جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [2] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ

اذهب الى الأسفل

ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [2] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ  Empty ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [2] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ

مُساهمة من طرف جمال الشرقاوي الإثنين أبريل 30, 2018 12:14 pm


ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [2]
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [2]
رؤية تحليلية و دراسة فقهية مقارنة بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
[2]
الفصل السابع من الجزء الثاني


ألم يحِن الوقت لنكون واحداً ؟!
و من هذا المنطلق نستطيع رصد ورطة الأزهر و الكنيسة معاً لأنهما المصدر الرئيسي للرد علىَ تخاريف السلفية الجهادية المتطرفة و التخاريف الداعشية و علىَ هذا الخطاب الديني المتنطع العقيم بغض النظر عن أن هذا خطاباً دينياً مسلماً يجب علىَ مؤسسة الأزهر الشريف وحدها صده و مهاجمته و الرد عليه , و بغض النظر عن هذا خطاباً دينياً مسيحياً متطرفاً يجب علىَ الكنيسة وحده صده و مهاجمته و الرد عليه !!! فهذا ليس تماسكاً بل تفككاً فكرياً و فجوة يستطيع المتطرف الإرهابي الجهادي أن ينفذ منها لأغراضه بدون أن يجد مقاومة شديدة من جناحين الفكر الديني المستنير في مصر ألا و هما الأزهر الشريف و الكنيسة الأم في مصر بل لابد لهاتان المؤسستان العريقتان أن يشدَّا أزر بعضهما البعض في الرد علىَ كل مَن تسوِّل له نفسه اختراق الحاجز الديني الإيماني القوي الراسخ في مصر و خاصة لو كان هذا المُخترِق دولاً و أجهزة و جيوشاً خارجية علىَ مستوىَ دولي فهذا أدعىَ للتكاتف و التعاون و التلاحم الأقوىَ بين مؤسستي الأزهر و الكنيسة علىَ حد سواء , و لابد أن يعملا علىَ التنسيق مع بعضهما البعض لحل المشاكل التي قد تنجم بين المسيحيين و المسيحيين و المسلمين و المسلمين لإن الدين يُكَمِّل بعضه بعضاً و الكتب السماوية تكمِّل بعضها بعضاً و العقول الإنسانية تكَمِّل بعضها بعضاً لإن الحكمة الإلهية اقتضت أن يكون للإنسان الواحد عينان اثنان ليتأكد بهما مِمَّا يرىَ و لو فسدت واحدة فسوف تقوم بعملها العين الأخرىَ إذ العين الواحدة لا ترىَ الحقيقة كاملة و بكل وضوح و كذلك الأزهر و الكنيسة لابد أن يضعا أيديهما في أيدي بعضهما البعض و يعالجا مشاكل المسلمين و المسيحيين معاً في الداخل المصري و قبل ذلك يشدَّا أزر بعضهما البعض لمواجهة العنف و الإرهاب و التطرف الأتي من خارج البلاد بكل قوة , و الأن نأتي للخطاب الديني الفاشي العنيف الذي تتبناه التنظيمات الإرهابية الجهادية المسلحة و يحتاج لتعديل من الأزهر ...

بعض المآخذ علىَ دور الأزهر و الكنيسة في مصر
فحينما نتكلم عن تنقية التراث العربي كله سواءً كان إسلامياً أو مسيحياً أو يهودياً أنا لا أقصد بهذا القول تلك التفاسير أو المقولات التي تتكلم عن الحروب و الإرهاب و الخيانة و إنما عن تنقية التراث بهدف تنقية العقل العربي من شوائبه و الغرض هو إظهار دور الأزهر و ليس مهاجمته و سأورد بعض الأمثلة و فالغرض من بعض هذه الأمثلة توضيح بعض جوانب النقص من مؤسسة الأزهر أو الكنيسة و ليس إقصائهما و إنما إظهار كل أو بعض جوانب النقص و التقصير من هذه المؤسسة العريقة في حق المسلمين في كل بقاع الأرض بل للكنيسة أيضاً
أولاً ـــ مشكلة الأزهر مع النصوص المقدسة
ـــ القرآن الكريم ـــ
ـــ السُـنـَّـة النبوية الشريفة ـــ
ففي بعض الآيات القرآنية الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة نجد لغطاً كبيراً بين علماء و فقهاء الدين الإسلامي بدون أن نعرف تفسيراً واحداً يصدر عن مؤسسة الأزهر يستطيع المسلمون أن يسيروا علىَ هدىَ هذا التفسير و لكننا نجد المؤيد و المعارض في ظل فوضىَ الأراء و باسم التفكير الإسلامي و الفقه الإسلامي المتعدد الأراء و الإتجاهات و بسبب هذه الحالة يتشتت المسلمون فنجد الرجل أو المرأة المسلمة يتعدَّىَ الخمسين عاماً و لا يعرف من دينه إلَّا القشور فضلاً عن الشباب لا يعرفون شيئاً عن دينهم بسبب زحمة الأقوال و الأفعال الفقهية !!! و أنا هنا أوضح نقطتين هامتين هما ـــ 1 ـــ نحن لا نريد تجميد النص المقدس الإسلامي في تفسير واحد طالما يتسع لأكثر من تفسير و لكن بعد توضيح التفاسير بدقة و بكل بساطة للمسلمين يتفق الأزهر علىَ أصحها و أدقها و أقربها للواقع و أقربها تيسيراً و تسهيلاً علىَ المسلمين فيكون هو العُمدة الذي يرجع له المسلمون , علىَ الأقل في زماننا المعاصر لكن بعد ذلك سيأتي أجيال أخرىَ غيرنا في أزمان أخرىَ بعد زماننا فيأخذ من النص المقدس ما يناسب زمانه هو و عصره هو ـــ هذه هىَ النقطة الأولىَ ـــ و ـــ النقطة الثانية ـــ عدم منع أي تفاسير معارضة لتفاسير الأزهر و لكن لابد من التنويه عليها بقوة في وسائل الإعلام المحتلفة سواءً المقروءة و المسموعة و المرئية حتىَ لا ننغلق علىَ أنفسنا و حتىَ لا تتحول مؤسسة الأزهر إلىَ مؤسسة كهنوتية ذات الرأي الواحد و الصوت الواحد الذي لا يقبل رأياً من خارجه و لا يسمع صوتاً من خارجه و إنما نقبل كل الأراء و الإتجاهات شريطة التنويه علىَ مَدَىَ صحتها و نفعها أو بطلانها و فسادها و بكل أدب و احترام و ليس كما نجده اليوم إن كان هناك صوتاً أو رأياً من خارج الأزهر نرىَ الأزهريين يخرجون عليه في كل وسائل الإعلام المختلفة من مرئية و مُشاهَدة و مسموعة كالكلاب المسعورة و ينهشون في أعراض الأصوات و الأراء المعارضة عنهم بكل وحشية و يتعمدون إحراج المعارض بسؤاله عن مهنته أو شهادته أو غير ذلك حتىَ يمزقوه أمام السامع و القاريء و المشاهد و هذه قمة ـــ قلة الأدب و العلم و الحياء ـــ من كلاب الأزهر المسعورة التي اخترقت الأزهر من خوارج العصر من الإخوان و السلفيين المتنطعين الإرهابيين المتأسلمين أو من بعض الذين استكبروا من ضعاف النفوس الذين يعتقدون أنهم طالما انضموا لمؤسسة الأزهر الشريف فإنهم بذلك مسموعون الكلمة نافذون الأمر وجبت لهم الطاعة و دانت لهم الدولة و الدِوَلَة و الناس أجمعون فاستكبروا بذلك علىَ ذويهم من الناس و المجتمع و هؤلاء ليس لديهم أي حق أو أي عُذر و لا ضير علينا أن نصفهم بأنهم ـــ كلاب الأزهر المسعورة ـــ لضعف نفوسهم و استكبارهم و تنطعهم , فهم أعداءً لتطور الفهم و تطور العقل و استنباط الحكم الشرعي من النصوص المقدسة من أي شخص غيرهم و مَن يفعل ذلك يهاجموه و يشهِّرون به ليُسقطوه في عين المجتمع أو بمعنىَ أدق يغتالوه فكرياً و أدبياً و هم سبب تخلف المسلمين و جهلهم بدينهم و هذه الفئات المرزولة حَوَّلَت الأزهر إلىَ دولة داخل الدولة و لابد من إنشاء دستور جديد يكون فيه ( إلغاء أبدية مشيخة الأزهر لأي إنسان يجلس علىَ كرسي المشيخة , و إذا أخطأ يُحَاسَب , و لو تكررت أخطائه أو كانت أخطائه جسيمة فعلىَ قدر أخطائه يُحَاسَب فلو كان الخطأ يؤدي للسجن ينسجن بحكم القضاء و لو كان الخطاً يؤدي لفصله من منصبه يُفصَل من منصبه و يُعْفَىَ منه و لو كان الخطأ يؤدي للإعدام يُعدم , ) و لكن يظل شيخ الأزهر علىَ كرسي المشيخة بدون أن يُعْزل كالحَيَّة في جُحْرِهَا حتىَ يموت و لو أخطأ أو تعمَّد الخطأ أو خان الله و رسوله فهذا شيئاً لا يُطاق , و الدليل هو هذه النتيجة التي وصل إليها حال المسلمين بسبب ضعف الأزهر و ضعف سياساته و ضعف إرادته و عدم اجتهاده و تطويره الخطاب الديني ليواكب إطار العصر , و مشاكل الأزهر مع النصوص المقدسة مشهورة و معروفة للكافة

من مشاكل الأزهر مع النصوص المقدسة في القرآن و السُـنـَّة

1ــــ الفرق بين الجهاد و القتال
2ــــ رضاع الكبير
3ــــ مشكلات المرأة المسلمة



ثانيا ً ـــ الفجوة الكبيرة بين المسلمين و دينهم الإسلامي ـــ
بلا شك هناك فجوة كبيرة بين المسلمين و بعضهم البعض , فكثيراً من المسلمين يتخبطونَ في أمورِ دينهمْ و لا يكادون يفهمونَ منه إلَّا القشور رغم أن بعضهم و ليس المقصود بكلمة ـــ بعضهم ـــ أقلهم لا إطلاقاً و إنما أقصد أن مِن أغلبهم أو معظمهم يتخطىَ الخمسين أو الستين أو السبعين أو الثمانين من العمر و لا يعلم من أمر دينه شيئاً و هنا السؤال لمؤسسة جهنم ــ الأزهر ــ لماذا ؟! و الجواب هو , بسبب اختلافهم في الأراء الكثيرة فذلك يؤيد رأي و الأخر يُفتي بعكسه و ذلك يُفتي بمذهب و الآخر لا يؤيد ذلك المذهب و هذا يتبع منهج و ذاك يعارض هذا المنهج و في النهاية يضيع السائل عن أمْر دينه بين هذه الزحمة من المؤيد و المعارض و لذلك فإن أغلب المسلمون يعيشون في وادي و دينهم في وادي آخر , و هنا أيضاً السؤال , لماذا ؟! و الجواب , هو لإن الدين الحقيقي الذي أنزله الله تبارك و تعالىَ علىَ الرسول الأعظم و الحبيب الأكبر سيدنا محمد صلىَ الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا مُنتهىَ أسهل و أبسط من هذا الذي يتكلمون به هؤلاء المجانين من مؤسسة الأزهر ـــ مؤسسة جهنم ـــ و هنا يأخذني العَجَبُ الكبير ما دَخل السائل عن أمور دينه و ربما يكون هذا السائل عن أمور دينه أجهل من دابة فهل يتفيهقون عليه , أي ـــ يتفقهون ـــ !!! عليه و يتعالمون عليه , أي ـــ يمارسون ما تعلموه عليه ـــ !!! و يتفاصحون عليه , أي ـــ يتكلمون بلغة عربية جزلة لا يفهمها لأنها أصبحت من غرائب اللغة الغير مستعملة في عصرنا ـــ !!! و يأتون له بالغرائب من القصص و الأحاديث و غيره مِمَّا لا يفهمه السائل عن أمور دينه !!!! فلابد للأزهر أن يرد علىَ قدر السؤال و أمَّا التفهيم و التلقين ففي الخطب و الدروس و المحاضرات و كما نلاحظ تقصير دور الأزهر في حملاته التثقيفية و لابد أن يكون في كل حيِّ من أحياء جمهورية مصر العربية مكتب أزهري للفتوىَ للتسهيل علىَ المواطنين و لابد أن يُراعي الأزهر أن النفر أي مجموعة العلماء الذي سيشغلون هذا المكتب الهام جداً أنهم لابد أن لا يكونوا إخوان متأسلمين و لا من السلفيين المجرمين المتنطعين حتىَ لا يضيعوا الناس و يُلبِّسُوا علىَ المسلمين أمر دينهم و يدمرون حياتهم و أتمنىَ أن يستفيق الأزهر و يمارس دوره بكل حب و عقلانية بلا سلفية هوجاء ’ و بالفعل هناك فجوة كبيرة بين المسلمين و دينهم و يتجلَّىَ ذلك في عدم فهم المسلمين ـــ للمنهج ـــ و ـــ المذهب ـــ الإسلامي و الدليل علىَ ذلك تفشِّي الأميَّة الدينية و الجهل العظيم بين المسلمين بأمور دينهم و مؤسسة الأزهر التي تتشدق بأنها منارة العالم الإسلامي لا تستطيع أن تفعل شيئاً بسبب عدم تحديث ـــ المنهج و المذهب ـــ و تهيئته لمستجدات العصر , و عدم فهم طبيعة الناس في هذا العصر , بل و لم تعامل المسلم علىَ أنه مسلماً مثله مثل الأزهريين و إنما عاملت هذه المؤسسة المسلمين علىَ أنهم أحجار علىَ رقعة الشطرنج من حيث اللغة الجامدة و الوجه المتحجر و إلقاء الفتوىَ في وجه السائل كأنما ترْجُمَهُ بالحجر بلا شفقة و لا رحمة , و لا يقولن أحداً من الأزهريين نحن بشراً أو نحن ليس ملائكة من السماء , فسأقول له أنك أيها الأزهري تصدَّرت للعمل العام فلابد أن تتحمل المسئولية و أن تكون علىَ قدرها و لا تتوانىَ أو تتواكل , بل و تصدَّرَت العمل الدعوي الذي من شأنه توضيح ـــ المنهج الإسلامي ـــ الذي يُبيِّن للناس ما هو الإسلام و ما هىَ حدوده و ما هو القرآن الكريم و كيف يفهمونه و يتدبرونه و يستخرجون منه الأحكام و العبَر و كيف يتعايشون بالقرآن الكريم بل و السُـنـَّـة النبوية الشريفة و ينفذون أحكامهما في الحياه بكل أريحية و بلا عناء تماشياً مع إطار العصر بدون اللحية و الجلباب و المسبحة و المسواك و إلَّا فاخرج من جنة الأزهر و نعيمه إن كنت لا تستطيع الصبر علىَ ما اخترته بمحض إرادتك ليكون لكَ عملاً و أو فاخرج من جحيم الأزهر إذا كنت لا تقدر علىَ السباحة في مواصلة العمل العام بكل ما فيه من تعب و عناء و مشقة فاختار أيُّ الطريقين و اتبعه إن شئت بلا ضرر و لا ضرار و لا تقعد في عمل لا تطيقه فتكون مَلومَاً محسوراً , هل قال الأزهر أن دخول الجنة ليس باللحية و الجلباب و المسبحة ؟! فدائماً يقول أن هذه الأشياء سُـنـَّـة نبوية و لكنه يُدَلِّس فلا يقول أنها سُنن مستحبة , و لكنه يقول دائماً أنها سنن و يسكت فلا يُكمل حديثه و مِن هنا يُلْزمُ الناس بشيءٍ ليس من حقهم الإلتزام به و هو عين التدليس ؟! فما المعنىَ المأخوذ من تصرُّف الأزهر و إفتاءه بأن ـــ اللحية ـــ واجبة ؟! فهنا نؤكد أن الأزهر متنطع و متشدد و ليس له أهمية في عصرنا المعاصر بل و من حق الناس أن يتمردوا عليه و علىَ فتاواه إن لم يكن اليوم فغداً لإن كثيراً من الناس لا يريدون إطلاق اللحية , و لو هاجمني أحداً من الأزهريين و قال لي بأني أحقد علىَ الأزهر و أقسو عليه مثلاً و حُجتهم في ذلك أن هناك من المشايخ الأزهريين مَن يُفتي ـــ بجواز إطلاق اللحية ـــ و أنَّ هناك مَن يُفتي ـــ بوجوب إطلاق اللحية ـــ و هناك مَن يرىَ أن ـــ اللحية ليست شرط في إيمان المسلم ـــ و أن هناك مَن يرىَ أن ـــ اللحية لا تكون سبباً في دخول أحداً الجنة أو تبعد شخصاً آخرعن النار ـــ فسأقول للذين يقولون هذه الأقوال في وجوههم أنتم منافقون و هذا عين الدليل علىَ كذبكم و فساد منهجكم و عفن مذهبكم الذي لا يستقيم مع العلم بل هذا الإسلوب ليس علماً و إنما ـــ عشوائية ـــ لا تصح في ـــ الدين الذي أنزله الله عز و جل ـــ فكيف يقول شيخٌ أزهري لسائل ـــ اللحية واجبة ـــ و يقول شيخٌ آخر ـــ ليست واجبة ـــ ثم يزعمون أنه منهجاً علمياً بحُجة التعددية و الرحمة و بحُجة التيسير علىَ الأمة ؟؟؟!!! و يزعمون مَن أخذ بهذا الرأي فبها و نعمت و مَن لم يأخذ فليس عليه وزر ؟؟؟!!! أقول هذا ليس بمنهج بل هذه غفلة المغفلين , و هذه الطريقة الخاطئة جعلت المسلمين في هذه الأمة يتاجرون بالدين و يغشون و يُدَلِّسُون و يسرقون باسم الدين و هذا الإسلوب الفج في نشر الدين أنشأ التطرف و الإرهاب و أشاع الفتن من حيث لا يعلم و لا يدري و ذلك الفكر الأجوف جعل المسلم منافقاً شديد النفاق و تنطعاً لأقصىَ الحدود و جعله إمَّا أن يتاجر بالدين أو لا يفهم من القرآن إلَّا رسمه , و نظرة واحدة علىَ حياة المسلمين كافية لتعرف ما قيمتهم بين الأمم المتحضرة التي سبقتنا بقرون بعيدة فنحن أحطّ أمة و أقل شأن و أرخص قيمة و مقاماً بين الأمم , بسبب فساد منهجنا و مذهبنا الذي أفسد عقولنا و قلوبنا و ضمائرنا , أصبح المال عند المسلمين أغلىَ و أهم من الله تعالىَ و رسوله صلىَ الله عليه و سلم , بل و لينظر القاريء الكريم إلىَ تعاملاتنا مع بعضنا البعض كلها اتسمت بالنصب و الخداع و التزوير و البهتان ووصل الأمر لحد القتل و التشريد من أجل المصالح في بلادنا التي تزعم أنها بلاد إسلامية و ذات دين سماوي إسمه ــ الدين الإسلامي ــ و نظرة أخرىَ علىَ بيئتنا فسنجد أنها بيئة غير نظيفة الصفة الوحيدة التي تجمعها في كيان واحد هىَ صفة الفوضىَ و اللانظام و اللانظافة , و نظرة علىَ تعليمنا و أخلاقنا و صحتنا النفسية و البدنية و زراعتنا و بيعنا و شرائنا مواصلاتنا فلن نرىَ إلَّا التخلف و الهمجية و الانهيار المصلحي و الفساد العام , و هنا نسأل أنفسنا ما هو المنهج الذي يربينا و نتبعه لكي يُقوِّم اعوجاجنا ؟! أليس هو المنهج الديني ؟! و لكن في حقيقة الأمر أن الأزهر يتشدق بأهميته و شهرته و فصاحة علمائه و كثرة فقهاؤه و لكنه للأسف خالي من الإيمان خالي من الضمير خالي من الدموع التي تغسل الذنوب و المعاصي , هذا هو حالنا للأسف , و بدلاً من أن نتوه في زحمة اختلاف الأراء الفقهية القديمة و تتوه الأمة الإسلامية فهذا خطئاً صريحاً , الصحيح أنه لابد من الإتفاق علىَ منهجاً واحداً علمياً تتفق عليه مؤسسة الأزهر يفهم منه المسلمون أمور دينهم بلا تعنت و فهماً صريحاً لجماهير الناس بلا إحراج فقد ظللنا قروناً طويلة نرزح و نعيش تحت خط الجهل الفقهي و الديني و كفىَ من كهنوت الأزهر استهانة بعقول الناس فقد احترق الناس , و إنما التعددية في الأراء المذهبية و المنهجية و الفقهية للعلماء و الباحثين في الدين فهىَ في حقهم أوجب من أن تكون لعامَّة المسلمين , و ذلك ليقارنوا بين جميع الأراء و يوازنوا بينها ليتوصلوا لأقرب هذه الأراء فهماً للناس و تيسيراً عليهم في أمور دينهم و دنياهم ثم يعلنوها للناس , لكن ما الفائدة أن يتوه الناس و هم بحالة جهل عظيمة دينياً في زحام الأراء الفقهية و العلمية للمنهج و المذهب الإسلامي ؟! و ما الفائدة التي تجنيها مؤسسة الأزهر من تضييع وقت الناس في أراء كثيرة متعددة لن يحفظها جمهور الناس حتىَ لو سمعوها ألف مَرَّة ؟! لابد أن يتحسن مستوىَ أداء الأزهر و يطوِّر مذهبه و منهجه و يأتي بجيل جديد من التلاميذ الذين يحملون مشاعل العلم و النور للأجيال القادمة و يستعدوا بأدوات تتناسب و إيقاع العصر المعاصر و لا داعي للكهنوتية التي تفشت في الأزهر لاحتكار الرأي و العلم و القداسة بين رجاله .... و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم

القاهرة \ أبريل \ الإثنين 30 \ 4 \ 2018 م الساعة 11 و 12 ظهراً \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \

جمال الشرقاوي
Admin

المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 19/05/2016

https://gamalelsharqawy.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر ... [2] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ
» ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [1] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ
» ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [2] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ
» ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [2] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ
» ورطة الأزهر و الكنيسة بين الدين و السياسة في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر [2] ـــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــ

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى