أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) يكتب : الذكريات و الذاكرة و البصيرة بقلم الكاتب جمال الشرقاوي

الذكريات و الذاكرة و البصيرة
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
يكتب : الذكريات و الذاكرة و البصيرة
بقلم الكاتب \ جمال الشرقاوي \

حقوق الطبع و النشر و التوثيق محفوظة للأديب الكاتب : جمال الشرقاوي \

$أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) يكتب : الذكريات و الذاكرة و البصيرة بقلم الكاتب \ جمال الشرقاوي \ Screen10$

سؤال في بانوراما الغريب للثقافة و الأدب ... تطرحة ( صاحبة الظل الطويل ) الأستاذة لمياء
و جاء السؤال بهذه الصيغة الرقيقة الرائعة
( لا تحسدوا صاحب الذاكرة القوية فهو لا ينسىَ ذكرياته المؤلمة )

للذكريات عودة
( نتيجة البصيرة ) هى ( إقتران لحظة الصدق بلحظة الضمير )
لا فرق سيدتي الجميلة ... في ضعف الذاكرة أو قوة الذاكرة ... فالذكريات تبقى ذكريات ... دائماً تطفو من بؤرة اللاشعور إلى بورة الشعور عندما تتصادم في الحياه الواقعية على أحداث و مشاهد حقيقية مؤثرة أو غير مؤثرة مشابهة لما في حنايا ( الذاكرة ) من أحداث و مواقف , فتهب من موتها كالمارد الجبار , و لذلك لا أحد ينسى أي شيء .. أي شيء و لو كان تافهاً و حقيراً ... فالذكريات دائماً مدفونة , أو قولوا إن صح اللفظ نائمة في ثبات عميق , فإذا ما هزتها الأحداث بعمق و عنف و قوة , إستيقظت من ثباتها العميق و بدأت في تذكر ما فات بتفاصيله , بل تذكره بأدق تفاصيله تماماً , من ذكريات مؤلمة تتلوها ذكريات جميلة و العكس صحيح , و للذكريات عودة دائماً ... لأنها تشطح بعيداً عن ما يتخيله الإنسان , فربما يمر حدث أو حادثة فاتت على الإنسان من ماضي سحيق و لم يفهم ما فيها من أحزان , أو حب أو كره , أو فراق أو شتائم , أو ألفاظ جارحة أو جميلة , أو نجاح و تقدم , أو فشل و سقوط , و ربما نَسِيَهَا الإنسان , و فجأة تأتي على ذاكرته كل هذه الأحداث مَرَّة واحدة , و هنا تحدث المعجزة الإلهية , نرى الإنسان الذي مَرَّت عليه هذه الأحداث أو ذلك الماضي البعيد و لم يفهم وقتها منه شيئاً , نراه يتذكر و يربط الأحداث ببعضها و يحلل تفاصيل الوقائع , و يتجلى الإعجاز الإلهي الذي وضع في النفس البشرية ( البصيرة ) فنرى الإنسان الذي كان لم يفهم شيئاً من ذكريات ربما ماتت من سنين و لم يفهم وقائعها عندما حدثت , يعرف في لحظة من ( البصيرة ) و الصدق بينه و بين نفسه أو قولوا إن شئتم ( بينه و بين الله ) مَن هو العدو و مَن هو الصديق , و مَن هو الظالم , و مَن هو المظلوم , و مَن خانه و مَن أنصفه , و مَن أخذ الجزاء , و مَن لم يأخذ الجزاء , و يطلع من ( لحظة البصيرة ) هذه بنتائج مذهلة تعينه على النجاح في الحاضر و المستقبل , بل و تقوِّي عزيمته في الحياه و تشد أزره و هذه ما أطلق عليها ( نتيجة البصيرة ) هى ( إقتران لحظة الصدق بلحظة الضمير )

القاهرة \ سبتمبر \ ليلة السبت 4 \ 9 \ 2021 م
الساعة 2 ليلاً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث \