النص الأصلي ( المقال 7 ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر رؤية تحليلية و دراسة فقهية نقدية مقار

النص الأصلي ( المقال 7 )
الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
الخيانة على الفيس بوك هى الخيانة الصغرى
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
رؤية تحليلية و دراسة فقهية نقدية مقارنة
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
( المقال 7 )

حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للكاتب الأديب الباحث الأستاذ : جمال الشرقاوي \

و ربما يسألني سائل لماذا تكرار الفعل الحقير التافه الصغير مرتين أو ثلاث* و يصبح بعد ذلك ذنباً صغيراً , و الجواب هو , لسببين , ( السبب الأول ) : إجتهاداً مني و له أصل في القرآن الكريم و أنا هنا أستخدم القاعدة الشرعية الفقهية الأصولية ( القياس ) ـــ أي : قياساً علىَ ما جاءَ في القرآن الكريم , و قد وَرَدَتْ الكذبات الثلاث في القرآن الكريم و لم تَتَعَدَّىَ الثلاثْ , و مع ذلك تجاوزَ اللهُ تعالىَ و سَتَرَ و رَحِمَ و غَفَرَ و عفا و لم يؤاخذ علىَ الكذباتِ الثلاثْ , و ( السبب الثاني ) : فقد أورَدَ الله تعالى في القرآن الكريم , الظرف و الإضطرار الذي يفرض نفسه على جميع البشر سواءً كانوا أنبياء و رُسُل أو بشراً عاديين جداً , و يتمثل في ثلاث كذبات للخليل , سيدنا إبراهيم النبيِّ الرسول عليه الصلاة و السلام
( الكذبة الأولى )*
{ قَالُوٓاْ ءَأَنتَ فَعَلۡتَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَا يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ ٦٢ قَالَ بَلۡ فَعَلَهُۥ ‌كَبِيرُهُمۡ هَٰذَا فَسۡـَٔلُوهُمۡ إِن كَانُواْ يَنطِقُونَ ٦٣ }
[ الأنبياء \ 62 \ 63 ]
و الشاهد الأول { ءَأَنتَ فَعَلۡتَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَا يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ }
الشاهد الثاني { بَلۡ فَعَلَهُۥ ‌كَبِيرُهُمۡ هَٰذَا فَسۡـَٔلُوهُم }
( الكذبة الثانية )*
{ فَقَالَ إِنِّي ‌سَقِيمٞ ٨٩ }
[ الصافات \ 89 ]
الشاهد هنا { إِنِّي ‌سَقِيمٞ }
( الكذبة الثالثة )*
و هى ليست في القرآن الكريم إنما هى في السُـنـَّـة النبوية الشريفة
[ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : مَرَّ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ بِجَبَّارٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ ، فَأُخْبِرَ الْجَبَّارُ بِهِمَا فَأَرْسَلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ : مَنْ هَذِهِ مَعَكَ ؟ قَالَ : أُخْتِي ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَلَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ ، اثْنَتَيْنِ فِي اللَّهِ ، وَوَاحِدَةً فِي امْرَأَةٍ ، قَوْلُهُ : { إِنِّي سَقِيمٌ } [ الصافات : 89 ] وَقَوْلُهُ : { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا } [ الأنبياء : 63 ] وَقَوْلُهُ لِلْجَبَّارِ : هَذِهِ أُخْتِي ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ الْجَبَّارِ دَخَلَ عَلَى سَارَةَ فَقَالَ لَهَا : إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ سَأَلَنِي عَنْكِ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا ، فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ دَعَتِ اللَّهَ أَنْ يَكُفَّهُ عَنْهَا ، فَضَبَثَ بِيَدِهِ ، فَأُخِذَ أَخْذَةً شَدِيدَةً ، فَعَاهَدَهَا : لَئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبْهَا ، فَدَعَتِ اللَّهَ فَخَلَّى عَنْهُ ، ثُمَّ هَمَّ بِهَا الثَّانِيَةَ فَأُخِذَ أَخْذَةً شَدِيدَةً أَشَدَّ مِنَ الْأُولَى ، فَعَاهَدَهَا أَيْضًا : لَئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبْهَا ، فَدَعَتِ اللَّهَ فَخَلَّى عَنْهُ ، ثُمَّ هَمَّ بِهَا الثَّالِثَةَ ، فَأُخِذَ أَخْذَةً هِيَ أَشَدُّ مِنَ الْأَوَّلِينِ ، فَعَاهَدَهَا لَئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبْهَا ، فَدَعَتِ اللَّهَ فَخَلَّى عَنْهُ ، فَقَالَ لِلَّذِي أَدْخَلَهَا عَلَيْهِ : أَخْرِجْهَا عَنِّي ، فَإِنَّكَ أَدْخَلْتَ عَلَيَّ شَيْطَانًا ، وَلَمْ تُدْخِلْ عَلَيَّ إِنْسَانًا ، وَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ ، فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يُصَلِّي وَيَدْعُو اللَّهَ، فَقَالَتْ : أَبْشِرْ ، فَقَدْ كَفَّ اللَّهُ يَدَ الْفَاجِرِ ، وَأَخْدَمَ هَاجَرَ ، ثُمَّ صَارَتْ هَاجَرُ لِإِبْرَاهِيمَ بَعْدُ ، فَوَلَدَتْ لَهُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ ، كَانَتْ أَمَةً لِأُمِّ إِسْحَاقَ ]
( المصدر : كتاب : تعظيم قدر الصلاة ــ النص : قصة كذبات إبراهيم عليه الصلاة و السلام حاشاه ــ باب : قصة كذبات إبراهيم عليه الصلاة و السلام حاشاه ــ الجزء : 1 ــ الصفحة : 227 )
(( تعليق الباحث ))*
و هذه الكذبات الثلاث كانت من سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام و الكل يحاول أن ينفي الكذبات الثلاث عن سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام , مثلاً حينما قال للملك هى أختي , فقال العلماء هو لم يكذب و ذلك لأنها أخته في الدين , و السؤال : هل قال سيدنا إبراهيم ذلك أو أقرَّ به ؟! و الجواب , لا , إذاً فالنتيجة الحتمية إن هذا كذب اضطراري للخروج من الموقف لأنه لو قال للفرعون أنها زوجته ربما يقتله الفرعون , أي أن إبراهيم الخليل خاف على نفسه من الموت و الهلاك فاضطر للكذب , و هو فعلاً لم يكن يريد الكذب و لم يقصده , و لم يتعمد الكذب , و إنما هى مواقف و ظروف اضطرت أو دفعت سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام أن يستعمل إسلوب ( التعريض ) و هو إسلوب إنشائي بلاغي مشهور في اللغة العربية و منه ما وَرَدَ في الحديث الشريف
[ حدثنا أُنَيْسٌ ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ فِي الْمَعَارِيضَ ‌مَنْدُوحَةً ‌عَنِ ‌الْكَذِبِ ]
قلتُ : هذا حديث صحيح
و في رواية أخرى
[ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْأَعْرَجُ ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ ، حدثنا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِي الْمَعَارِيضِ ‌مَنْدُوحَةٌ ‌عَنِ ‌الْكَذِبِ ]
قلتُ : هذا حديث صحيح
و سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام في الثلاث مواقف كان يخرج من مواقف محرجة و صعبة مع جبابرة , فكان يتهكم على قومه في كذبتيِّ الأصنام , و في الثالثة كذبَ خوفاً على حياته و هذا أمر مطلوب شرعاً و نحن كمسلمين مأمورين به في شريعتنا الإسلامية , بل و من مقاصد الشريعة الإسلامية الحفاظ على النفس , و خلاصة الأمر , أن الكذبات التي كذبها سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام , عفىَ الله تبارك و تعالى عنه ( لاضطراره ) كما قال الله تعالى في القرآن الكريم في غير موضع

و إليكم الدليل علىَ أن كذبات إبراهيم الخليل كانت من أجل الحفاظ على نفسه و هذا مطلوب شرعاً و قانوناً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا ـــ وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ : إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ ـــ فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ : هذِهِ امْرَأَتُهُ . فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ ـــ قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي ، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ ـــ ]
( المصدر : كتاب : الكتاب المقدس ــ العهد القديم ــ التوراة ــ سفر التكوين ــ الإصحاح : 12 ــ العدد : 10 \ 11 \ 12 \ 13 \ )
و الشاهد الأول هنا في النص التوراتي
[ فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ ]
الشاهد الثاني
[ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ ]
(( قلتُ : أنا الباحث ))
و لو لم يفعل سيدنا إبراهيم الخليل ذلك لكان قد فقد شرطاً من أهم شروط النبوة و الرسالة و هو ( الفَطَانَة ) فلا يوجد أي نبي أو رسول يتسم و يتصف بالغباءْ , بل و لو لم يفعل ذلك لكان من الهالكين و يكون هو الذي جَنىَ علىَ نفسه بالهلاك و يكون ظالماً لنفسه كالمنتحِر الذي انتحرَ برغبته و إرادته الكاملة

و إليكم إيات الإضطرار في القرآن الكريم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( و لي بحثاً من تسع سنوات بعنوان قاعدة { فَمَنِ ‌ٱضۡطُرَّ } في القرآن الكريم
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ))
{ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ فَمَنِ ‌ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ١٧٣ }
[ البقرة \ 173 ]
و الشاهد الأول { فَمَنِ ‌ٱضۡطُرَّ }
الشاهد الثاني { فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ }
{ فَمَنِ ‌ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣ }
[ المائدة \ 3 ]
و الشاهد الأول { فَمَنِ ‌ٱضۡطُرَّ }
الشاهد الثاني { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ }
{ قُل لَّآ أَجِدُ فِي مَآ أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٖ يَطۡعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيۡتَةً أَوۡ دَمٗا مَّسۡفُوحًا أَوۡ لَحۡمَ خِنزِيرٖ فَإِنَّهُۥ رِجۡسٌ أَوۡ فِسۡقًا أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۚ فَمَنِ ‌ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ }
[ الأنعام \ 145 ]
الشاهد الأول { فَمَنِ ‌ٱضۡطُرَّ }
الشاهد الثاني { فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ }
{ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۖ فَمَنِ ‌ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١١٥ }
[ النحل \ 115 ]
الشاهد الأول { فَمَنِ ‌ٱضۡطُرَّ }
الشاهد الثاني { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ }
و لا يفوتني أن أبادر بالهجوم على مَن سيزعمون أن في أيات ( الإضطرار ) دائماً ما نجد كلمات قرآنية مثل
{ غَيۡرَ بَاغٖ }
[ البقرة \ 173 ]
و { غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ }
[ المائدة \ 3 ]
و { غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ }
[ الأنعام \ 145 ]
و { غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ }
[ النحل \ 115 ]
و هذه الكلمات تفيد بأن الإضطرار بدون إثم أو بدون بغي أو ظلم أو بدون تعدِّي لحقوق شرعية أو حقوق قانونية أو حقوق إنسانية , أقول نعم هذا كلاماً صحيحاً , و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا , و منذ متىَ كان الإضطرار يحتاج للتعدِّي على الحقوق أو الظلم أو البغي ليكون مضطراً ؟! و السؤال بصيغة أوضح , هل المضطر ينظر إلى الأخرين يريد أن يظلمهم أم يستعطفهم ؟! هل رأيتم مضطراً ينظر للأخرين نظرة العدوان أو التقرُّب ؟! فالمضطر يفعل أي شيء ليخرج من الحاجة أو العَوَز أو الضيق أو الحرج , فإذا كان هذا هو حال سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام كذب ثلاث كذبات و كان مضطراً لذلك , فمابالك بالأشخاص العاديين ماذا هم فاعلون ؟! و إذا كانت هذه الكذبات الثلاث في حق إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام أشد ( ذنباً ) لأنه من المقربين من الله تعالى و مع ذلك عفى الله تعالى عنه , فهل لا يعفو الله تعالى عن الضعفاء المساكين أمثالنا , الذين يُصبحون و يُمسون في فتن كقطع الليل المظلم يتلو بعضها بعضاً , خاصة و لو كان هذا ( الذنب ) اضطراراً ؟! ففي كل أيات الإضطرار وجدناها تنتهي
{ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ }
[ البقرة \ 173 ]
و { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ }
[ المائدة \ 3 ]
و { فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ }
[ الأنعام \ 145 ]
و { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ }
[ النحل \ 115 ]
و هذه بشارة من الله تعالى لصاحب العذر و المضطر بالمغفرة و الرحمة , هذا ما جعلني أجتهد في أن ( الذنب ) إذا فعله الإنسان ثلاث مرَّات يكون ( ذنباً صغيراً ) حقيراً تافهاً ربما لا يؤاخذ عليه كثيراً , و لكن إذا استمر و صار حدثاً يومياً اعتيادياً مُتَعَمَّدَاً فهنا يتحول ( لذنب كبير ) , و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم .
القاهرة \ سبتمبر \ ليلة الخميس 2 \ 9 \ 2021 م
الساعة 49 و 2 ليلاً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \