ما مِن امرأة ٍ ـــــ جريدة أسد الشعر العربي جمال الشرقاوي ـــــ إجتماعية ـــ سياسية ـــ فنية ـــ دينية ـــ شعرية ـــ عامة ـــــ

ما مِن امرأة ٍ ـــــ 
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
قصيدة \ ما مِن امرأة ٍ \
من أشعار الشاعر \ جمال الشرقاوي \

مَا مِنْ امْرَأة ٍ 
أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
قصيدة - مَا مِنْ امْرَأة ٍ -
 من أشعار الشاعر - جمال الشرقاوي -
مَا مِنْ امْرَأةٍ 
هَرْوَلَتْ إلَيَّ بآلافٍ مِنَ الآهاتِ
إلَّا و أهديتُهَا كَرَامَاتِي 
نظراتِي 
كَلِمَاتِي
هَمَسَاتِي
مَا مِنْ امْرَأةٍ 
إلَّا و دَاعَبْتُهَا 
 في الحقيقة ِ أو علىَ الشَاتِ
فاسألوا مَنْ تعرفنَ عني
حينما كنتُ أغني
و كُنَّ يرقصنَ علىَ نغماتي
فاسألوا يا سادتي
هندَ أو ربابَ أو سَحَر ِ 
جْئْنَ إلَيَّ مَوتــَـىَ 
 فأهْدَيِتُهُنَّ قـُبْلَة َالحياة ِ
مَا سَلَوْتُ إحْدَاهُنَّ حينما كُنَّ
في معبدِ ـ أسد الشعر العربي ـ راقصاتِ
مَا سَلَوْتُ إحْدَاهُنَّ
إلَّا حينمَا فارقـَـتْنِي 
ثمَّ رَاحَتْ بعدي
 تـُمَارسُ العشقَ في الطرقاتِ
مَا مِنْ امرأةٍ 
أتَتْ إلَيَّ مِنْ سابعِ ِ السماواتِ
ترتجفُ منَ الحُزنْ 
تحتاجُ رجلٌ يضمُهَا 
بعنفٍ بحُضنْ
إلَّا و كنتُ لها وَجْبَة ً ساخنة ً
 و الغرفةِ و السرير ِ و الضَحِكَاتِ
مَا مِنْ امرأةٍ 
مِن ملايينِ السَيِّدَاتِ
لها ما لها من الأردافِ القَمَريَّة ْ
و النِهُودِ المَرْمَريَّة ْ
إلَّا و لها خـَـلـْـفَ نفسِهَا ألفَ مأساةِ
تريدُ أن تنسىَ ماضيها السخيفْ
تريدُ أن تنسىَ حبيبٍ مُخيفْ 
تريدُ أن تنسىَ قصة َ عشق ٍ 
مليئةٍ بالجراح ِ و السيئاتِ 
تأتي إلَيَّ نـُمَارسُ المَسَاجْ 
أُدَغـْـدِغـُـهـَـا
أُهَدْهِدُهَا
أزيلُ تجاعيدُ الخَطَايَا بجديدِ الخطيئاتِ 
أُعَمِّدُهَا بالحبِ و الشوق ِ و الأحلامِ 
و أسمعُ الصَرَخـَـاتِ
ألا تـَـرَيِنَ يا سيدتي 
المياهِ و الزيوتِ و العطورِ
ألا تشعرينَ بيَدَيَّا
 عَلىَ مَسَامَاتـَـكِ الباردة ِ ... دافئاتِ
مَا مِنْ امرأة ٍ 
هَزَّتْ شواربَ و قامَاتِ 
نامتْ بينَ يَدَيَّا عارية ً
إلَّا و كانتْ أنثىَ بكلِّ الصفاتِ 
تقولُ جميعُ ما تريدهُ بلا كلماتِ 
تفعلُ كلُ ما تريدهُ بلا كلماتِ 
تؤلِمُهَا يَدَاي
تـُـوجِعُـنِي بلا كلماتِ 
تمسكُ يَدَاي كالدليلِ 
لتضعها علىَ خريطة ِ المسيرْ
تريدُ أن تشعرُ بلذةِ الإثارةِ 
و حلاوةَ المُثِيرْ 
 في مشهدٍ بلا لقطـَـاتِ
مَا مِنْ امرأةٍ
أتَتْ إلَيَّ مِنْ حيثُ لا مكانْ
علىَ مَدَارِ حياتي
إلَّا جعلتُ منها بقصائدي 
ـ مُودِيلْ ـ مِن أشهرِ العَارضاتِ 
غـَـزَلْتُ لها النجومَ ثوباً 
جعلتـُـها كالشمسِ مَرْئيَّة ً
مُهِمَّة ً ... لجميع ِ الكائناتِ
حَوَّلْتـُـها مِن مغمورة ٍ 
مذعورةٍ في رُكنِ الظلام ِ
 إلىَ غـُـلافٍ للجرائدِ و المجلاتِ
أفنيتُ عمري بينَ النساءِ
صغيراتٍ كبيراتِ
في الشارع ِ و علىَ المحطاتِ 
في الريفِ و المُدُن ِ و المقاهي و المحلاتِ
و مازلتُ كاتمُ الأسرارُ
و الصندوقُ الأسودُ لكلِّ الحِكَايَاتِ 
و مازلتُ 
أنجذبُ بكلِّ عمري للغريباتِ 
مازلتُ
في سوق ِ الدنيا أهيمُ شوقاً
 بالقططِ العابراتِ
القاهرة - مارس ليلة الخميس - 2 - 3 - 2017 م الساعة 5 و 3 ليلاً 
 - جمال الشرقاوي - كاتب و شاعر -