جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولى ( 2 ) محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

اذهب الى الأسفل

وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولى  ( 2 ) محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر  ـــــ  جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي  ـــــ  إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة Empty وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولى ( 2 ) محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي الجمعة يوليو 08, 2016 5:42 am

وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولى ( 2 ) محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــ
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولى ( 2 ) محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
رؤية تحليلية و دراسة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \



دراسات منشورة .......... ( 2 )
2 ـــــــ ( رأى الفقهاء القائلون بعدم جواز البسملة )
قال الإمام مالك رضى الله عنه أن ( البسملة ) ليست آية من ( الفاتحة ) و لا شيء من سور القرآن الكريم و كذلك ما قاله الشيخ أبو الحسن الكرخي و هو من أتباع أبي حنيفة النعمان رضى الله عنه بعدم الجهر ( بالبسملة ) و في هذا دليل بأنها ليست من ( الفاتحة ) و ليست بآية من أوائل السور و استدلوا ( الحنفية ) بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له { تبارك الذي بيده المُلك } قال الترمذى حديث حسن ... فقالوا في هذا الحديث لو كانت ( البسملة ) آية من سورة ( الملك ) لكان عدد آيات السورة 31 آية و ليس كما ورد في الحديث [ ثلاثون آية ] و كذلك استدلوا بإجماع القراء و الفقهاء على أن
سورة ( الكوثر ) ثلاث آيات و لو كانت ( البسملة ) آية من السورة لكان عدد الآيات أربعة ( 4 ) لا ثلاث ( 3 ) و بمجموع هذه الأدلة تكون ( البسملة ) عند الأحناف أو الحنفية ( أتباع أبو حنيفة ) أنها آية من سورة النمل و آية من القرآن الكريم و ليست آية من سورة ( الفاتحة ) كما استدلوا من كتابة ( البسملة ) في المصحف دليلا على أنها من القرآن الكريم و ليس هذا دليلا على أنها آية من كل سورة في القرآن الكريم و لكنها عندهم قرآنا بتنزيلها إنما تكمن أهميتها و حضورها فقط للفصل بين سور القرآن الكريم و هذا هو رأي الإمام أبى حنيفة النعمان رضى الله عنه في هذا الشأن إذ أن رأي الإمام أبي حنيفة النعمان في هذه المسألة هو أن ( البسملة ) آية تامة كاملة من آيات القرآن الكريم أنزلت للفصل بين السور و هى ليست من ( الفاتحة ) ... كما استدل الإمام مالك والمالكية على أن ( البسملة ) ليست بآية من ( الفاتحة ) و لا من القرآن و إنما هى للتبرك فقط بحديث أنس بن مالك رضى الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال [ صليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر و عثمان فكانوا يستفتحون { بالحمد لله رب العالمين } ] و في رواية أخرى عن أنس بن مالك أيضا أنه قال [ قمت وراء أبي بكر و عمر و عثمان فكلهم كان لا يقرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } إذا افتتح الصلاة ] و لذلك استدل الإمام مالك و المالكية أن ( البسملة ) ليست آية من سورة ( الفاتحة ) و أيضا ليست آية من سور القرآن الكريم و إلا لسمعها الصحابة رضى الله عنهم من الرسول صلى الله عليه و سلم ... و الرد على مثل هذه الروايات هو ـ قال الشافعي إنما معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر و عثمان كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين معناه أنهم كانوا يبدأون بقراءة فاتحة الكتاب قبل السورة و ليس معناه أنهم كانوا لا يقرأون { بسم الله الرحمن الرحيم } و كان الشافعي يرى أن يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم و أن يجهر بها إذا جهر بالقراءة ـ هذا كلام الإمام الشافعى رضى الله عنه و أرضاه كما استدل الفريق القائل بأن ( البسملة ) ليست من القرآن الكريم كما ورد فى الحديث القدسى عن أبي هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : قال الله عز و جل [ قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين و لعبدي ما سأل فإن قال العبد { الحمدلله رب العالمين } قال الله تعالى ـــ حمدني عبدي ـــ و إذا قال العبد { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى ـــ أثنى علي عبدي ـــ و إذا قال العبد { مالك يوم الدين } قال الله تعالى ـــ مجدني عبدي ـــ فإذا قال { إياك نعبد و إياك نستعين } قال ـــ هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل ـــ فإذا قال { اهدنا الصراط المستقيم طراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين } قال ـــ هذا لعبدى و لعبدى ما سأل ـــ ] و بهذا الحديث استدل هذا الفريق على أن الصلاة لا تصح إلا بسورة الفاتحة و لو كانت ( البسملة ) آية من سورة الفاتحة لذكرت في هذا الحديث الشريف و الرد على هؤلاء أن ( البسملة ) تقرأ في أول السورة من القرآن الكريم و لكن عدم وجودها في الحديث القدسى ليس دليلا على عدم قرآنيتها و لكنه دليل على أنها ليس من موضوع الحديث الشريف فقط كما أن الحديث النبوي الشريف ليس قرآنا لكي نتمثل بوضع ( البسملة ) فيه و إنما هو شارح و مفسر أي ( الحديث النبوى الشريف ) شارح لِمَا في القرآن الكريم و تعليم للمسلمين ما في فضل سورة ( الفاتحة ) كما أن الله سبحانه و تعالى لا يقول عن نفسه { بسم الله الرحمن الرحيم } لإنه هو الإله و لكن نقولها نحن البشر المسلمون المؤمنون به فالله سبحانه و تعالى لا يحتاج أن يقول { بسم الله الرحمن الرحيم } للفصل بين سور القرآن الكريم و لا يحتاج أن يعرف بداية سورة و نهايتها من بداية و نهاية سورة أخرى و لا يحتاج أن يتبرك مثل البشر بقراءة { بسم الله الرحمن الرحيم } و لا يحتاج أن يتعبد ( بالبسملة ) مثل البشر و إنما أنزل الله سبحانه و تعالى ( البسملة ) لينتفع بها البشر لا لينتفع بها هو ـــــــ سبحانه و تعالى عمَّا يصفون علوا كبيرا ـــــــ كما أرد على الإمام مالك فأقول إن النبي صلى الله عليه و سلم لمَّا قال سورة شفعت لصاحبها من ثلاثين آية هى سورة ( الملك ) لأنه لو ذكر ( البسملة ) لأصبح عدد آياتها إحدى و ثلاثين آية و أيضا اتفاق العلماء و الفقهاء على أن سورة ( الكوثر ) ثلاثة آيات فلو كانت ( البسملة ) آية من السورة لكان عدد الآيات أربعة فلا أدري من أين لهم بهذا الهراء و اللغط و الجدل العقيم العفن الذي جر ورائه المسلمين إلى التخلف و الركود و الجمود !!! ألم يقرأوا الحديث الشريف الصحيح [ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنزلت علي آنفا سورة { بسم الله الرحمن الرحيم ـــــ إنا أعطيناك الكوثر ـــــ فصل لربك و انحر ـــــ إن شانئك هو الأبتر ـــــ } أتدرون ما الكوثر فإنه نهر وعدنيه ربي خير كثير هو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته كعدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول رب إنه من أمتي فيقول ما تدري ما أحدثوا بعدك ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( م د ن ) عن أنس ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... و هذا الكلام مردود عليه أن الأرقام لم تكن مستعملة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم بشكل دقيق فقد كان الترقيم لأيات القرآن الكريم في العام الـ 99 للهجرة أن كل عشرة آيات على شكل حزم و مجموعات حيث كان يوضع شكل هندسي يدل على انتهاء الآية و من هنا كان يوضع الرقم كتابة و بشكل مقابل على هامش الصفحة على رأس كل مضاعف للعشرة فمثلا إذا بلغ العدد عشرة يضع الناسخ علامة هندسية معينة في نهاية الآية و يكتب على طرف الهامش مقابلا لها عشرة و إذا بلغت الآية رقم عشرين يضع علامة مميزة و يكتب مقابلها على طرف الهامش عشرون و إنما وضع الأرقام بين الآيات فهذا قد ظهر حديثا مع ظهور آلة الطباعة في العهد العثماني و من هنا نقول أن النبي صلى الله عليه و سلم حينما يتلفظ بكلمة ( سورة ) فالمقصود به هو السورة كلها من أول ( البسملة ) حتى نهاية آخر آية في السورة تماما كما نقول كلمة ( الحديث ) فالعامة يقصدون ( المتن ) أو ( النص ) فقط أمَّا الدارسين و أهل العلم فيعرفون أن كلمة ( الحديث ) تشمل ( الإسناد ) أيضا و من هنا نستطيع أن نقول إنما المقصود بهذا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يتكلم مجازا عن فضل السورة سواء سورة ( الملك ) التي لو قرأها المسلم كل ليلة لأنجته من عذاب القبر و ها هو الحديث بتمامه [ حدثنا عمرو بن مرزوق أخبرنا شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى يُغفر له تبارك الذي بيده الملك ] ( حديث حسن في سنن أبي داود ) ..... و قال الشيخ الألباني حسن سند الحديث ..... و هنا نلاحظ أنه حديث ( حسن ) يعني أقل درجة من منزلة الحديث ( الصحيح ) فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث الذي في منزلة الحديث ( الحسن ) [ ثلاثون آية ] و إذا وجدنا أمامنا رواية أصح أخذنا بها و انظروا للحديث الصحيح في شأنها [ سورة تبارك هى المانعة من عذاب القبر ] ( حديث صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ) ..... تخريج السيوطي ( ابن مردوية ) عن ابن مسعود ..... تحقيق الألباني صحيح في صحيح الجامع ..... و هنا نلاحظ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال [ سورة ] أي بتمامها من أولها إلى آخرها ( بالبسملة ) و هو الأصح و الأشمل و الأعم و الأوسع لنا في ديننا و كذلك سورة ( الكوثر ) و أيضا يُضاف إلى ذلك كله أن ( البسملة ) آية من سورة الفاتحة و لكنها آية مستقلة بذاتها و كذلك الرد على من قال أن الصحابة رضى الله عنهم لم يسمعوا ( البسملة ) من رسول الله صلى الله عليه و سلم في القراءة أثناء الصلاة و قد احتج الإمام مالك رضى الله عنه بأن ( البسملة ) ليست آية من الفاتحة و ليست آية من القرآن الكريم أقول فكما أخذ الإمام مالك ذلك الحكم فلماذا لا نأخذ حكما آخر فلطالما ( البسملة ) من القرآن الكريم بإجماع أهل العلم لماذا لا يدل فعل النبي صلى الله عليه و سلم بأن الأمر للتخيير فمن أراد أن يجهر ( بالبسملة ) جهر بها و من أراد أن يُسر بها فله ذلك و هذا الرأي فيه توسعة على الأمة الإسلامية و الله تعالى أعلى و أعلم ... كما استدل المالكية أيضا بأن ( البسملة ) لو كانت آية من سورة ( الفاتحة ) لكان هناك تكرار في { الرحمن الرحيم } في وصفين من صفات الله تبارك و تعالى و هما صفتا { الرحمن } و { الرحيم } و لقرئت الأية هكذا { بسم الله الرحمن الرحيم } { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم } و ذلك مخل ببلاغة النظم القرآني ... و أرد عليهم بأن الله تبارك و تعالى أنزله هكذا و هكذا قرأه رسول الله صلى الله عليه و سلم و أن هذا بعينه أي قراءة القرآن الكريم على ما هو عليه هو ما يحدث بإجماع المسلمين و اتفاقهم في كل ربوع الأرض و ما أخل بالنظم القرآني إذ لو كان هذا سيخل بالنظم القرآني و يؤثر فيه لأثم كل مسلمين الكرة الأرضية فهل نتهمهم كلهم بالجهل و الغباء بحيث أنهم جميعا يقرأون القرآن الكريم على النحو المخل بنظمه و بلاغته و بديعه و بيانه بحيث غمضت عليهم هذه المسألة و لم يفطن لها إلا المالكية فقط ؟! هذا شيء غير معقول و غير وارد بالمرة و لو كانت هذه هى حُجة المالكية فقط لسقطت القضية عندهم لإن السكت القرآني أي أخذ مقدار شهيق و زفير في نهاية السورة ثم قراءة ( البسملة ) للسورة التي ستقرأ بعدها بل السكت القرآني بين الآية و الآية يظهر جماليات الحروف و المعاني و سيعيد بناء رونق القرآن الكريم في هذه الحالة و ما احتجنا للوصل في القراءة حتى لا يختل النظم القرآني فهذا هو أفضل الحلول لإسكات المالكية جدلا ... و لكن في واقع الأمر أن القرآن الكريم لفظ معجز في معناه و مبناه و كلمَّا تكرر على الألسنة كان محبوبا من الناس أكثر فلم يفقد روعته و لا جماله و لا سحره و لا إعجازة و لا رونقه و لا اختل نظمه الفريد و خاصة و هو يُقرأ على الوجه الذي ينتقده الإمام مالك أي { بسم الله الرحمن الرحيم ــــ الحمد لله رب العالمين ـــــ الرحمن الرحيم } .... كما استدل المالكية بأن ( البسملة ) ليست من ( الفاتحة ) و لا من القرآن الكريم و إن تواترت ... و هذا شيء مردود لا يصح عقلا و لا نقلا ... و المؤلم في كلام بعض الفقهاء و العلماء على حد سواء أن بعضهم قال أن ( البسملة ) من القرآن الكريم لكن هذا ليس دليلا على أنها آية من كل سورة في المصحف !!! و هذا كلاما جنونيا فلو كانت آية من القرآن الكريم فكيف في نفس الوقت لا تكون آية من كل سورة في المصحف ؟! إذن لماذا وجودها في المصحف إذن ؟! و هو قول مردود لأن القرآن الكريم كله من عند الله تعالى و ليس فيه مجالا للحشو اللغوي كما هو واضح من اللعب باللغة و الألفاظ عند الفقهاء و العلماء الذين قالوا أن ( البسملة ) آية من القرآن الكريم و لكنها ليست آية من كل سورة فهو تناقض عجيب يؤدي إلى تشتتيت عقل المسلم و إفساده عقيديا
1 ـــــــ ( الدليل العقلى )
... فقد أقام الفقهاء الدنيا و ما أقعدوها في مسائل أتفه من أن نذكرها أو بمعنى أدق أيِّ أقل شأنا من القرآن الكريم و بمعنى دقيق جدا في مسائل قليلة الشأن لا تقارن بموضوع ( البسملة ) ... و هل ( البسملة ) آية من القرآن الكريم أم لا ؟! و من هذه المسائل التي اختلفوا فيها حتى الركب مثل المَنىِّ الذي أصله الطهارة هل إذا كان على الثوب فهل يجب غسله لزجا أو لا يجب ؟! و هل يجب فركه إن كان جافا أو الأفضل غسله ؟! و هم يعلمون أن الأصل في المني ِّ الطهارة إذن لماذا لا يُفتون بأن تبتلع المرأة مثلا منيِّ زوجها ؟! ـــــ هذا على سبيل المجادلة بالحسنىَ ـــــ و هل الغسل من بول البنت أفضل أم النضح بالماء ؟! و هل اللحية من الدين أم يمكن الاستغناء عنها ؟! و هل النقاب مفروض أو واجب أم لا ؟! و كلها أمور بلا شك أقل و أتفه من أن تقارن بموضوع مثل ... هل ( البسملة ) من القرآن الكريم أم لا ؟! فالعقل يقول أن هذه مسألة مهمة جدا من الناحية العقلية لأن هذا الأمر من أصول الدين و ليس من الأمور التعبدية التشريعية العادية مِمَّا يُختلفُ فيه كاللحية و النقاب و السواك تقصير الثوب و الصوم فى السفر و نضح البول و هكذا
2 ـــــــ ( الدليل النقلى )
على تهافت أراء المالكية هو { و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين } [ البقرة - 177 - ] و نجد هنا ذكر { الكتاب } و هو بمعنى الكتب المنزلة كلها و القرآن الكريم أهم كتاب سماوي عليه الإعتماد الرئيسى في تنفيذ الشريعة التي أمرنا بها الله سبحانه و تعالى و ( البسملة ) تسبق كل سورة من سوره فكيف يجحدها البعض حتى و لو كان الإمام مالك بن أنس الأصبحى إمام دار الهجرة بدليل متهافت !!! لقد أمَرَنا الله سبحانه و تعالى بالإيمان بالقرآن الكريم أو كما ذكر في الآية السابقة { و الكتاب } فهل قال لنا آمنوا به كله إلا ( البسملة ) ؟! و دليل آخر من السُنة نرد به على من قال أن ( البسملة ) ليست من القرآن الكريم [ قال يا رسول الله ما الإيمان قال أن تؤمن بالله و ملائكته و كتابه و رسله ] صحيح في صحيح الترغيب و الترهيب ... إذن لا يصح المساس بالكتاب الذي أنزله الله تبارك و تعالى أبدا يجوز الإجتهاد في تفسير أية أو معنى أو استنباط حكم من الكتب المنزلة و لكن أن نجتهد لإلغاء ـــــ آية ـــــ منه أو شيئا مثل ( البسملة ) فهذا جنون لا يصح قديما و حديثا و معاصرا و أمّا من جهة النقل فدليل المالكية مرفوض تماما لقدسية القرآن الكريم
3 ـــــــ ( التواتر و الإجماع )
و معناه ( المشهور و المتفق عليه من الجميع )
أيِّ الإجماع فالمالكية ضربوا بالتواتر عرض الحائط و خاصة في هذه المسألة الحساسة جدا و التواتر مهم جدا في هذه المسألة و السؤال ... فهل يختلف اثنان على عدم المساس بالقرآن الكريم و على وجوب العمل بالكتاب و السُنة و إجماع الأمة بما يتناسب مع الزمان و المكان و ظروف الحياه التي يعيشها الناس ؟! و الجواب هو ... إن الذي يختلف على هذه المسلمات التي يُبنى عليها الفكر التشريعي و الأصولي الإسلامي هو مجنون بلا أدنى شك طالما يضرب بالتواتر ( الشهرة ) و الإجماع عرض الحائط بلا دليل محترم في عدالة النص القرآني الكريم الذي أجمعت عليه الأمة الإسلامية بأسرها منذ بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم حتى يومنا هذا فهذا لا نستسيغه و لا نحبه و لا نرضاه أبدا لأن هذا الإجتهاد من المالكية و غيرهم يؤدي إلى الطعن في عدالة القرآن الكريم بل و هذا بعينه ما يحدث الأن في عالمنا المعاصر من أعداء الإسلام و للأسف هم يعتمدون على كتب التراث التي يتداولها المسلمون بدون تدبر !!! أقول و هذا الإجتهاد في هذه المسألة تحديدا أو أي مسألة تتعلق بالشك و الخلاف حول آية قرآنية شريفة هل هى من القرآن الكريم أم لا فهو كفرا صريحا لأنه يفتح على المسلمين أبواب الفتن و الطعن في دينهم و الطعن في رسول الله صلى الله عليه و سلم بل و يصل الأمر للطعن في ألوهية الخالق { الله } سبحانه و تعالى ....... أقول و أي نوع من أنواع الإجتهاد في هذا الموضوع بأي وسيلة كانت كما حدث مع ( البسملة ) مرفوضة و محرمة و لا يجوز إطلاقا الإجتهاد في هذا الشأن لأنه عبث بالقرآن الكريم كلام رب العالمين و تعريضه للقيل و القال من اجتهادات خاطئة و مغلوطة و هذا يتنافى مع الحديث الشريف [ " إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الأخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و لن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " ] صحيح ... تخريج السيوطى ( ت ) عن زيد بن أرقم ... صحيح في صحيح و ضعيف الجامع الصغير ... بتحقيق الألباني في صحيح الجامع ... و في رواية أخرى عن مالك بن أنس مُرسلا قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله و سُنة رسوله " ] حديث حسن رواه في الموطأ... و كذلك في مشكاة المصابيح ... و بناءً على هذان الحديثان أنه من المفترض أننا كأمة مسلمة مؤمنة ألا نضل طالما نحن نمتلك القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة و لكن تطلع لنا اجتهادات نظرية كلها خطأ في خطأ و تجعلنا نضل و نحن بين أيدينا القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة و للأسف ليست هذه اجتهادات ترتقي بالعقل البشري أو تعلم المسلمين كيف يعيشون الحياة الواقعية الصعبة قدر ما هى مناظرات لغوية عقيمة و من يتبعها بدون تدبر يجد نفسه قد ضل و ربما يكفر و للأسف هناك من الناس ( الوهابيين السلفيين المتنطعين ) و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و أتباعهم الجاهلين يقدِّسون هذا التراث و يقرأونه منذ ما يقرب من ألف و مائتين ( 1200 ) سنة تقريبا بعد ما انتهى خير القرون أيِّ القرن الأول و الثاني و الثالث الهجريين و ما فكر أحدا منهم أن هذا الكلام الذي يتغنون به ليل نهار ( التراث ) و هو بلا شك مفيدا للأمة الإسلامية لكنه أيضا فيه ما يحتوي على الطعن في صحة القرآن الكريم و عدم وصوله صحيحا إلينا و من هذا ( التراث ) الذي يحتاج إلى تنقية علمية دخل المستشرقون و المبشرون و المنصرون للطعن في الإسلام بل هم يقاتلون من يجتهد أو يتكلم عن اللحية و النقاب و هم أنفسهم بكل جهل يتغنون بأراء خاطئة تماما تقول إن ( البسملة ) ليست بآية من القرأن الكريم !!!! و لو جادلتهم لواجهوك بالأحاديث الطوال و المتن المُحَال الذي إن اجتهدت لن تجد فيه أو في سنده أيِّ شبهة قط و لكن لو أتى لهم مجتهد برأي يقول عكس ما يعتقدونه و يناسب الواقع و الزمان و المكان و ظروف الناس سيكفرونه و لو أتى لهم بالأحاديث الصحيحة كدليل على ما يقول و جاء من القرآن الكريم بما يؤيد رأيه يشتمونه و يسبونه و يتهمونه بالكفر و الزندقة و الإلحاد و( العلمانية ـــــ الكافرة ـــــ التى نحذر منها ) و يجتهدون بأيِّ وسيلة لمنع رأي المجتهد بكل غباء و ضيق أفق لمنعه من الوصول لأيِّ جهة إعلامية لكل الناس فهم آفة المسلمين اليوم و ما يؤتىَ المسلمين إلا من قبلهم و من قبل تطرفهم الديني و كذلك لو كانت الأراء التي تزعم أن ( البسملة ) ليست من القرآن الكريم صحيحة نقول لهم إذن كل المسلمين الآن على ضلالة بل و كفر لأنهم زادوا في القرآن الكريم ما ليس منه !!! و لانتفت بالتبعية الآية التي تقول { و إنه لتنزيل رب العالمين } [ الشعراء ـــــ 192 ـــــ ] نعم بناءً على هذا التراث البائد الذي يحتاج إلى تحقيق جبار و من مجتهدين أقوياء في العلم لتنقيته من الشوائب العالقة به ستنتفي هذه الآية الكريمة لأنه سيصبح في هذه الحالة من عند غير رب العالمين سبحانه و تعالى أليس كذلك !!!! و لو قالوا لنا أن ( البسملة ) زائدة في القرآن الكريم و ليست بآية إنما سبب وجودها هو للتبرك فقط ففي هذه الحالة سنقول لهم إذن ما الذي يضرنا لو حذفناها من القرآن الكريم و بذلك تكون آية سورة البروج خاطئة { بل هو قرآن مجيد - فى لوح محفوظ } [ البروج ـــــ21 ـــــ 22 ـــــ ] نعم لو أخذناهم على رأيهم و قلنا أن ( البسملة ) زائدة و هى فقط للتبرك و ليست من القرآن الكريم و حذفناها لانتفت هاتان الأيتان و ما في معناهما و موضوعهما لأن القرآن الكريم سيصبح يومئذ ليس له المجد و لا هو سيكون أيضا محفوظا أليس كذلك كما أقر الله سبحانه و تعالى في سورة ( البروج ) أليس كذلك !!! و الحقيقة أن القرآن الكريم بجانب أهميته العظمى فهو كله للتبرك و ليس التبرك مقصورا على ( البسملة ) فقط !!!
و كذلك من الذين قالوا إن ( البسملة ) ليست من القرآن الكريم إبن العربي ...... المالكي الذي قال يكفيك أنها ليست من القرآن إختلاف الناس فيها و القرآن لا يُختلف فيه و الأخبار الصحاح التي اتفق عليها العلماء و لم يَرد عليها طعن تدل على أن ( البسملة ) ليست آية من ( الفاتحة ) و لا غيرها إلا في النمل وحدها ... ثم يقول ... إن مذهبنا ( المالكية ) يترجح في ذلك بوجه عظيم و هو المنقول و ذلك أن مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم بالمدينة إنقضت العصور و مرت عليه الأزمنة و الدهور من لدن رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى زمان الإمام مالك رضى الله عنه و لم يقرأ فيه أحد قط { بسم الله الرحمن الرحيم } إتباعا للسُنة !!!! .... أيِّ سُنة تلك التي يتبعونها و تنقص من القرآن الكريم آية كاملة و أيِّ مذهب ذلك الذي يرجحه ابن العربي المالكي ؟! و ما استناده في عدم اعترافه بآية من القرآن الكريم إنه ناقل بلا تبصر و نقول في غمزة علنية بدون مواراة و لا مواربة للسلفيين الوهابيين المتنطعين و صبيانهم مرتزقة الفضائيات و أتباعم العوام الجهال أليس أنتم تطلقون على أنفسكم أهل السُنة ؟! سيقولون مضطرين نعم نحن أهل السُنة ... سنقول لهم و ابن العربي و المالكية و الصحابة لكم سلف ؟! سيقولون نعم ... سنقول لهم أهؤلاء سلفكم لا يقرأون ( البسملة ) و لا يعترفون بها و في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم !!! ... نرجوا منكم فقط ان تهتدوا بهديهم في هذه المسألة فحسب ... فلو اقتدوا كانوا ضالين و كفرة لعدم اعترافهم بآية من القرآن الكريم و لو لم يقتدوا لكانوا كذابين دجالين و لن نسمح لهم بالإختفاء وراء فقه الواقع أو الموازنات أو الأولويات ذلك الفقه الذي نكتب من خلاله ( الخطاب الديني الجديد و المعاصر ) لِمَا فيه من حلول شرعية تناسب الواقع لمثل هذه المسائل و الأمور مع الحفاظ على الإتباع و الإقتداء و من جهة أخرى لأنهم لا يعترفون به و يفضلون الإقتداء الأعمى !!! فالإجتهاد في تفسير الآية الكريمة و استنباط الحكم منها جائز شرعا عند من يملك القدرة على ذلك و كلٌ على حسب اجتهاده و علمه و توفيق الله سبحانه و تعالى له أمَّا ما عدا من توافرت فيه شروط الإجتهاد فلا و لكن نجتهد في إلغاء آية قرآنية كريمة مثل ( البسملة ) فمنهم من يقول آية من القرآن الكريم و منهم من يقول هى آية من سورة ( الفاتحة ) فقط و منهم من يقول هى ليست بآية لا من الفاتحة و لا من غيرها !!!! و كل شخص منهم يأتي بدليل ليقنع به الناس على صحة كلامه أي كلام هذا الذي يزعمونه المسلمين ؟! إنه كلام رب العالمين !!!! حسبي الله و نعم الوكيل
ثانيا ـــــــ ( الفريق القائل بجواز البسملة قبل قراءة القرآن الكريم و بأنها آية من القرآن الكريم و أدلته )
و قد قال أصحاب هذا الفريق بقراءة ( البسملة ) بين كل سورتين ما عدا سورة ( التوبة ـــ براءة ) فقد روى سعيد بن جبير رضى الله عنه قال [ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يعلم إنقضاء السورة حتى تنزل { بسم الله الرحمن الرحيم } ] و هذا استدلال أقرب للعقل و المنطق و النقل فمن أين يعرف رسول الله صلى الله تعالى عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى أخر السورة طالما لا يوجد ( بسملة ) { بسم الله الرحمن الرحيم } كما استدل أيضا أصحاب هذا الفريق بثبوت ( البسملة ) في القرآن الكريم بين جميع السور ما عدا سورة ( التوبة ـــــ براءة ) و هذا باتفاق العلماء على عدم قراءة ( البسملة ) وصلا و ابتداء بين سورتي ( الأنفال ) و ( براءة ) لأن ( البسملة ) بها الرحمة و الأمان و سورة ( براءة ) ليس فيها أمان لأنها نزلت بالسيف و القتال ـــــــ و للأسف كلهم منافقون فإذا ما تكلموا عن الإسلام ذكروا سماحة الإسلام و قبوله الآخر و يقولون إنه لم ينتشر بالسيف و إنما انتشر بالرحمة !!!! ـــــــ و كذلك لأن موضوع سورة الأنفال شبيه بموضوع سورة براءة ووجه الشبه أن سورة ( الأنفال ) بينت ما وقع للنبي صلى الله عليه و سلم مع مشركي مكة و كفارها أمَّا سورة ـــــــ التوبة ـــــــ ( براءة ) قد بينت ما وقع له صلى الله عليه و سلم مع منافقين المدينة و اليهود و هو رأي مرجَّح و لكن الأدق هو أن سورة ( التوبة ـــ براءة ) لا يُقرأ في بدايتها ( البسملة ) لأن جبريل عليه السلام لم ينزل بها و لو كان قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم إقرأ في بداية سورة ( التوبة ـــ براءة ) أو سورة ( الأنفال ) ( البسملة ) هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد اعترض على قراءتها ؟! و الجواب هو .... ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليعترض على أوامر الله تبارك و تعالى و إلا لأخفى عتاب ربنا سبحانه و تعالى له لمَّا عاتبه في سورة ( عبس ) بشأن الصحابي الضرير عبد الله ابن أم مكتوم الأعمى رضى الله عنه و أرضاه فقال له رب العزة سبحانه و تعالى مُعاتبا { عبس و تولى ـــ أن جاءه الأعمى ـــ و ما يدريك لعله يزكى ـــ أو يذكر فتنفعه الذكرى } [ عبس ـــ 1 ـــــ 2 ـــــ 3 ـــــ 4 ـــــ ] هذا على سبيل المثال و من جهة أخرى إن ( البسملة ) أهون شانا في نقلها من العتاب فما كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منهتى أن يخفيها مثلا ... إذن جبريل عليه السلام لم ينزل بها في هذه السورة تحديدا ( التوبة ـــ أو براءة ) و سورة ( الأنفال ) لإن القرآن الكريم توقيفى من الله العليم الخبير و ليس في نزوله و لا لمواضع آياته محل نظر و لا اجتهاد من أحد و لا من رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى إلا بأمر رب العالمين و الدليل هو حديث زيد قال [ " كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم نؤلف القرآن من الرقاع " ] أى نجمعه من الرقاع و الجلود ... و كذلك الحديث الذي أخرجه أحمد و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن حبان و الحاكم عن ابن عباس قال [ " قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال و هى من المثاني و إلى براءة و هى من المئين فقرنتم بينهما و لم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه و سلم تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض ما كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يُذكر فيها كذا و كذا و كانت الأنفال من أوائل ما نزل في المدينة و كانت براءة من آخر القرآن نزولا و كانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يُبين لنا انها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما و لم أكتب سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال " ] صحيح جامع الترمذي و قال الترمذي حسن غريب ... و قال الشيخ الألباني صحيح سند الحديث ... قلت و هذا الحديث صحيح في مشكاة المصابيح من رواية أحمد و الترمذي و أبو داود ... و حسن صحيح في جامع الترمذي ... و قد ورد في روايات أخرى ضعيفا و السبب في هذا الإشكال هو أن الحديث روى بروايتين مرة من حديث عوف عن يزيد الفارسى عن ابن عباس و هو صاحب الرواية الصحيحة لأنه أدرك ابن عباس و روى مرة عن طريق يزيد بن أبان الرقاشى من المفترض أنه رواها عن ابن عباس و هو لم يدرك ابن عباس و الضعف أو الإختلاف في سند الحديث من طريق يزيد بن إبان الرقاشي و ليس في المتن لأن المتن صحيح و له شواهد تقويه و تصححه و الله تعالى أعلى و أعلم ... و لا يعترضن أحدا من الجاهلين و يقول أن عثمان بن عفان رضى الله عنه هو الذي فعل ذلك فالحديث واضح و هو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى هو الذى أمر بذلك بداية و مات على ذلك فقال عثمان بن عفان رضى الله عنه كما في الحديث [ فظننت أنها منها ] أيِّ و المعنى لمَّا مات مولانا رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و هى على هذا الأمر أن ليس بين سورتي الأنفال و براءة ( التوبة ) ( البسملة ) [ فظننت ] أيِّ أنه اعتقد أنها على ما هى عليه بدون ( بسملة ) هكذا تركها رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و مات و هى هكذا و لم يقل للصحابة و كتاب الوحي رضى الله عنهم و أرضاهم بشأنها شيئا إلا لإن ذلك أمرا توقيفي من رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى فما كان من سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه و أرضاه إلا أن أمضىَ الأمر على ما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى و هو عنه راض و لإن قصة سورة الأنفال شبيهة بقصة سورة التوبة ( براءة ) فقال عثمان رضى الله عنه كما في الحديث [ فقرنت بينهما ] أيِّ امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى... و هنا لنا سؤال هام ربما يجول بخاطر القارىء و هو ... فلطالما أن ( البسملة ) أمر توقيفي من الله تبارك و تعالى إلى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهى بواسطة جبريل عليه السلام أمين وحى السماء إلى الأرض و هى أي ( البسملة ) مشروعة فلماذا الخلاف بشأنها إذن بين العلماء و هنا ربَّما يتبادر إلى الأذهان هل نسخت ( البسملة ) ؟! و الجواب هو ... لا لم تنسخ ( البسملة ) و لم يأتي في هذا الشأن شيئا و لا يوجد عليه أيِّ دليل من القرآن الكريم و لا في السُنة النبوية الشريفة و نحاول تفهيم القارىء شيئا يسيرا عن النسخ في القرآن الكريم و النوع الأول ـــــــ من النسخ فهو إمَّا يأتي فى شكل آية قرآنية نسخ حكمها و بقى لفظها أيِّ أن العمل بهذه الأية رفعه الله تعالى عن الأمة الإسلامية و لكن ظلت كلمات و ألفاظ الآية كما هى في المصحف مثل { و اللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا } [ النساء ـــــ 15 ـــــ ] و هذه الأية نسخت بعدما أنزل الله تعالى الأيات التي بها العقوبة و الحدود فجعل حَدّ البكر أيِّ ( الغير متزوج أو الغير متزوجة ) في الزنا مائة جلدة و التغريب عام و حَدّ المُحْصِن أيِّ ( المتزوج أو المتزوجة ) الرجم .... و النوع الثاني ـــــــ من النسخ و هو نسخ اللفظ أو الكلام أو الرسم من المصحف و لكن بقى الحكم مثل { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و انتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } [ النساء ـــــ 43 ــــ ] كانت هذه الأية معمولا بها لنهي المسلمين عن الصلاة و هم سُكارى في بادىء أمر تحريم الخمر أيِّ يأتون الصلاة و هم غير شاربين خمر و في غير الصلاة يشربونها و لكن لمَّا أنزل الله تبارك و تعالى آية تحريم الخمر مطلقا سواء في الصلاة أو في غيرها نسخ حكم هذه الآية و بقى َرسمها أو ألفاظها كما هى في القرآن الكريم ... .... و النسخ كان موجودا في كل الشرائع السابقة قبل الإسلام و له شروط و هى 1ـــــــ أن يكون النسخ حكما شرعيا ـــــــ 2 ـــــــ أن يكون الناسخ دليلا شرعيا ـــــــ 3 ـــــــ أن يكون الناسخ متراخيا عن المنسوخ ـــــــ 4 ـــــــ أن يكون بين النصين تعارض حقيقي فلا يُصار إلى النسخ مع إمكان الجمع بينهما ـــــــ 5 ـــــــ أن النسخ لا يكون في الأخبار ..... و كل هذه الشروط لا تنطبق على ( البسملة ) حتى لا يقول أحدا جدلا أن ( البسملة ) نسخت أو ربَّما ( نسخت ) فهذا مِمَّا لا يصح و لا يجوز قوله في هذا الشأن إطلاقا إلا من مجنون فاقدا الأهلية للفكر و النظر و الإبداع أو من ملحد أو كافر أو مشرك أو زنديق أو علماني غارق في العلمانية المادية التي لا تؤمن بالله تبارك و تعالى و كذلك فقد عدَّ القراء الكوفيون أن ( البسملة ) آية من ( الفاتحة ) كما عدَّها الشافعية و الحنابلة آية من سورة ( الفاتحة ) و استدلوا بحديث قتادة رضى الله عنه قال [ " سُئل أنس كيف كانت قراءة النبي عليه الصلاة و السلام فقال كانت مَدَّا ثم قرأ { بسم الله الرحمن الرحيم } يمد ببسم و يمد بالرحمن و يمد بالرحيم ... و في حديث أنس رضى الله عنه دليلا على مشروعية و قرآنية ( البسملة ) لأن وصف أنس رضى الله عنه الذي يستمع لقرأءة رسول الله صلى الله عليه سلم دليلا على مطلق القراءة في الصلاة و خارجها ... , سيدنا أنس بن مالك قد خدم رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين فقد كان عمره عشر سنين حينما أتت به أمه ليخدم الرسول صلى الله عليه و سلم و مات الرسول صلى الله عليه و سلم و عمر سيدنا أنس بن مالك عشرين سنة فقد قضى بجانب الرسول صلى الله عليه و سلم و في منزل الوحي و النبوة و الرسالة عشر سنين فهو يؤكد كلامه و ليس هذا محل اجتهاد أو نظر و كذلك الدليل من حديث أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضى الله عنها و أرضاها قالت [ قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم { بسم الله الرحمن الرحيم } { الحمد لله رب العالمين } و عَدَّ البسملة آية من الفاتحة ] و هذه أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضى الله عنها و أرضاها زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم تقول أنه عَدَّ ( البسملة ) من ( الفاتحة ) هل يأتي لنا مخبول و يقول ليست من الفاتحة !!!! و كذلك الصحابة جيمعا رضى الله عنهم و أرضاهم كتبوا ( البسملة ) فيما جمعوه من القرآن الكريم


القاهرة \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \




وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولى  ( 2 ) محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر  ـــــ  جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي  ـــــ  إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة Dsc01133

جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولى ( 1 ) محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» وقفات مع القرآن الكريم ..... الوقفة الأولى ( 3 ) محاولة تفسير آية { بسم الله الرحمن الرحيم } في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» قاعدة - فمن اضطر - فى القرآن الكريم فى ضؤ الخطاب الدينى الجديد و المعاصر ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» قضية ـ الحب ـ في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة
» حديث قبل الفجر و بعده ( الإحتياج ) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى