مَن كان مُضطراً أن يكتب منشوراً يومياً ماذا يفعل ؟! ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) بقلم جمال الشرقاوي

مَن كان مُضطراً أن يكتب منشوراً يومياً ماذا يفعل ؟!
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
بقلم \ جمال الشرقاوي \

$مَن كان مُضطراً أن يكتب منشوراً يومياً ماذا يفعل ؟! ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) بقلم \ جمال الشرقاوي \ Img20214$

برجاء
ـــــــ

( حينما تكتب كُنْ نفسَك .. إرسم نفسك على الورق قدر المستطاع .. كُنْ أنتَ كما تحب لا كما يُريدُك الأخرون .. كُن متعلماً قبل الكتابة .. كُن مثقفاً قبل الفكر .. كُن مؤدباً أولاً و أخيراً )
( جمال الشرقاوي )

(( لا داعي للكتابة يوميَّاً .. بشكل متكرر و دائم .. إلَّا إذا كنتَ مسئولاً في موقع ما أو جريدة أو مجلة و مضطراً للكتابة يومياً .. فقصِّر و اختصر , و لا داعي للتطويل و مَطّ الكلام , و لابد من مراعاة الجانب البلاغي و اللغوي و الإملائي قدر الإمكان .. ( كل إنسان على قدر علمه ) و الخطأ وارد ( و ليس لدينا أدنىَ مشكلة ) حتىَ نستطيع قراءته بشغف لا بإرهاق , بفهم وتذوق لا بالمجاملة , بحب لا بخجل ومن هنا نستطيع أن نتعلم من بعضنا البعض بلا تعالِي و لا استكبار و لا غرور .. شكراً لكم علىَ حُسْن تَفَهُّمِكُم للمعنىَ المُراد من المقال .. فأنا أعتبره مقالاً تربوياً .. تعليماً لرواد التواصل الإجتماعي ))

الأصدقاء الذين يتبولون منشورات يومية و يرهقوننا بالتعليقات عليها .. لابد لابد لهم أن يفهموا أننا لسنا ملكاً لهم .. وقتنا ليس ملكاً لهم .. عقولنا .. عيوننا .. صحنتنا النفسية .. أعصابنا .. تركيزنا العصبي .. ليس ملكاً لهم .. فلابد أن تكون منشوراتهم قصيرة جداً .. مختصرة جداً .. فلا .. داعي للكتابة يومياً .. منشورات كل منشور منها مثل صفحة الجريدة القومية .. أنتم ترهقوننا عُسراً .. فلا تنشروا يومياً بهذا الشكل المقزز .. لإن هذا يبعث علينا الملل .. بخلاف .. إن الكتابة اليومية بهذا الشكل لا تفرز فكراً ناضجاً و لا قصيداً ممتعاً .. فلا داعي لإسلوب الغبغانات في الكتابة .. و قصِّروا و اختصروا ... فهناك مِمَّن يستعملون إسلوب هذا النشر لا يعرفون كيف يكتبون مقدمات برامجهم .. و البعض لا يعرفون كيفية كتابة القصيدة بشكل صحيح .. و البعض لديهم أخطاءاً لغوية و إملائية أفظع من قتل إنسان ظلماً .. لن أقول لديهم أخطاءاً إملائية أو نحوية ( لُغوية ) في اللغة العربية الفصحىَ .. بل هم و هنَّ ساقطون و ساقطات في كتابة اللغة العامية ( الدارجة ) و إحداهن صاحبة موقع كنت أنشر عندها و ترسل لي إشعارات بأعمالها فإذا دخلت للقراءة .. أجد نفسي تَعَافّ القراءة .. و لكنني أُكمل للنهاية بالضغط على نفسي و أعصابي .. و حينما كتبت لها أكثر من مَرَّة عن أخطائها بأدب جَمْ و صححت لها الخطأ أيضاً مجاملة مني لأنها أنثىَ أكثر من مَرَّة أجدها لا ترد على تعليقاتي و لا تصحيحي لأخطائها ؟؟!! فمثل هذه الكائنات .. فمثل هذه الكيانات .. لابد أن تراعي ظروف الناس .. فكل العالم العربي تحوَّل بقدرة الله تعالى ( طبعاً ) على مواقع التواصل الإجتماعي .. لكُتَّاب و شعراء و أدباء و مفكرين و نقاد و وِعَّاظ و شيوخ و مُربِّيين ( فضلاء ) .. و السؤال ... مَن الذي سيقرأ ؟! و مَن الذي سينتقد ؟! ليس بالضرورة أن اكون أنا أو تكون أنتَ أو تكون هىَ ( علماء ) في فنون الفكر المختلفة لكي نكتب .. ليس بالضرورة أن نكون ( جهابذة ) في النحو و الصرف و علوم البيان و البديع و البلاغة لكي نكتب .. و لكن لابد لنا من محاولة الإتقان .. و لابد للناقد الخبير البصير أن يكتب الخطأ و يكتب بجانبه تصحيحه .. لا يكتفي بأن يجلس في مقعد الناقد و يقول لشخص ما ( أصلح أخطاءك ) و كفىَ .. و في الخلاصة .. أقول .. لابد أن نكون رُحماء فيما بينا على أنفسنا .. فلا ترهقوا أحداً بكثرة كتابات يومية أكثر من 90% منها طبلاً أجوف .. حروف مَيِّتَة و بارة ليس لها معنىَ ... فأنا عندي أكثر من 200 أو 300 أغنية و قصيدة و بحث تقريباً من عام 2019م كل هذه الأغاني و القصائد و الأبحاث الفكرية جاهزة للنشر و لم أنشرها جميعها حتىَ الأن .. أنشر منها حينما أجد المناسبة تحتاج لنشر فكرة ملائمة و توقيت مناسب , و إن لم أجد أنشر فكرة أو عمل فني أو أدبي قديم لكنه ملائماً في وقته للمناسبة التي أنشر فيها كأن يكون في مسابقة أدبية أو سجالاً شعرياً إرضاءاً لأحبابي و أصدقائي .. و أكتفي بهذا .. فلا يصح أن نكون بُلهاء .. كلنا ننشر في وقت واحد .. كلنا نكتب في وقت واحد .. و من هنا يحدث الزحام في الكتابة .. الزحام في النشر .. و من هنا يختلط المزوَّر بالأصلي .. من هنا تنتشر السرقات فلا أحد ينظر لأحد .. إنه الزحام يا سادة .. من هنا لا أحد يكتب تعليقاً نزيهاً لأحد .. من هنا لا نقداً سليماً يرفع من قيمة العمل الفكري و لا يرفع من قدر صاحبه .. فهذا ضد الفطرة السليمة .. فليس كلنا فقهاء و ليس كلنا علماء و ليس كلنا أدباء و شعراء و كُتَّاب و ليس كلنا مفكرون و باحثون .. و ليس كلنا فنانون .. إرحمونا و لا تتبولوا في وجوهنا كل يوم و تنتظرون منَّا أن نصفق لكم أو نقرأ لكم أو نهتم بكم
تحياتنا لكم جميعاً
تفضلوا بقبول فائق الإحترام
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

القاهرة \ سبتمبر \ الجمعة 22 \ 9 \ 2023م
الساعة 3 ظهراً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \