أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) المسألة السوريَّة وتورُّط الرئيس بشار الأسد و وضع اللاجئين السوريين في مصر بقلم الكاتب جمال الشرقاوي

المسألة السوريَّة وتورُّط الرئيس بشار الأسد و وضع اللاجئين السوريين في مصر
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
المسألة السوريَّة وتورُّط الرئيس بشار الأسد و وضع اللاجئين السوريين في مصر
بقلم الكاتب \ جمال الشرقاوي \

حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للكاتب الأستاذ : جمال الشرقاوي \

$أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) المسألة السوريَّة وتورُّط الرئيس بشار الأسد و وضع اللاجئين السوريين في مصر بقلم الكاتب \ جمال الشرقاوي \ Eeeeee23$

أعتذر لكل لاجيء إنما هى قضية سياسية لابد من حلها

إنَّ ما سأقوله بإذن الله تعالىَ هو ليست مشكلة الرئيس السوري بشار الأسد فقط إنما هيَ مشكلة الشعب السوري ككل .. كالأتي
(( مشكلة سوريا أن أعدائها اصطادوها و حلفائها طعنوها ))

المسألة السورية سياسياً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد بدأت المشكلة ( اقتصادية ) ثم تطوَّر الأمر فأصبحت مشكلة ( عسكرية ) ثم تطوَّر الأمر فأصبحت مشكلة ( إجتماعية ) و السبب خيانة حلفاء بشار الأسد في تركيا و إيران و روسيا , فاصطاد الغرب الأمريكي و الإتحاد الأوربي ( الناتو ) سوريا , ثم طعنها من الخلف حلفائها الكبار , روسيا و تركيا و إيران

مشكلة سوريا الحقيقية هى ( الغاز ) فقد رفض بشار الأسد مرور الغاز من تركيا إلى سوريا ثم إلى أوروبا و لكنه وافق بل و ذهب و أحضر قيصر روسيا بوتين و حسن روحاني رئيس إيران لكي يمر الغاز من روسيا إلى إيران إلى سوريا و من سوريا إلى دول أوروبا , و كان بالطبع لابد من الإنقلاب على بشار الأسد بدعم أوروبي و أمريكي لأنهم لا يرغبون بتحَكُّم إيران الشيعية و ملالي إيران و لا القيصر الروسي فلاديمير بوتين في مجريات الحياه الأوربية , بل و يرحبون بصبي الغرب و أوروبا الأغبى في العالم رئيس تركيا ( رجب طيب أردوغان ) و بصفة عامَّة لا ترحب أمريكا و لا أوروبا لا بإيران التي يصفونها بأنها راعية الإرهاب في العالم و لا بروسيا المنافس القوي على زعامة العالم , و للأوروبيين الحق في ذلك , فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بل و إيران دائماً ما يهددان بضرب ( حلف الناتو ) و ضرب أمريكا , و دائماً ما يهدددان بضرب المصالح الأوروبية و الأمريكية , و من هنا كانت هذه الغلطة الكبيرة هى التي أوقعت بشار الأسد في ورطة و ألجأت الشعب السوري لاجئاً لبلاد العالم

المشكلة السورية و تغيير الخريطة الديموغرافية في مصر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهت الحرب في سوريا
فلابد للاجئين السوريين في مصر , لابد أن يرجعوا بلادهم طالما وضعت الحرب أوزارها , فلا يوجد سوري واحداً في دول الخليج العربي , فالسوريين هناك موجودين بموجب إاقامة ( عقد عمل ) بسبب العمل فإذا ما انتهى عقد العمل و لم يتجدد فسوف يغادر السوريين بلاد الخليج العربي فوراً , و كذلك السوريين في تركيا يتم الإعتداء عليهم كل يوم و تُحرق محلاتهم , و كذلك في لبنان يحرقون محلات و مخيمات اللاجئين السوريين , و أمَّا في مصر فقد نزلوا منزلاً كريما و كانوا مثل أهل البلاد المصرية , فاشتغلوا في التجارة و غيرها و نجحوا و صاروا جالية محترمة , و لكن وجودهم في مصر كان بسبب الحرب , فإذا ما انتهت الحرب لابد أن يرجعوا بلادهم سوريا مشكورين , و يمارسوا أعمالهم في سوريا لتعميرها , و إلَّا وجود هؤلاء السوريون في مصر بكثرة كاثرة فسيأتي زماناً يطالبون فيه بحكم ذاتي و بل و يطالبون بقانون خاصٍ بهم لأنهم غير مصريين في الأصل و سيترتب على هذا , ربما يقولون نريد أن نحكم أنفسنا بأنفسنا و نريد الإستقلال عن مصر !!!! فأني أصرخ في وجه الحكومة المصرية أن تنتبه لهذا الأمر و هو ( التغيير الديموغرافي ) مستقبلاً , و قد اعتصمت الجالية اللاجئة من سوريا في الدنمارك أمام السفارة الدنماركية اعتراضاً على قرار صدر من البرلمان الدنماركي بترحيل السوريين !!! و هل للسورييون أن يعترضوا على قرار ترحيلهم من دولة استضافتهم أثناء الحرب و بعد انتهاء الحرب لابد من رجوع كل شيء لوضعه الطبيعي , عودة اللاجئين لأوطانهم بدلاً من اعتراضهم ؟ !! , و عندنا في مصر مثال واضح و هو الهكسوس الذين أتوا إلى مصر بدخولهم سيناء بسبب عيشة الصحراء الصعبة و عدم توافر الغذاء و الماء , فسمحت لهم الدولة المصرية وقتها بالدخول إلى أراضيها كضيوف و لاجئين , و لكن مع مرور الوقت و قد ضعفت الدولة المصرية و كان الهكسوس قد كثروا في سيناء , فأرسلوا لأهلهم و ذوي قرابتهم من البدو فجاءوا إلى مصر فاحتلوا شمال مصر بالكامل و أجزاء أخرى من أرض مصر , هذا هو الثمن الذي تدفعه أي دولة تتغير ديموغرافيتها بسبب وجود كثرة كاثرة من اللاجئين تنمو اقتصادياً و تقوَىَ نسلاً و نفوذاً مع مرور الزمن

محاولة الهكسوس لغزو مصر ديموغرافياً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ ومن الهجرة إلى مصر ما اتخذ صورة عنيفة من الغزو والإغارة وقد يكون مما شجع عليها ضعف حكام مصر ضعفا أغرى سكان البادية بهم . ولكن العامل الأساسي في حدوث مثل هذه الهجرات الكبيرة إنما كان مرجعه الرئيسي إلى سوء الحالة الاقتصادية في المناطق المجدبة ، مما أدى احيانا - كما كان الحال في غارة الهكسوس - إلى هجرة العائلات بجميع أفرادها ، تصطحب معها كل ما تملكه من معدات وحيوان مما يدل دلالة صريحة على أن القصد من تلك الغارات إنما كان التماس مناطق تتوافر فيها وسائل المعيشة لتلك العائلات التي اضطرت إلى أن تترك مناطقها الأصلية حين عجزت عن أن تجد القوت فيها . ولكن هل كان الهكسوس عرباً أو ساميين ؟ لقد اعتمد جرجي زيدان ، منذ اكثر من نصف قرن ، على بعض أدلة في إثبات عروبة الهكسوس غير أن تطور الدراسات لم يؤيد نظرية جرجي زيدان تأييداً تاماً . فإن معنى اللفظ هكسوس - ملوك الرعاة - لا يدل على أن المقصود بهم شعب سامي أو جنس سامي . ومن الجائز أن يكونوا خليطاً من سلالات سامية وغير سامية اندفعت من مكان أو أمكنة بعيدة وتقدمت بجموعها المختلطة للإغارة على مصر السفلى ، فعبرت طريق سيناء ، لكونه الطريق الميسور الوحيد للعبور في هذه المنطقة . ويبدو أن الأبحاث الحديثة تميل إلى الربط بين دخول هؤلاء الرعاة إلى مصر، وبين هجرة قبائل مغولية من قلب آسيا نحو الغرب حيث تتدافعت الشعوب التي كانت تسكن هضاب إيران وبلاد الرافدين ونواحي سوريا غربا فغربا ، مما أدى إلى الضغط على رعاة بوادي الشام ، فنزلوا شبه جزيرة سيناء وصحراء مصر الشرقية وأرض الدلتا ، وكانت مصر إذ ذاك في فترة ضعف داخلي في نهاية أيام الأسرة الثالثة عشرة ومما يدل على أن هؤلاء الرعاة قد تأثروا بالهجرات المغولية ، أن ما استخدمه الهكسوس من الخيل والعجلات كان من مؤثرات مغولية . فمن الجائز أن يكون الهكسوس عناصر مختلطة سامية وغير سامية ، وهذا لا ينفي أن يظهر في لغة هؤلاء بعض آثار سامية ، فهذه الآثار اللغوية ، إن ثبتت ، فإنما تدل على أن جماعة من هؤلاء الرعاة ، كانوا يتكلمون لغة سامية ، أو لغة متأثرة بها . ومهما يكن فإن الهكسوس قد حكموا مصر فترة تزيد على قرن ونصف ، إلا أن نفوذهم لم يتغلغل ]
( المصدر : كتاب : البيان و الإعراب عمَّا بأرض مصر من الأعراب ــ المولف : المقريزي ــ باب : الهكسوس و هل كانوا عرباً ــ )
(( قلتُ : أنا الباحث ))
[ إلا أن نفوذهم لم يتغلغل ]
سنشرح هذه الجملة لأنها أخطر جملة وَرَدَت في النص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن هذا النص كله يشرح نفسه بنفسه لِمَن يريد أن يفهم , و يفسر نفسه بنفسه للقاريء الواعي الذي يبحث عن الحقيقة المجرَّدَة التي نبغيها و نبحث عنها بالقلب و العقل , فنحن لا نكره إنساناً لجأ إلينا و أراد بلادنا و عاش معنا في أمنٍ و سلام , و لكننا نخشىَ كما قلنا من تغيُّر نفوس اللاجئين سواء سوريين أو فلسطينيين أو ليبيين أو سودانيين أو يمنيين , ــ نقول ــ نخشىَ تغيُّر نفوسهم في عيشٍ أمنٍ بعد خوف , و شبعِ بعد جوعٍ , و عزٍ و جاهٍ بعد فقرٍ , و رغدٍ و هناءٍ بعد مذلةٍ , و أمنٍ و سلامٍ و اطمئنانٍ بعد خوف و هلعٍ و تشريدٍ و قتلٍ , فينسىَ ( اللاجيء ) نفسه بعد أن يكثُر نسله و يشتد عوده و يستوطن أماكن كثيرة من الأرض التي هاجر إليها و أحتضنته لاجئاً , ثم مع مرور الوقت أصبح مواطناً مصرياً صرفاً مثل السوادنيين و الليبيين و ( الفلسطينيين على وجه الخصوص فكثيراً منهم عاش و مات في مصر و له هويَّة أو بطاقة شخصية أو عائلية مكتوباً فيها أنه مصري ) , ... ــ أقول ــ فمن أين لنا أن نضمن أنهم بعد ذلك يطالبون بحزبٍ سياسيٍ لأنفسهم و مقاعداً في البرلمان و كذلك يطلبون المنافسة الرئاسية بدعم من هنا أو من هناك , أو في فترة ضعف الدولة , أو قيام رئيس ضعيف أو خائن يأتي بعد أن يذهب عصر الرئيس المصري القوي ( عبد الفتاح السيسي ) ؟! فالتاريخ يذكر لنا الكثير من مثل هذه الأوضاع بسبب تغيُّر الديموغرافيا السكانية لأي بلد في العالم بها لاجئين بلغوا من الكثرة الكاثرة ما بلغوا , و من ينظر لكردستان العراق مثلاً , أو أكراد سوريا , أو حتى مَن ينظر لإقليم بني شنقول أو إقليم التيجراي في دولة أثيوبيا ( مع الفارق ) فإقليم بني شنقول أو إقليم تيجراي ليسوا لاجئين و لكنهم بلغوا من الكثرة الكاثرة ما جعلهم يناطحون الدولة و يريدون الإستقلال بأنفسهم لأنهم عرقيات مختلفة عن بعضهم البعض

السؤال المهم و هو , لماذا لم يتغلغل نفوذهم ؟!
[ إلا أن نفوذهم لم يتغلغل ]
و هنا أنا لا يهمني أن يكون الهكسوس عرباً أو أعاجم , و لكن يهمني طرح الموضوع بكل أريحية و موضوعية بلا خجل من إخوتنا اللاجئين , ــ أقول ــ و سبب عدم تغلغل الهكسوس في مصر أو سبب عدم تغلغل أي مِلَّة أو جنس في الدولة المصرية بالذات , لإن كل مَن غزا مصر صار مصري حتى و إن اختلفت سياساته , فهم يغوصون في رمال الشعب المصري و يتوهون بشكل غريب بين سكان هذا الشعب الغريب و ينخرطون في إسلوب معيشته و يخافون أن يقتربوا من تغيير عاداته و سلوكه التي لم و لن تتغيَّر حتى لو أرادوا تغييرها , فيضطر أي غازي مستعمر أو لاجيء أن يكون مصرياً طوال فترة إقامته في مصر , و السبب باختصار هو , تماسك الشعب المصري و صلابة معدنه الغير قابل للتفتيت و التفكيك نهائياً , و لكن ربما يسألني سائل , و لماذا تخاف ( إذن ) من تغيُّر ديموغرافية السكان في مصر بسبب كثرة اللاجئين طالما هو شعب متماسك ؟! , و الجواب هو , أنا لا أخاف من هذه النظرية بشكل كبير و إن كنت أحسب لها حساباً , فالحرص واجباً و مطلوباً , و إنما لو نجمت مثل هذه الظواهر و صعدت إلى سطح الحياه المصرية مثل هذه العرقيات و الطوائف التي ليست مصرية الأصل فحتماً بإذن الله تعالى ستنتهي بفشل ذريع و إلى زوال و لكنها سوف تتسبب لنا في مصاعب و متاعب معيشية و دولية و اقتصادية و ربما عسكرية حتى تنتهي , تلك هى المشكلة , و هذا هو ما أحذرُ منه

القاهرة \ اكتوبر \ الجمعة 1 \ 10 \ 2021 م
الساعة 38 و 4 بعد العصر \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \