جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 4 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ـــ ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية معاصرة ـــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( المقال 4 ) (

اذهب الى الأسفل

ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 4 ) ـــ  أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ـــ ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــ  رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية معاصرة ـــ  بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( المقال 4 )  ( Empty ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 4 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ـــ ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية معاصرة ـــ بقلم الباحث جمال الشرقاوي ( المقال 4 ) (

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي الثلاثاء أبريل 12, 2022 11:38 am


ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 4 ) ـــ
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ـــ
ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــ
رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية معاصرة ـــ
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
( المقال 4 )

(( مبحث في الناسخ و المنسوخ ))


حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للكاتب الباحث الأستاذ : جمال الشرقاوي \


ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 4 ) ـــ  أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ـــ ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــ  رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية معاصرة ـــ  بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( المقال 4 )  ( Eeeeee50



بئر زمزم المعجزة الخالدة المَنْسِيَّة و ذكرها في القرآن الكريم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيات القرآن الكريم التي تشير إلى مكة المُكَرَّمة و المسجد الحرام و من ضمن هذه الأماكن المقدسة ( بئر زمزم )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و
(( مبحث في الناسخ و المنسوخ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحِلُّواْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهۡرَ ‌ٱلۡحَرَامَ وَلَا ٱلۡهَدۡيَ وَلَا ٱلۡقَلَٰٓئِدَ وَلَآ ءَآمِّينَ ٱلۡبَيۡتَ ‌ٱلۡحَرَامَ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّهِمۡ وَرِضۡوَٰنٗاۚ وَإِذَا حَلَلۡتُمۡ فَٱصۡطَادُواْۚ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ‌ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ 2 }
[ المائدة \ 2 ]
الشاهد الأول
{ ٱلۡبَيۡتَ ‌ٱلۡحَرَامَ }
الشاهد الثاني
{ ٱلۡمَسۡجِدِ ‌ٱلۡحَرَامِ }
و المقصود بـــ { ٱلۡبَيۡتَ ‌ٱلۡحَرَامَ } الكعبة الشريفة
و المقصود بـــ { ٱلۡمَسۡجِدِ ‌ٱلۡحَرَامِ } الحرم المكي و ما حوله , و تدخل في دائرة التحريم ( بئر زمزم ) إذ أنها جزء من مكة كما أنها جزء من الحرم المكي
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير
{ وَلَآ ءَآمِّينَ ٱلۡبَيۡتَ ‌ٱلۡحَرَامَ }
[ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يعني متوجهين نحو البيت ، نزلت فِي الخطيم يَقُولُ لا تتعرضوا لِحُجَّاج بيت اللَّه يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ يعني الرزق فِي التجارة فِي مواسم الحج وَرِضْواناً يعني رضوان اللَّه بحجهم فلا يرضى اللَّه عَنْهُمْ حَتَّى يسلموا فنسخت آية السيف هَذِهِ الآية كلها ]
( المصدر : كتاب : تفسير مقاتل بن سليمان ـــ باب : سورة المائدة من 5 إلى 120 ـــ الجزء : 1 ـــ الصفحة : 499 )

[ قال : وأخبرني مسلمة بن علي عن سعيد بن بشير عن قتادة أن المائدة ليس فيها منسوخٌ إلا ثلاثة أحرف : { وَلا آمِّينَ ‌البيت ‌الحرام } ]
( المصدر : كتاب : تفسير القرآن من الجامع لابن وهب ـــ باب : الناسخ من القرآن ـــ الجزء : 3 ـــ الصفحة : 85 )

هذه الأية منسوخة بثلاث أيات من سورة براءة ( التوبة ) و هنَّ الأية رقم 5 و الأية رقم 17 و الأية رقم 28, و ليس النسخ هنا من الناحية الإيمانية التي تمس حُرمة الحرم المكي بما فيه من مقدسات أو تغيير شيء من العبادات أو نسخ شعيرة من الشعائر الإسلامية المقدسة , و لكن النسخ هنا وقع في ناحية الدفاع عن العقيدة و المقدسات
[ وعن قوله عز وجل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَالْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ ‌الْبَيْتَ ‌الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً } فنسختها براءة فقال الله عز وجل : { فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } وقال الله عز وجل : { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْر ِ} إلى قوله { وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ } فقال عز وجل : { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } وهو العام الذي حج فيه أبو بكر رضي الله عنه ونادى علي فيه بالآذان يعني بالآذان أنه قرأ عليهم علي رضي الله عنه سورة براءة ]
( المصدر : كتاب : الناسخ و المنسوخ ــ للعلامة : قتادة ــ باب : سورة المائدة ـــ الصفحة : 41 )

و ها هي الأيات الثلاث الشريفات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ 5 }
[ التوبة \ 5 ]
و الشاهد هنا
{ فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ }
و هو الأمر بقتال الكفار و المشركين بعد انتهاء الأشهر الحُرُم و لو كانوا في الحَرَم المكي نفسه , و الحالة الوحيدة التي لا يٌقتلَون فيها هى أن يتوبوا من كفرهم و شركهم و يعلنوا إسلامهم

{ مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ 17 }
[ التوبة \ 17 ]
الشاهد هنا
{ مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ }

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ ‌نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةٗ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٞ 28 }
[ التوبة \ 28 ]
الشاهد هنا
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ ‌نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ }
و هو العام الذي نزلت فيه الأيات الشريفات و هو نفس العام الذي حج فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه نيابة عن النبي صلى الله عليه و سلم بالمسلمين , و هنا تحريم عدم دخول الكفار و المشركين و أي ملة أخرى غير مِلَّة الإسلام الحرم المكي و ظل هذا هو السائد في عقيدتنا الإسلامية إلى يومنا هذا

(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( مبحث في الناسخ و المنسوخ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معارضة الباحث لما ذُكِرَ في كتب التراث الإسلامي عن نسخ أية سورة المائدة بثلاث أيات من سورة التوبة ( براءة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و قد قال العلماء الأفاضل الذين ذكرنا لهم موضوع نسخ أية سورة المائدة بثلاث أيات من سورة براءة ( التوبة ) , لإننا لو تأمَّلنا سورة التوبة من الأية 1 إلى الأية 4 أيضاً سنجد أنها تنسخ أية سورة المائدة أيضاً بجانب الثلاث أيات الذين تكلم عنهم علماؤنا الأفاضل و هم الأية ( 5 ) و ( 17 ) و ( 28 ) و سنورد لكم الأيات التي نؤيد بها استنتاجنا لهذا النسخ أيضاً , و أن فيها لدلالة مادية و معنوية على علم الله سبحانه و تعالى القديم و هم علم ( الإحاطة ) و من أسمائه سبحانه و تعالىَ ( المُحِيِطْ )

{ ‌بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١ }
[ التوبة \ 1 ]
الشاهد هنا
{ ‌بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ }
و السؤال المهم مِمَّا يتبرَّأ الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم ؟ و الجواب هنا , من المشركين
{ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ }
و المقصود بـــ { ٱلۡمُشۡرِكِينَ } كل مِلَل و مناهج و مذاهب و اعتقادات و أقوال و أفعال أهل الكفر و الشرك و البدع و الضلال , و أُشهد الله تبارك و تعالى أنني أتبرَّأ مِمَّا تبرَّأ منه الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم و سائر الأنبياء و المرسلين , و هذه البراءة من الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم من المشركين ممتدة على طول الزمان حتى يرث الله تعالى الأرض و مَن عليها , و كذلك نرى البراءة مطلقة بلا تقييد و لا موعد بل هى براءة ممتدة لنهاية زمان الدنيا
{ ‌بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١ }

{ فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢ }
[ التوبة \ 2 ]
الشاهد هنا
{ فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ }
ثم ماذا بعد الأربعة اشهر ؟ و الجواب هو أن الله تعالى كان في سابق علمه القديم أنه لن يكون هناك كفار حتى في الأشهر الحُرُم و لذلك كان موضوع بقائهم مدة الأشهر الحُرُم تمهيداً لطرهم أو قتلهم أو العفو عنهم إذا أسلموا , و هذا هو عقابهم كالأتي بعد انتهاء مدة الأربعة أشهر , في أربع حالات , الطرد للكفار من المسجد الحرام , أو القتل , في حالة إذا قاتلوا أو بدأو الحرب ضد المسلمين , أو قاموا بأي اعتداء عليهم في الحَرَم المكي , أو في حالة دخولهم في الإسلام , إذا أسلموا و تابوا و عرفوا حق الله تعالى و حق العباد

{ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ ١٩١ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١٩٢ وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَلَا عُدۡوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ ١٩٣ ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصٞۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ ‌فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ }
[ البقرة \ 191 \ 192 \ 193 ]

الحالة الأولىَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطرد للكفار من المسجد الحرام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ }
الشاهد هنا منقسم لجزأين
{ وَأَخۡرِجُوهُم } ـــ { أَخۡرَجُوكُمۡۚ }
و هذا هو قياس القرآن الكريم , فالمعنى المقصود من الأية قياساً كما ذكره القرآن الكريم و هو , كما أنهم .. أي : ( الكفار ) ( أخرجوكم ) من مكة المكرمة و طردوكم منها و أرغموكم على الهجرة و البعد عنها .. أي : ( أوطانكم ) لأنها كانت وقتئذ دار شرك و كفر و بَوَار و فساد و عبودية لغير الله تعالى , و كنتم ضعافاً و شوكتكم ضعيفة فخرجتم غصباً عنكم ( أخرجوهم ) .. أي : ( الكفار ) من المسجد الحرام , في حال انتصاركم عليهم , حتى فيما بعد ذلك طردهم رسول الله صلى الله عليه و سلم , حينما أرادوا قتله و اغتياله , من مكة كلها , و ذلك في حال قوتكم و شدتكم و بأسكم المتين , فرحلوا إلى ( أذرعات ) بالشام
{ أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ 13 }
[ التوبة \ 13 ]
الشاهد هنا
{ أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ }
و الإخراج الأول هنا للرسول صلى الله عليه و سلم , منذ أن أخرجوه من مكة المكرمة غصباً عنه , صحيح هى مشيئة الله تعالى , و لكنهم في الظاهر العام كانوا السبب في إخراجه , و قد أخرجوه , فهاجر للمدينة

و قد وَرَدَ في السُـنــَّة النبوية الشريفة
[ سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِالْحَزْوَرَةِ : وَاَللهِ إنّك لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبّ أَرْضِ اللهِ إلَيّ ، وَلَوْلَا أَنّي أُخْرِجْت مِنْك مَا خَرَجْت .
قَالَ : حَدّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ ذَلِكَ وَقَالَ : لَوْلَا أَنّ أَهْلَك ‌أَخَرَجُونِي ‌مَا ‌خَرَجْت ]
( المصدر : كتاب :مغازي الواقدي ـــ أو ـــ المغازي : للواقدي ـــ باب : شأن غزوة الفتح ــ الجزء : 2 ـــ الصفحة : 865 )
الشاهد الأول
[ وَلَوْلَا أَنّي أُخْرِجْت مِنْك مَا خَرَجْت ]
و نلاحظ هنا أن فعل [ أُخْرِجْت ] بالألف المهموزة ( بهمزة ) و عليها ضمة , و هو فعل مبني للمجهول , و الفاعل معلوم و هم أهل الشرك و الكفر في مكة
الشاهد الثاني
[ لَوْلَا أَنّ أَهْلَك ‌أَخَرَجُونِي ‌مَا ‌خَرَجْت ]
و نلاحظ هنا أن فعل [ ‌أَخَرَجُونِي ] عائد على الفاعل [ أَهْلَك ]
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

الحالة الثانية
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إجازة قتل الكفار في المسجد الحرام أو في مكة المكرمة أو الأشهر الحُرُم إذا قاتلوا المسلمين في هذا المكان و هذا الزمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاهد الأول
{ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ }
الشاهد الثاني
{ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ }
الشاهد الثالث
{ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ }
الشاهد الرابع
{ وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ }
و هنا في هذه الحالة وَجَبَ للمسلمين أن يدافعوا عن أنفسهم ضد الكفار طالما بدأ أهل الكفر و الشرك القتال و لو كان ذلك في المسجد الحرام أو في الأشهر الحُرُم , و الأصل في قوة و منعة الإسلام و إثبات وجوده قوة و بأس المسلمين و رباطة جأشهم و اتحادهم و تآلفهم و عدم فرقتهم لصد أي هجوم عليهم حتى لو في الأرض المقدسة مكة المكرمة أو الحرم المكي , هذا هو أمر الله تعالى الذي أراده للمسلمين

الحالة الثالثة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَجبَ على المسلمين الدفاع عن أنفسهم إذا وقع عليهم اعتداء سواء في الحرم المكي أو في الأشهر الحُرُم أو في مكة كلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاهد الأول
{ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَلَا عُدۡوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ }
الشاهد الثاني
{ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ ‌فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ }
الشاهد الثامن
{ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ }
و هذا هو الذي أراده الله تعلى من المسلمين في تشريعه الحكيم لصد الإعتداء في أي مكان و في أي زمان

الحالة الرابعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
العفو عن الكفار و عدم قتالهم إذا أسلموا و تابوا و كَفُّوا عن قتال المسلمين و مناوئتهم و أذاهم من بعيد أو قريب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ 11 }
[ التوبة \ 11 ]
الشاهد الأول
{ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ }
الشاهد الثاني
{ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و هذا هو المعنى المفهوم من كلمة ( الخزي ) و سيتأكد لنا هذا المعنى
{ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ }
و كأن الله سبحانه و تعالىَ يقول للمسلمين أن عملية سياحة الكفار و المشركين خلال موسم الحج و العمرة مسألة مؤقتة و بعدها ستنتهي هذه السياحة و لذلك لم يَقُل الله تعالى عن عبادة الكفار و المشركين في الحج و العمرة أنها عبادة و إنما قال ( سياحة ) كما سنوردها في الأية الكريمة
{ فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢ }
[ التوبة \ 2 ]
الشاهد الأول
{ فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ }
لأن السياحة فيها منافع اقتصادية و علمية و اكتشافات عادات و تعاليد شعوب لم يعتادها السائح , و ربما يكون الغرض من السياحة إكتشاف حقائق عن أسئلة في نفس السائح لا يجد لها إجابات , مثل حكاية الصحابي الجليل , أبي ذر الغفاري , حينما أتىَ و جلس في المسجد الحرام بجوار الكعبة ليراقب النبي صلى الله عليه و سلم عن قُرب و يرى ماذا يفعل و يسمع ماذا يقول ثم قرر بعد ذلك أن يُسلم , و مثله تماماً الصحابي الجليل , سلمان الفارسي , الذي أتىَ من فارس ليعرف عن الرسول صلى الله عليه و سلم و بعدما تيقَّن أنه النبي المنتظر آمن به على الفور ,و ربما يكون الغرض من السياحة هو التجسس و الغدر بمجتمعات آمنة و لا سِيَّمَا أن الذي يتجوَّل و يسيح في الأرض هم الكفار و المشركين , و لكن الكعبة و المسجد الحرام هو للمسلمين فقط , فكيف يطوف به مَن لا يعبد الله تعالى , و مَن لا يعتقد في القرآن الكريم , بل و مَن لا يعتقد أصلاً بالله تعالى , و لا يعترف بالرسول صلى الله عليه و سلم الذي أنزلت عليه رسالة السماء الأخيرة و القرآن الكريم الذي هو العهد الأخير أو العهد الجديد الحقيقي من السماء للأرض
الشاهد الثاني
{ ٱلۡأَرۡضِ }
و المقصود هنا بالأرض هى ( مكة المكرمة ) التي فيها المسجد الحرام و الكعبة و بئر زمزم , و هنا نلمح أن { ٱلۡأَرۡضِ } لفظ عام و هو يشمل جميع الأرض و لكن ( مكة ــــ بما فيها المسجد الحرام و الكعبة الشريفة و بئر زمزم ) هى مكان خاص , فكيف يُطلق اللفظ العام هو { ٱلۡأَرۡضِ } على مكة و ما فيها من المسجد الحرام و الكعبة و بئر زمزم ؟! و الجواب هو , إطلاق اللفظ العام على الخاص هنا يدل على تعظيم و قدسية و تشريف و تكريم و رفع مكانة و قيمة و قامة المكان المخصوص و هو ( مكة ــــ و ما تشتمل عليه من المسجد الحرام و الكعبة و بئر زمزم )
الشاهد الثالث
{ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ }
و هى الأشهر الحُرُم و هى رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المُحَرَّم , و كان قبل أن تنزل هذه الأيات على رسول الله صلى الله عليه و سلم يحج للبيت جميع البطون و القبائل العربية , و لكن بعد نزولها لم يعُد هذا ممكناً لهم , فقد انتهى الأمر بعد فتح مكة و أصبحت للمسلمين فقط
الشاهد الرابع
{ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي }
و هى في حق الكفار و المشركين , و المقصود بالأية , أن الله تبارك و تعالى تركهم يحجون للبيت العتيق في مكة لوقت هو يعلمه و حينما جاء الوقت المعلوم في علم الله تعالى القديم , منعهم من دخول مكة كلها , و عكس ( العَجْز ) القوة و القدرة و القهر و الجبروت و هذه كلها من صفات الله تعالى
الشاهد الخامس
{ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ }
أي : قاهرهم , و معذبهم في الدنيا بالخزي .. أي : بالعار و الخسار و انكسار شوكتهم و هزيمتهم أمام المسلمين
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم


القاهرة \ أبريل \ فجر الثلاثاء 12 \ 4 \ 2022 م الموافق 11 رمضان \ الساعة 50 و 5 فجراً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \


جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

جمال الشرقاوي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 1 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ـــ ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية معاصرة ـــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( المقال 1 )
» ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 2 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ـــ ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية معاصرة ــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( المقال 2 )
» ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 3 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ـــ ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية معاصرة ـــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( المقال 3 )
» ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 5 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ـــ ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية معاصرة ـــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( المقال 5 )
» ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ( 6 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ـــ ماء زمزم ... في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ـــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة نقدية فقهية معاصرة ـــ بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( المقال 6 )

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى