جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ المقال (9)

اذهب الى الأسفل

أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ المقال (9) Empty أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث جمال الشرقاوي المقال (9)

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي الأربعاء ديسمبر 15, 2021 6:45 pm


الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
المقال (9)


حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للكاتب الباحث الأستاذ : جمال الشرقاوي \


أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ المقال (9) Eeeeei56


مدخل مهم*
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
و بداية .. لابد للقاريء أن يعرف ما الفرق بين الذنب و المعصية و الخطأ أو الخطيئة و الإثم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً ... الذنب ... هو الشيء الكبير أو العظيم و مثاله في القرآن الكريم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{ يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ وَٱسۡتَغۡفِرِي ‌لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِـِٔينَ ٢٩ }
[ يوسف \ 29 ]
و الشاهد هنا { وَٱسۡتَغۡفِرِي ‌لِذَنۢبِكِۖ }
و ذكر { ٱلۡخَاطِـِٔينَ } جاء من باب ذكر ( الإجمال ) على ( التفصيل ) أو بعد ( التفصيل ) , فقد ذكر الله تبارك و تعالى شغف ( زليخا ) امرأة العزيز بسيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام , على أنه من الذنوب و ( الذنب ) أقل من الخطأ أو تحديداً ( الخطيئة ) و هذا بالنسبة للبشر العاديين و لكن الذنب نفسه كبيراً جداً في حق الأنبياء و لو كانت ( همسات نفس ) كما سنبيـِّـن ذلك في حق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم أو في حق جَدِّه , سيدنا إبراهيم الخليل صلى الله عليه و سلم
نقول بالله تبارك و تعالىَ و بإذنه الكريم الحميد ( الإجمال ) هو ( الخطأ ) بعد التفصيل و هو ( الذنب ) لأن ( الذنب ) ( خطيئة ) و تفصيلاً هو من جملة ( الأخطاء ) و ليست الأخطاء من جملة الذنوب , و لكنه ( خطئاً كبيراً ) و لذلك ثـَـنَّـىَ الله عز و جل بـــ { ٱلۡخَاطِـِٔينَ } بعد { ‌لِذَنۢبِكِۖ }

(( مسألة مهمة في المقارنة بين الخطأ و الذنب ))
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و لذلك قال الله تعالى
{ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ إِمۡلَٰقٖۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡۚ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ ‌خِطۡـٔٗا ‌كَبِيرٗا ـــ ٣١ }
[ الإسراء \ 31 ]
و الشاهد هنا
{ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ ‌خِطۡـٔٗا ‌كَبِيرٗ }
هل قال الله تعالىَ ( هو ذنباً كبيراً ) ؟ و الجواب هو , لا , لماذا ؟ , لإن الذنوب المتكررة تصبح خطئاً كبيراُ و الذنب الذي تكرر و تحوَّل إلىَ خطئاً كبيراً مستحق التوبة و الكفارة و عفو وليِّ الأمر أو عقابه , و لكن الذنب الصغير أو الذنب الواحد البسيط يستحق الإستغفار , مثل التكاسُل في الصلاة مثلاً , هل نقول أن مَن تكاسَلَ في الصلاة أخطأ خطئاً كبيراً يستحق عليه الكفارة أو الصيام من ثلاثة أيام مثلاً و هى أقصر و أقل مدة كفَّارة في الإسلام إلىَ ستين يوماً أو شهرين مُتَتَابِعَين مثلاً و هىَ أطول أو أكبر مدة كفارة في الإسلام ؟ و الجواب , لا , و لكن في حالة تكاسُلَك عن الصلاة مثلاً و هىَ أهم ركن في الإسلام أن تستغفر الله سبحانه و تعالىَ و تتوضَّأ و تصلي ما فاتَك أو تكاسلتَ عنه من صلوات في عدة أيام مثلاً , لأننا لو اعتبرنا أن التكاسل في الصلاة خطئاً كبيراً يحتاج للصيام و الكفارة فسوف يخرج الناس من الإسلام أفواجاً , لأن الصلاة عبادة يومية و ربما يتكاسل المسلم أو العابد سواءً مسيحياً أو يهودياً ـــ حتىَ ـــ في الإسبوع الواحد مَرَّة أو مَرَّتين , فهل سيظل يُكَفِّر و يصوم كل أسبوع ؟! بالقطع لا , ( إذاً ) أو ( إذن ) التكاسُل عن الصلاة أحياناً هو ذنباً صغيراً يحتاج الإستغفار و ليس خطئاً كبيراً يحتاج الصيام و الكفَّارة , و أمَّا في سورة ( يوسف ) حينما يقول الله تعالى { وَٱسۡتَغۡفِرِي ‌لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِـِٔينَ ٢٩ }
[ يوسف \ 29 ]
لأن الذنب هنا كبيراً جداً و قد وصل لمرحلة الخطأ الكبير أيضاً , مع ملاحظة أن الذنب الذي وصل لمرحلة الخطأ هنا هو في حق نبيِّ من الأنبياء الكبار , و هو محاولة السيدة \ زليخا , زوجة العزيز ( عزيز مصر ) , إغواء و إغراء سيدنا يوسف عليه الصلاة و السلام بالوقوع في الزنا و هو خطئاً عظيماً و خاصة في حق الأنبياء عليهم صلوات ربي و سلامه , ثم بعد ذلك كانت هى السبب في سجنه سبع سنوات كاملة ظلماً بدون أن يفعل أي شيئ , و هنا تكون الذنب كبيراً جداً لدرجة الخطيئة العظيمة التي تحتاج للتوبة و الإستغفار , و التوبة أشمل و أعم من الإستغفار , لإن الإستغفار يكون باللسان و بالقلب فقط و لكن التوبة باللسان و بالقلب و البكاء و الندم و بالعمل , و لذلك حينما يقول الله تعالى { وَٱسۡتَغۡفِرِي ‌لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِـِٔينَ ٢٩ }
[ يوسف \ 29 ]
نقول إن المقصود هنا أن الذنب جاء في الأية الكريمة إجمال أو ( عام ) و يندرج تحت جنس الأخطاء و هو ( التفصيل ) لإن الذنوب الصغيرة تقع في حياتنا اليومية و نستغفر الله تعالى منها , و لكن الأخطاء الكبيرة التي تحتاج للكفارة و الصيام و العقاب و لها أضرار بالفرد و المجتمع لا تحدث مِنَّا كل يوم
و لذلك قال الله تعالى
{ وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٍ أَن يَقۡتُلَ مُؤۡمِنًا إِلَّا خَطَـٔٗاۚ وَمَن ‌قَتَلَ مُؤۡمِنًا خَطَـٔٗا فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَصَّدَّقُواْۚ فَإِن كَانَ مِن قَوۡمٍ عَدُوّٖ لَّكُمۡ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖۖ وَإِن كَانَ مِن قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞ فَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ وَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖۖ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ تَوۡبَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ٩٢ وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا ــ ٩٣ }
[ النساء \ 93 ]
الشاهد الأول
{ وَمَن ‌قَتَلَ مُؤۡمِنًا خَطَـٔٗا فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَصَّدَّقُواْۚ }
فالقتل في حد ذاته خطيئة عظيمة حتىَ لو كان غير مقصوداً أو حَدَثَ بالخطأ و يحتاج إلى { ا فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَة } أو { وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَصَّدَّقُواْ } فهذا هو الذنب الكبير الذي يصل لمرحلة الخطيئة
الشاهد الثاني
{ وَإِن كَانَ مِن قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞ فَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ وَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖۖ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ }
و انظر أيها القاريء الكريم في هذه الحالة { فَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ وَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَة } أو { فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ }
و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مسألة مهمة في عتاب الله تعالى لرسولهِ و نبيِّهِ محمد صلى الله عليه و سلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱسۡتَغۡفِرۡ ‌لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ }
[ غافر \ 55 ]
و الشاهد هنا { وَٱسۡتَغۡفِرۡ ‌لِذَنۢبِكَ }
و السؤال الذي يسأله كل الناس و حتى الذين هم غير مسلمين , يسألون عن هذه الأية الكريمة و يعتبرونها ذم في حق الرسول محمد صلى الله عليه و سلم و يحاولون جاهدون أن يُقيموا علينا كمسلمين الحُجَّة بمثل هذه الأيات القرآنيـَّات الشريفات التي بها عتاب من الله عز و جل لحبيبه سيدنا محمد الرسول النبي الأمي الخاتم صلى الله تعالى عليه و سلم تسليما كبيراً بلا مبتدأ و لا منتهى , و يريدون أن ينفوا عنه نبوته و يجحدوا برسالته , و اسمحوا لي أن أميط اللثام عن مثل هذا الغموض في هذه المواضع ... السؤال ... هل كان النبي صلى الله عليه و سلم يُذنِبُ ؟! و إذا كان يُذنِبُ فما نوع هذا الذنب في حقه عليه الصلاة و السلام ؟! و هنا نقول بفضل من الله تعالى و مَنَّة و بإذن منه ,
بدأت هذه الأية القرآنية الكريمة بـــ { فَٱصۡبِر } و السؤال هنا , لماذا و عَلَامَ يصبر النبي صلى الله عليه و سلم ؟! ثم ثـَـنَّـىَ بـــ { إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ } و هذه كلها { فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ } ( إجمال ) ـــ يعني ـــ الموضوع أو الفكرة القرآنية بصفة عامَّة , و بعد ذلك قال ربنا سبحانه و تعالى بـــ ( التفصيل ) و هو المعنى المراد إيصاله للنبي صلى الله عليه و سلم , { وَٱسۡتَغۡفِرۡ ‌لِذَنۢبِكَ } ثم قال الله سبحانه و تعالىَ من جملة الطلب أو الأمر للنبي صلى الله عليه و سلم { وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ } ... و السؤال , هل كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يسبِّح الله عز و جل ؟! و الجواب , إنه لا يفتر أبداً عن ذكر و تسبيح و تمجيد و تهليل الله سبحانه و تعالى و تنزيهه و تقديسه , إذاً ... لماذا طلب الله سبحانه و تعالى منه ذلك الأمر ؟! أليس هذا محيـِّـرَاً ؟! تكمن الإجابة في الأتي ,
فإذا نظرنا لهذه الأية { فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱسۡتَغۡفِرۡ ‌لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ ــ ٥٥ } [ غافر \ 55 ] وجدنا أنها رقم [ 55 ] و إذا نظرنا للأيتين قبلها مباشرة رقم [ 53 \ 54 ] { وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡهُدَىٰ وَأَوۡرَثۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ ٥٣ هُدٗى وَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٥٤ } [ غافر \ 53\ 54 ] نجد أن الله تبارك و تعالى يتكلم أو يسرد للرسول صلى الله عليه و سلم حكاية سيدنا موسى بن عمران ( الكليم ) صلى الله عليه و سلم , مع بني إسرائيل , بأن الله تعالى أنزل على سيدنا موسىَ أو أعطى سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام { ٱلۡهُدَى } ـــ يعني ـــ التوراة , و جعل التوراة ميراث لبني إسرائيل من بعد سيدنا موسى , و ذلك لكي يهتدوا و يتذكروا كأصحاب العقول الراقية المستنيرة , و لكنهم كفروا و أحلُّوا ما حرَّم الله تعالى و ارتدوا و بدَّلوا كتابهم و شريعتهم و حَرَّفوهما , و الثابت أن سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام كان يحاول أن يعالج استكبارهم و صَلَفِهم بشتَّىَ الطُرُق , و هم المشهورون في الكتب المعتمدة أنهم ( بني إسرائيل ) ... و ( اليهود ) و خاصة يهود موسىَ ـــ أي ـــ : الذين كانوا معه و آمنوا به , هم آخر فرع و سلالة في جنس بني إسرائيل بل و كان مُتَعَجِّلَاً في هدايتهم إلى الله عز و جل , و لكنهم للأسف ارتدوا بعد موته و كفروا ـــ نقول معظمهم للأسف الشديد !!! ـــ و لذلك جاءت الأية رقم [ 56 ] من نفس السورة { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِي صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡرٞ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِۚ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ــ ٥٦ } [ 56 \ غافر ] لتؤكد التقرير الإلهي عن الكفار و المعاندين و الملحدين و المشركين , إن ما في قلوبهم المريضة إلَّا استكباراً و عناداً و جحوداً تجاه الله تبارك و تعالى و رسله و أنبيائه و أصفيائه و لن يصلوا لشيء في نهاية المطاف , و انتهت هذه الأية الكريمة بأمر من الله تبارك و تعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه و سلم { فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ــ ٥٦ } أن يستعيذ و يستعين بالله تبارك و تعالىَ من كفر و شرك هؤلاء و من الشيطان الرجيم الذي يحركهم بـــ ( الذنوب الكبيرة ) التي تصل لحد الخطيئة العظيمة مثل الكفر و الشرك , و من هنا نفهم لماذا قال الله سبحانه و تعالى للرسول صلى الله عليه و سلم { فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱسۡتَغۡفِرۡ ‌لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ ــ ٥٥ } [ غافر \ 55 ] { ٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ } ـــ أي ـــ يقول الله سبحانه و تعالى لا تستعجل يا محمد , لإني كتبت للجنة أهلها و للنار أهلها و سبق الكتاب فيما قضيتُ به قبل خلق خلق الخلق , فلا تحزن على مَن كفر و لا تستعجل هداية أحد لإن الأمر كله لي ( لله تعالىَ ) , ثم قال المولى عز و جل { وَٱسۡتَغۡفِرۡ ‌لِذَنۢبِكَ } [ غافر \ 55 ] أي استغفر من استعجالك لهداية الناس و خوفك الشديد عليهم فهم عبادي أنا ليسوا عبادك أنت يا محمد , و من هنا يتأكد لنا أن الرسول صلى الله عليه و سلم مُقَرَّب جداً من الله تبارك و تعالى و ( الذنب الصغير ) الذي هو من جملة الذنوب العادية في حياة البشر يُعتبر في حقه صلى الله عليه و سلم كبيراً يصل لمرحلة ( الخطأ العظيم ) و هذا لمنزلته التي رفعه الله تعالىَ إليها , و لذلك أمَرَه الله تعالى بالإستغفار من هذا ( الذنب ) و كذلك أمَرَه بالتسبيح و بالحمد ليلاً و نهاراً , و كأن الله تعالى يقول له عليك بخاصة نفسك إدعوا الناس فقط و لا تستعجل هدايتهم و لا تحزن على مَن كفر منهم أو ارتد أو اشرك , و ليس الأمر كما فَسَّرَه المجانين من الناس على أن النبي صلى الله عليه و سلم صاحب ذنوب و كبائر !!! أو إنه لا يسبِّح الله تعالى و ينزهه و يقدسه حق تنزيهه و تقديسه
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم
{ فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ ‌لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ ١٩ }
[ محمد \ 19 ]
و الشاهد هنا { وَٱسۡتَغۡفِرۡ ‌لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ }
و كما فسرَّنا الأية السابقة من سورة ( غافر ) نفسر هذه أيضاً ,
هل سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه و سلم , لا يعلم أن الله تعالى واحدا صمداً متفرداً بالعبادة ؟! بالقطع يعلم ... إذاً لماذا يقول له الله العليم الخبير و هو به أعلم { فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ } ؟! و المقصود هنا الثبيت للرسول صلى الله عليه و سلم و هذا من جملة الأخبار و ( الإجمال ) و ليس من جملة أن الرسول صلى الله عليه و سلم يشك في وحدانية الله تبارك و تعالى , و لكن جاء ( التفصيل ) في { وَٱسۡتَغۡفِرۡ ‌لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ } و الأمر بالإستغفار هنا ـــ أي ـــ الدعوة لنفسك و لهم بالرحمة و العفو و المغفرة من الله تبارك و تعالى , و هو تعليم للأمة الإسلامية مهما كانت درجة عبادتهم و تقربهم لله تعالى فهم عباده و يحتاجون إليه و لرحمته و مغفرته و رضوانه عليهم , و هذا من درجة ( الإحسان ) و هذه فضيلة في حق النبي صلى الله عليه و سلم ـــ أي ـــ لأنه يعبد الله تعالى كأنه يراه ... و بدرجة أقل للمؤمنين من جملة الأمة الإسلامية الذين هم في درجة أقل من درجة نبيهم محمد صلى الله عليه و سلم , و ليست منقصة و عيباً لهم أو في حقهم لأنها ربما تكون ( شفاعة ) لهم عند ربهم , و هى فضيلة لأنهم يتقربون إلى الله تعالى بالإستغفار و الدعاء و الرحمة و المغفرة و الخوف منه في غير يأس و الرجاء فيه من غير حدود , ـــ و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم
القاهرة \ سبتمبر \ ليلة الخميس 2 \ 9 \ 2021 م
الساعة 49 و 2 ليلاً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \


جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1287
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

جمال الشرقاوي يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى (المقال 19 ) ــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) ــ الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ــ في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ــ رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة ــ بقلم الباحث \ جمال الش
» الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 13 ) أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( المقال
»  الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 15 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( ا
» الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى ( المقال 14 ) ـــ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \ ( الم
» الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى (11) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و تحقيق و دراسة فقهية نقدية مقارنة بقلم الباحث

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى