ظروفهم فيأخذ الظالم الذى كتب له الله تعالىَ في { أم الكتاب } أو اللوح المحفوظ ) ظالما يأخذ ( جزاؤه و يأخذ المحسن ألذى كتب له الله تعالىَ في { أم الكتاب } أو ( اللوح المحفوظ ) مُحسنا يأخذ ثوابه و من شأن هذا التبديل و التغيير الإلهي أن يُحدث التوازن بين المخلوقات كلها كما هو مشاهد في مسألة ( التوازن البيئي ) في مجتمع الحيوان و عالمه الخاص فهىَ مرونة الأقدار يتبعها تنوع مقادير الخلائق و هنا السؤال ... فلطالما أن مقادير الخلائق بها هذا القدر العظيم مِن المرونة بعدد مخلوقات العالم فلماذا يتمسك الوهابييون السلفييون و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و أتباعهم الجهال بجمود الحياة و يُحنطون النص الديني مِن القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة بجنون منقطع النظير ؟! كما هو واضح في الحديث الذي سنذكره و قد ذكرناه في أول المقدمة و معناه واضح جدا لجمود هذه الفئة الوهابية السلفية في فهم الدين الإسلامى و محاولة تقييد عقول المسلمين في اتجاهات متطرفة
[ حدثنا محمد بن عوف حدثنا أبو تقيِّ عبد الحميد بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن سالم حدثنا الزبيدي حدثنا الفضيل بن فضالة أن حبيب بن عبيد حدثهم أن المقدام حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أطيعوا أمرائكم مهما كان فإن أمروكم بشيء مِمَّا جئتكم به فإنهم يؤجرون عليه و تؤجرون عليه ذلكم بأنكم إذا لقيتم ربكم قلتم ربنا لا ظلم فيقول لا ظلم فيقولون ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم و استخلفت علينا خلفاء فأطعناهم و أمَّرت علينا أمراء فأطعناهم فيقول صدقتم هو عليهم و أنتم منه براء ] ( حديث صحيح فى ظلال الجنة ) ... و هذا الحديث إن دَلَّ على شيئ فإنما يدل على تعنت هؤلاء الوهابيين السلفيين المتنطعين المرتزقة إذا ما صار لهم الأمر و تسلطوا على الناس فإنهم لن يسمعوا لهم بحجة أنهم ينفذون شرع الله تعالى و انظروا للحديث الشريف [ و أمَّرت علينا أمراء فأطعناهم ] أى فيما أرهقونا به من تكاليف و أعمال هذا ما سيقوله المسلمون الرعايا لله سبحانه و تعالى يوم القيامة إحتجاجا على مثل هؤلاء الوهابيين السلفيين المتنطعين المرتزقة و انظروا أيها الأخوة الكرام ماذا سيقول لهم المولى عز وجل [ فيقول صدقتم ] أى أن الله تعالى يعلم ما حدث بعلم الإحاطة الأزلى القديم عنده و الذى هو مكتوب فى ( اللوح المحفوظ ) أو { أم الكتاب } [ فيقول صدقتم ... هو عليهم و أنتم منه براء ] يا ألله فكل العنت و الإرهاق الذى أتعبوا به الناس و زعموا أنه لأجل الله تبارك و تعالى لم يرضْ عنه الله سبحانه و تعالى و جعل صبر الناس ـ المسلمون أهل السُنة ـ و ليس ( الشيعة الروافض ) على الأذى و احتمالهم أمراء جامدين الفكر قساة القلوب ضعفاء النفوس إستغلوا الدين لمصالحهم و شهواتهم و ملذاتهم الخاصة من أجل الدنيا على حساب الدين و البلاد و العباد بل و باستغلال الدين أسوأ استغلال و لذلك جعل الله تعالى كل ذلك فى ميزان حسنات المسلمين أهل السُنة ووبالٌ على المتشددين المتنطعين الوهابيين السلفيين المرتزقة و هم فى هذا العصر ظهروا على شاشات الفضائيات فارتاحوا للشهرة و الأضواء و أخذوا آلافات الدولارات عن الحلقة الواحدة و تكلموا فى الدين نيابة عَمَّن يدفع لهم من الجهات الخارجية المُمَوِّلة و فصَّلوا لهم الفتاوَىَ الخاصة و تركوا مهنة الدعوة إلى الله تعالى إنهم فقط يتشدقون بإسم السلف الصالح و يزجّون بهم زجَّا فى أحاديثهم الممجوجة الباردة حتىَ غضب عليهم الناس و فضحوا أحدوثتهم و استجاروا بالله تعالى منهم و من شرورهم و هؤلاء ينطبق عليهم الحديث الشريف [ حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر العقدى حدثنا محمد بن أبى حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ألا أخبركم بخيار أمرائكم و شرارهم خيارهم الذين تحبونهم و يحبونكم و تدعون لهم و يدعون لكم و شرار أمرائكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم و تلعنونهم و يلعنونكم ] ( حديث صحيح فى جامع الترمذى ) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبى حميد و محمد يضعف من قبل حفظه ... وقال الشيخ الألبانى صحيح سند الحديث ... و هو صحيح أيضا فى صحيح و ضعيف الجامع الصغير ... بالله تعالى أليس هذا ما يحدث اليوم بعد أن تحوَّل الناس عن الوهابيين السلفيين المتنطعين المرتزقة و صبيانهم مرتزقة الفضائيات ؟! و لم يبقْ لهم إلا مجموعة من الجُهَّال يتبعونهم !!!


ثالثا ـ [ مناقشة أهم أدلة المتنطعون بحُجة تنفيذ السُنة ]

[ تخدير المسلمين و السيطرة عليهم بحُجة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ]

فكل من تكلم من السلفيين الوهابيين المتنطعون المرتزقة و صبيانهم مرتزقة الفضائيات في ( قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) بغباء شديد و جهل عجيب و أميَّة غير مسبوقة نحتج عليهم بحديث غاية في الأهمية و هو نفس الحديث الذي يحتجون به في هذه القضية الشائكة ألا و هو [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون و يحبون السمن يُعْطون الشهادة قبل أن يُسْألوها ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ... تخريج السيوطى ( ت ك ) عن عمران بن حصين ... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ... و حتىَ أتباعهم الجهال من الجمهور الغبىِّ فكل من تكلم من هذه الفئات المذمومة و ببغاوات الكتب القديمة ( كتب التراث الإسلامي ) في موضوع ( قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) بدون علم و لا فحص و لا تمحيص و لا دراسة و لا تحليل و لا مقارنات عن عصر النبىِّ عليه أفضل الصلاة و أزكىَ السلام بلا مبتدأ و لا منتهىَ قالوا أو تحديدا ( زعموا ) أن هذا العصر النبويِّ هو خير القرون و خير العصور و خير الأزمنة و ( بس ) دون أن يكملوا كلامهم المبتور المبنىَ و المعنىَ و الحقيقة لأنهم أجهل من أن يتكلموا و أقل قيمة و مقاما من أن يكونوا فقهاءً و لا علماءً و أغبىَ من كل تخيّل ... بالفعل هذا العصر النبويِّ الجميل هو خير القرون و لكن للحديث بقيَّة و هم بين اثنين إمَّا أنهم ( جُهَّال ) و تصدروا المشهد الديني أولا حتىَ تمكنوا بسبب خداعهم للجمهور الغبيِّ ثم تصدورا المشهد الديني السياسي فجَنوا علىَ البلاد و العباد كما هو حادث الآن في مصر و غيرها من البلاد العربية و الإسلامية و إمَّا أنهم ( يكتمون العلم ) أي يعلمون و يكتمون العلم بخبث شديد حتىَ يركبون فوق أعناق الناس بعد تخديرهم دينيا لإن الدين هو فعلا أفيون يُخدِّر الشعوب فلو كانوا ( جُهَّالا ) فحالهم كما وصف ربُنا سبحانه و تعالىَ أهل الكفر الذين لا يعملون بما في كتابهم ( التوراة ) حتىَ كفروا بذلك و مقتهم ربهم سبحانه و تعالىَ فقال جل في عُلاه عنهم { مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله و الله لا يهدي القوم الظالمين } [ الجمعة ـ 5 ـ ] فهذا المثل الذي ضربه الله تعالىَ من ما يقرُب من ثلاثة آلاف عام في اليهود الذين كفروا و ارتدوا عن يهوديتهم يليق تماما علىَ هؤلاء السلفيين الوهابيين المتنطعين المرتزقة الذين يقرأون الكتب ( كتب التراث الإسلامي ) ثم هم كالبهائم لا يفهمون ما فيها و كذلك لجوء أهل الجهل الأغبياء من الناس و الجمهور الذي يشاهد هذه القنوات المدسوسة بإسم الدين حتىَ دخلت البلاد العربية و الإسلامية في فتنة و اتضحت التمويلات العربية العميلة و التمويلات الغربية الصهيونية ( و الله أعلم ) لهذه القنوات الوهابية السلفية المتنطعة التي تهدف إلى شرخ المجتمع العربي و المسلم و تستعمره استعمارا دينيا فهذا الجمهور الغبيِّ الذي جعل من هؤلاء المرتزقة علماءً و فقهاءً بغبائه و جهله و أخذ يستفتهم حتىَ أضاعوه و أضاعوا المجتمعات الإسلامية أي ضلوا و أضلوا و أدخلوا المسلمين في فتنة يتحيَّرُ فيها الحليم فهؤلاء الجُهَّال المرتزقة في القنوات الفضائية العميلة شيوخ الفتنة و أهل الإسلام السياسي ينطبق عليهم الحديث الشريف تماما [ حدثنا أبو كريب حدثنا عبد الله بن إدريس و عبدة و أبو معاوية و عبد الله بن نمير و محمد بن بشرح و حدثنا سويد بن سعيد حدثنا على بن مسهر و مالك بن أنس و حفص بن ميسرة و شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلىَ الله عليه و سلم قال : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس و لكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا لم يبق عالما إتخذ الناس رؤسا جُهَّالا فسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا ] ( حديث صحيح في سنن ابن ماجة ) ... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ... أمَّا لو كانوا ( يكتمون العلم ) فحالهم كما وصف ربُنا تبارك و تعالىَ فقال العليم ببواطن الأمور { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدىَ من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون } [ البقرة ـ 159 ] هذا أقل ما يستحقوه في هذا المقام ( اللعنة ) من الله تبارك و تعالىَ و من الخلائق أيضا !!! و أيضا قال الحق جل في عُلاه { إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب و يشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار و لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم } [ البقرة ـ 174 ـ ] أليس هذا حالهم لأنهم يتقاضون أموالا من خارج البلاد و قد صاروا هؤلاء المرتزقة آيادي طويلة لأصحاب الأموال أو أولياء نعمتهم الذين يغدقون عليهم الأموال و ينفقون علىَ قنواتهم الوهابية السلفية المتنطعة المرتزقة العميلة ؟! و الجواب ... نعم ... و هم يأكلون في بطونهم نارا في الدنيا و الآخرة و أول من سَيُلقون في مزابل التاريخ النتنة قريبا إن شاء الله تعالىَ إمَّا بأيدي الشعوب العربية و الإسلامية في لحظة صحوة أو سَيُلقون في مزابل التاريخ القذرة بأيدي أولياء نعمتهم إذا وصلوا لغايتهم في فرض سيطرتهم علىَ البلاد العربية و الإسلامية لإنهم بعدها لن يكون لهم دور فدور الخدم أو الكومبارس قد انتهى في هذا الوقت ـ و إن شاء الله تعالىَ لن يصلوا لشيء أبدا و سَيُبْطل الله أعمالهم جميعا ـ و إذا لم يصلوا أولياء نعمتهم إلىَ أغراضهم من فرض سيطرتهم على البلاد العربية و الإسلامية أيضا سيضربونهم بالنعال و لن يعطونهم أي أموالا أخرىَ و هذه مسألة وقت و ستظهر الحقائق كاملة و هؤلاء الشراذم ينطبق عليهم الحديث الشريف [ عن أبي هريرة رضى الله عنه قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من سُئِل عن علم علمه ثم كتمه ألجمَ يوم القيامة بلجام من نار ] ( حديث صحيح في مشكاة المصابيح ) ... رواه أحمد و أبو داود و الترمذي ... و لكن لنا تعليق علىَ كل من شرح الحديث الصحيح المذكور من حيث المتن و السند من أول ما بدأت الأمة الإسلامية في تدوين السُنة النبوية الشريفة و شرْحَهَا حتىَ الآن و كلما ذكروا الوهابيين السلفيين المتنطعين المرتزقة في القنوات الفضائية في عصرنا المعاصر يتمتمون و يُشيدون بعصر رسول الله صلىَ الله عليه و سلم بأنه خير القرون لأن في هذا العصر النبوي الفريد بُعِثَ النبىَّ صلى الله عليه و سلم و اتبعَه خير البشر و هم الصحابة رضى الله تعالى عنهم و أرضاهم الذين آزروه و أووه و نصروه و نشروا الدين الإسلامي في كل بقاع الأرض و هذا كله للآن كلاما صحيحا لا غبار عليه و لكنهم لم يعلموا أن هناك هداية معونة من الله تبارك و تعالى و هداية دلالة من رسول الله صلى الله عليه و سلم و هداية المعونة تتمثل في قوله تبارك و تعالى { الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولوا الألباب } [ الزمر ـ 18 ـ ] و امَّا هداية الدلالة فتتمثل في قوله سبحانه و تعالى { يا أيها الذين آمنوا ألا أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم } [ الصف ـ 10 ـ ] فقد كان وجود الرسول صلى الله عليه و سلم في هذا العصر المبارك و إرساله بالرسالة إلى العالمين بالرحمة المهداة مِمَّا جعل هذا العهد النبويِّ الكريم هو خير القرون بخير الناس بدليل قوله تعالى { و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون } [ الأنفال ـ 33 ـ ] هذه هى أصل الخيريَّة في ذلك الزمان البعيد إن وجود الرسول صلى الله عليه و سلم حيَّا يُعَدّ بركة عظمىَ لأهل زمانه و خاصة المؤمنين به ثم بعد ذلك تأتي أسباب مهمة أخرىَ في تدعيم و تثبيت جذور الخيريَّة في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و هى تتمثل في نشر الدين الإسلامي و التفريق بين المؤمنين و الكفار بالتحريم و التحليل و كيفيَّة الإتباع فمن امتثل لأمر الله تعالى فهو مؤمن و مسلم و من لم يمتثل فهو مشرك و كافر ففي هذه الصورة الواضحة الجلية يظهر إكتمال الدين الإسلامي و الدليل قوله تبارك و تعالى { حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهلَّ لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع إلا ما ذكيتم و ما ذبح على النصب و أن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم } [ المائدة ـ 3 ـ ] و كذلك من دعائم الخيرية أيضا ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) المتمثل في هذا العصر الجميل بعمل الثواب و الحسنات و الخير و البعد عن المعاصي و الذنوب و الشر فقط و الدليل قوله تعالى { يا بنيِّ أقم الصلاة و أمر بالمعروف و انهَ عن المنكر و اصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور } [ لقمان ـ 17 ـ ] فقضية ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) في ذلك الزمان تعتمد على تجميع الحسنات من أعمال الخير و محو السيئات بالبعد عن الشر و هو جزء صغير جدا من مسألة ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) باختصار فكل هذه العوامل و الأسباب التي ذكرتها منذ قليل و غيرها مِمَّا لم أذكره هو الذي جعل عصر الرسول صلى الله عليه و سلم هو خير القرون بخير نبيِّ و خير أصحاب لأنهم أصلحوا في الأرض و ما أفسدوا و تعاونوا على البر و التقوى و لم يتعاونوا على الإثم و العدوان { يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله و لا الشهر الحرام و لا الهدي و لا القلائد و لا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم و رضوانا و إذا حللتم فاصطادوا و لا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا و تعاونوا على البر و التقوىَ و لا تعاونوا على الإثم و العدوان و اتقوا الله إن الله شديد العقاب } [ المائدة ـ 2 ـ ] فمن أسباب الخيريَّة نصرة المظلوم كما ورد في الحديث [ حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء و لم يسمعه منه [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مَرَّ بناس من الأنصار و هم جلوس في الطريق فقال إن كنتم لابد فاعلين فردّوا السلام و أعينوا المظلوم و اهدوا السبيل ... و في الباب عن أبي هريرة و أبي شريح الخزاعي ... قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب ] ( حديث صحيح في جامع الترمذي ) ... قال الشيخ الألباني صحيح المتن ـ سند ـ الحديث ...



القاهرة \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \

مقال 1 من الجزء الثاني


قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر  (1) جزء 2 ـــــ من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ]  جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي  ـــــ  إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة Dsc01143

جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» قضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر (2) جزء 2 ـــــ من خلال مناقشة حديث [ خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ] جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» قضية الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر جزء [1] ـــــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) قضية الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر جزء [1] رؤية تحليلية و دراسة فقهية مقارنة بقلم البا
» حديث قبل الفجر و بعده ( الإحتياج ) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» قضية ـ الحب ـ في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» قضية التسول فى الاسلام فى ضوء الخطاب الدينى الجديد و المعاصر  ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة 

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى